جوردن ديلي-تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن ارتفاع هرمون الحليب، الذي تفرزه الغدة النخامية الموجودة في الدماغ.
وتوضح نشرة المعهد كيفية قياس الهرمون المعروف باسم (البرولاكتين)، وأبرز أعراض ارتفاعه، والأسباب التي تؤدي إلى ذلك، إضافة إلى طرق علاجه والتي تعتمد عادة على سبب حدوثه.
يتسبب البرولاكتين في نمو الثديين وتطورهما ويؤدي إلى إنتاج الحليب بعد ولادة الطفل. عادةً ما يكون لدى كل من الرجال والنساء كميات صغيرة من البرولاكتين ويتم التحكم في مستويات البرولاكتين بواسطة هرمونات أخرى تسمى عوامل تثبيط البرولاكتين (PIFs)، منها الدوبامين. أثناء الحمل ترتفع مستويات البرولاكتين وبعد ولادة الطفل يحدث انخفاض مفاجئ في هرمون الاستروجين والبروجسترون. تحفز مستويات البرولاكتين المرتفعة الجسم على إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية.
ارتفاع نسبة هذا الهرمون في الدم قد يشير إلى الإصابة بمشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب، وينطبق هذا على الرجال والنساء.
كيف يتم قياس نسبة هرمون البرولاكتين؟
يمكن قياس مستويات البرولاكتين بسهولة من خلال اختبار الدم. في الحالات الطبيعية، تتراوح نسبة البرولاكتين في الدم لدى الذكور بين 2 إلى 18 نانوغرام لكل مليلتر، ولدى الإناث غير الحوامل من 2 إلى 23 نانوغرام لكل مليلتر، ولدى الإناث الحوامل تتراوح بين 10 إلى 209 نانوغرام لكل مليلتر، وقد تختلف هذه النسبة قليلًا من مختبر لآخر.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب:
تشمل الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون الحليب ما يلي:
– أحد الأسباب الشائعة لفرط برولاكتين الدم هو نمو أو ورم في الغدة النخامية يسمى الورم البرولاكتيني. يُنتج الورم مستويات عالية من البرولاكتين. يمكن أن تكون هذه الأورام كبيرة أو صغيرة وعادة ما تكون حميدة، مما يعني أنها ليست سرطانية. تسمى الأورام التي يكون قطرها أقل من( 1سم) (Microprolactinoma) والأورام التي يكون قطرها أكبر من(1 سم) (Macroprolactinoma).
– يمكن أن تزيد بعض الأدوية الموصوفة من مستويات البرولاكتين. تشمل هذه الأدوية: أدوية ارتفاع ضغط الدم (مثل حاصرات قنوات الكالسيوم وميثيل دوبا)، ومضادات الاكتئاب، وحبوب منع الحمل، ومضادات الذهان مثل ريسبردال وهالوبيريدول، والأدوية التي تستخدم لعلاج أعراض سن الإياس.
– يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية أو خمولها إلى ارتفاع نسبة هرمون الحليب، وهذا يحدث عندما لا تتمكن من إفراز ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية مما يزيد من إفراز الهرمونات المحفزة لهرمون الحليب.
– الحمل والرضاعة: حيث يرتفع هرمون الحليب أثناء الحمل ويزيد من نمو الثديين ومن إنتاج الحليب للرضاعة.
– الأورام والأمراض الأخرى التي تصيب الغدة النخامية، أو العلاج الإشعاعي للأورام الموجودة في الغدة النخامية أو الأجزاء القريبة منها.
– أمراض الكبد والكلى المزمنة.
أبرز أعراض ارتفاع هرمون الحليب:
– العقم وانخفاض الدافع الجنسي: قد يعاني كل من الرجال والنساء من العقم وفقدان الرغبة والدافع الجنسي كما يعاني الرجال من ضعف في الانتصاب.
– جفاف المهبل: قد تعاني النساء من جفاف المهبل، مما يؤدي إلى الألم أثناء الجماع.
– مشاكل في الدورة الشهرية: قد يحدث عدم انتظام أو غياب في الدورة الشهرية.
– إنتاج حليب من الثدي في المرأة غير الحامل او التي لا تقوم بالرضاعة الطبيعية.
– حب الشباب والنمو المفرط لشعر الجسم والوجه.
علاج ارتفاع هرمون الحليب:
يعتمد علاج ارتفاع هرمون الحليب على سبب حدوثه، فإذا كان ناتجاً عن قصور في الغدة الدرقية يتم علاج هذا السبب، وإذا كان ناتجاً عن الأدوية فيمكن أن يصف الطبيب أدوية بديلة لعلاج هذه المشكلات. لا يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات البرولاكتين ولديهم علامات وأعراض قليلة أو معدومة إلى أي علاج.
أما في حالة وجود ورم فتشمل خيارات العلاج ما يلي:
– الأدوية الموصوفة: يمكن استخدام محفزات الدوبامين مثل بروموكريبتين وكابيرجولينوالتي تقلل من إنتاج البرولاكتين. تعمل الأدوية بشكل جيد لمعظم الأشخاص المصابين بأورام البرولاكتين وهي جيدة التحمل. يؤخذ بروموكريبتين 2-3 مرات في اليوم أما كابيرجولين فهو طويل المفعول ويستخدم مرتين أسبوعياً.بناء على نصيحة الطبيب
– الجراحة لإزالة الورم: يمكن استخدام الجراحة إذا لم تكن الأدوية فعالة. تكون الجراحة ضرورية في بعض الأحيان إذا كان الورم يؤثر على الرؤية.
– العلاج بالإشعاع: نادرًا، إذا لم تكن الأدوية والجراحة فعالة، يتم استخدام الإشعاع لتقليص الورم.