جوردن ديلي – أكد خبراء وعاملون بالقطاع السياحي، أن القطاع سجل هذا العام قصة نجاح بكل المعايير، ويسير بالاتجاه الصحيح نحو التعافي، واستطاع الخروج من تداعيات جائحة كورونا التي ألمت به خلال العامين الماضيين، وحقق ارتفاعا في أعداد السياح والدخل السياحي فاقت التوقعات.
وقالوا إن القطاع السياحي شهد تطوراً كبيراً في جميع عناصره، وبدا هذا التطور واضحاً في أرقامه المُسجلة لهذا العام، موضحين أنها قاربت من الوصول لمستويات عام 2019 الذي يعد العام الذهبي للقطاع السياحي.
وأشار الخبراء والعاملون بالقطاع، إلى أن الإجراءات الحكومية خلال جائحة كورونا التي اشتملت على إطلاق برامج للمحافظة على العاملين والمنشآت، وضخ السيولة في القطاع، والإعفاءات، وتقديم القروض الميسرة، وتخفيض ضريبة المبيعات وبدل الخدمة للنصف، أسهمت بإنقاذ القطاع وساعدت على نموه.
من جهته، قال الخبير و الأستاذ في كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة الدكتور إبراهيم بظاظو، إن أسباب النمو وانتعاش القطاع وزيادة الحركة السياحية للمملكة، جاءت نتيجة التطور الواضح بالقطاع، والتركيز على السياحة الدينية من خلال استقطاب حجاج مسيحيين للقدوم للمملكة، إضافة إلى تشجيع سياحة البواخر، حيث أصبح الأردن محطة لهذا النوع من السياحة ووصل من خلالها نحو 20 ألف سائح.
وأضاف انه من العوامل التي أسهمت كذلك بزيادة الحركة السياحية للمملكة استقطاب العديد من المؤتمرات، ونشاط حركة الطيران العارض ومنخفض التكاليف الذي أسهم بزيادة عدد السياح، إضافة إلى فوز مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022.
وللمحافظة على النشاط السياحي وارتفاع أرقام السياح والدخل السياحي حتى نهاية العام الحالي وبالعام المقبل، دعا الدكتور بظاظو، إلى العمل على تنشيط سياحة المهرجانات في المثلث الذهبي والبحر الميت، والتوسع في رحلات الطيران العارض واستقطاب البواخر السياحية، وتشجيع سياحة الغوص في العقبة خلال موسم الشتاء، وذلك لما تشتهر فيه هذه المنطقة من دفء خلال هذا الفصل.
كما دعا، إلى التوجه لأسواق سياحية جديدة غير الأسواق التقليدية، كالسوق السياحي في روسيا والعمل على استقطاب السياح الروس، واستقطاب المسيحيين الروس لزيارة أماكن الحج المسيحي بالأردن، إضافة إلى التركيز على استقطاب السياح من دول شرق آسيا لزيارة مواقع سياحية إسلامية موجودة بالمملكة، إلى جانب التركيز على استقطاب الأجانب المقيمين في دول الخليج العربي.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة عوني قعوار، إن القطاع السياحي سجل نموا غير متوقع بأعداد السياح والدخل السياحي، وبدأ خلال هذا العام باسترداد عافيته بعد تداعيات جائحة كورونا.
وبين أن الطيران منخفض التكاليف المدعوم من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، أسهم بزيادة عدد السياح وفتح أسواق جديدة بمنطقة شرق أوروبا، مشيداً بالإجراءات التي عملت عليها الوزارة والهيئة بالفترة الماضية، ومشاركتهم المستمرة بالمؤتمرات ومعارض السياحة لوضع الأردن على خريطة السياحة العالمية.
وأبدى قعوار تفاؤله بالموسم السياحي في العام المقبل، متوقعاً ارتفاعا في النشاط السياحي بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالعام الحالي، ومشددا على ضرورة استقطاب الاستثمارات السياحية، ولاسيما المتعلقة بالاستثمارات الفندقية في البترا والبحر الميت وخصوصا أن هذه المدن تعاني نقصا بالغرف الفندقية، إلى جانب تشجيع الاستثمار بالنقل السياحي وزيادة أعداد الحافلات السياحية، والأدلاء السياحيين.
وأكد قعوار، أهمية التركيز على الاستثمارات السياحية بالمملكة، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، وتقديم التسهيلات الكافية لتشجيع المستثمرين، وذلك لتحقيق الهدف المنشود من رؤية التحديث الاقتصادي التي تسعى لتوفير فرص عمل للشباب الأردني بالقطاع السياحي، وتخفيض نسبة البطالة.
من ناحيته، قال الخبير والأستاذ في قسم السياحة والسفر بجامعة اليرموك الدكتور عبد القادر عبابنة، إن الأرقام التي حققها القطاع السياحي خلال الأشهر الماضية من العام تدعو للتفاؤل، والحث على العمل لزيادتها لبقية العام والأعوام المقبلة.
ولفت إلى الطلب المتزايد على الأردن، وذلك نظرا للاستقرار السياسي بالمملكة، والأمن والأمان، والشعب الأردني المضياف، والمنتج السياحي المتنوع والفريد الذي تتمتع به المملكة، مشيرا إلى أنه لولا جائحة كورونا وعدم الاستقرار السياحي بالدول المحيطة بالأردن، لكانت أعداد السياح القادمين للمملكة كبيرة جداً.
وبين الدكتور عبابنة، الأسباب التي أسهمت بارتفاع أعداد زوار الأردن والدخل السياحي، والتي تمثلت بتخفيف قيود السفر، والإجراءات التي اتخذتها وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، بدعم الطيران منخفض التكاليف وتقديم الحوافز له لاستقطاب المزيد من السياح، ودعم الطيران العارض والمنتظم، وتطبيق نظام التذكرة الموحدة الذي أسهم بالتخفيف من الوقت والكلفة على السائح.
ودعا إلى تخفيض تكاليف الرحلات السياحية، والتكاليف التشغيلية على المنشآت، وتنويع المنتج السياحي وتطويره وإدارته بشكل جيد، والاستمرار بدعم الطيران منخفض التكاليف، وتخفيف قيود السفر.
من جهته، عزا عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة، النمو في أعداد السياح والدخل السياحي خلال العام الحالي، إلى الخطط التسويقية المتكاملة، واستهداف أسواق جديدة، وتحسين وتطوير المنتج السياحي خلال الفترة الماضية.
ودعا إلى ضرورة الاستمرار بنفس الوتيرة النشطة بالتسويق السياحي في الأسواق العالمية وتطويره، وعقد المزيد من ورش العمل مع وكلاء السياحة الدوليين، والمشاركة في مؤتمرات السياحة العالمية، ودعوة وكلاء السياحة الخارجيين لزيارة الأردن وتعريفهم بالمواقع السياحية والأثرية والمنتج السياحي للمملكة، وتقديم الدعم لوكلاء السياحة المحليين، ولاسيما بما يتعلق بالمصاريف التسويقية.
وبحسب البيانات الصادرة عن البنك المركزي، ارتفع الدخل السياحي للمملكة خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي، بنسبة 125.4 بالمئة، ليصل إلى 4,777 مليار دولار، مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2021، جاء ذلك نتيجة لارتفاع عدد السياح القادمين إلى المملكة لنفس الفترة، والذين وصل عددهم إلى 4.145 مليون سائح.