ارآء

أنا والجيش

هدى العمارين


جوردن ديلي – يحمل الجيش العربي الرسالة المقدسة في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه وسيادته، والولاء المطلق لقيادته ، والجيش العربي تاج على جبين الوطن الأبهى، وهو يحظى بسمعة طيبة وشعبية واسعة لما يتمتع به من مبادئ أصيلة وأخلاق كريمة جعلته يسكن القلوب أينما حلّ وارتحل، ويترك أثراً طيباً في النفوس أينما حط رحاله، وكأنه بلسم شاف ونسيم عليل يمسح الآلام ويداوي الجراح.

علاقتي مع القوات المسلحة الجيش العربي علاقة أزلية لها مساحة في قلبي منذ الصغر أو كما يفضل أن يعبرعنها البعض منذ نعومة أظافري أو حتى قبل مولدي. الجيش العربي مصدر فخر وإعتزاز لي ولكل أردني وأردنية، كيف لا وهو حامي الأرض والعرض، ومغيث الملهوف والمستجير.

منذ أن أدركت أن والدي هو أحد شهداء هذا الجيش العظيم، روى بدمائة الزكية وزملاؤه أرض القدس، وسقطوا بشرف وارتقت أرواحهم الطاهرة إلى عليين، استوعبت حينها معنى الشهادة، وايقنت أن جذور التضحية والفداء هي في دم كل جندي اردني يضع شعار الجيش المصطفوي على جبينه، لحظتها لم أشعر باليتم أوالحزن او العوز، فقد تكفل الجيش العظيم بكل شيء.

هي رحلة طويلة إن اردتم تسميتها بذلك، نعم رحلة مع الجيش بدأت من مدرستي التي تحمل اسم أغلى الرجال( الحسين الثانوية للبنات) التابعة لمديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، والتي تعلمت فيها كيف يكون الحب للوطن؟ وكيف تكون التضحية؟ تعلمت فيها القيم التي ترفع من قدري كمواطنة ، كيف يكون العطاء وكيف تكون التضحية؟ . تعلمت أن أعيش بكرامة وفخر كما والدي ومنذ ذلك الحين واللباس العسكري يستهويني وأهازيج الحماس وأغاني الفخربهذا الجيش تطربني، كيف لا وهو جزء من ذاكرة طفلة.

واليوم وقد شارفت على العقد الخمسين من عمري، ما زالت عين القيادة والقوات المسلحة ترعاني وكل ذوي الشهداء في كل مناسبة وطنية ودينية، تذكرنا دائما وتذكر شهداء الوطن والواجب وتشحذ هممنا بأن ما قدمه الأباء ما هو الا مصدر فخر واعتزاز لنا وان تضحياتهم فداءً للوطن وتأديتهم للواجب المقدس محط إحترام وتقدير الجميع وعلى رأسهم القائد الاعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ،أطال الله عمره.

لم يخطر ببالي يوما أن أشكر هذا الجهاز العظيم، أو أن أكتب عن عشقي له إلى أن قادتني الصدفة مؤخرا الى زيارة مديرية شوؤن الأفراد- مكتب أبناء الشهداء للاستفسار عن بعض الأمور، حيث قوبلت بالترحاب والإحترام والتقدير، إستحضرت لحظتها روح والدي وشعرت به يسكن المكان، رأيته يبتسم خلف كل رتبة عسكرية إستقبلتني، ووجدت نفسي أتحدث مع نشامى الجيش وكأني أعرفهم وارغب في الجلوس أطول مدة ممكنة في مكان أحسست بروح والدي فيه وبكرامتي التي إرتبطت بإسم الشهيد.

حمى الله أردننا الغالي وحفظ قيادتنا وجيشنا من كل شر ورحم كل شهداء الوطن.

 

Check Also
Close
Back to top button