جوردن ديلي – يفاجأ الكثير من المستثمرين في سوق الأسهم بانخفاض رصيدهم في حساب التداول، دون أن يجدوا تفسيراً أو يعلموا أين ذهبت أموالهم، والحقيقة أنه عندما تنخفض قيمة الأسهم، ويخسر المستثمر أمواله، لا تتم إعادة توزيعها على شخص آخر.
وقبل توضيح أين تذهب هذه الأموال، من المهم أن يفهم المستثمرون أن العرض والطلب هما اللذان يؤثران على ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم.
عمليات البيع والشراء
حين يشتري المستثمر سهماً مقابل عشرة دولارات على سبيل المثال، ويبيعه مقابل خمسة دولارات، فهذا يعني أنه سيخسر خمسة دولارات عن كل سهم يبيعه.
وقد يظن أن هذه الأموال التي خسرها سيكسبها شخص آخر، لكن هذا ليس صحيحاً، فهذه الأموال لن تذهب للشخص الذي يشتري هذه الأسهم.
ففي هذه الحالة لن يكسب الشخص الذي اشترى السهم، إلا إذا انتظر حتى ترتفع قيمته، ثم أعاد بيعه مرة أخرى.
حتى الشركة التي أصدرت السهم لا تذهب إليها الأموال التي خسرها المستثمر ببيعه السهم بثمن أقل مما اشتراه به، ويبقى السؤال أين تذهب هذه الأموال؟.
القيمة الضمنية والصريحة
يبدو أن أكثر إجابة وضوحاً على هذا السؤال أن هذه الأموال اختفت في الهواء، مع انخفاض الطلب على الأسهم، أو بشكل أكثر تحديداً مع تراجع التصورات الإيجابية للمستثمرين عنه.
وتعكس هذه الإجابة الطبيعة المعقدة للأموال، فهو من ناحية يمكن أن يكون شيئاً غير ملموس.
ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون ملموساً ويُستخدم في شراء الأشياء، وينطبق الأمر نفسه على قيمة الأسهم، والتي تنطوي على قيمة ضمنية وأخرى صريحة.
وتُحدد القيمة الضمنية للأسهم بناءً على تصورات المستثمرين والمحللين الاقتصاديين وتوقعاتهم للسهم.
فعلى سبيل المثال يمكن أن ترتفع القيمة الضمنية لشركة أدوية كثيراً بعد حصولها على براءة اختراع لعلاج السرطان.
يمكن أن تؤدي توقعات المستثمرين أيضاً إلى انخفاض “القيمة المتوقعة” للسهم، والذي ينتج عنه انخفاض قيمته الفعلية.
ومرة أخرى لا يحصل أي شخص على هذه الأموال التي يخسرها مالكو الأسهم، فهي تتبخر بسبب توقعات المستثمرين.
إما القيمة الصريحة فيتم حسابها من خلال جمع كل أصول الشركة، ثم خصم جميع الالتزامات والنفقات منها، فالقيمة الصريحة هي مقدار الأموال المتبقية للشركة، بعد أن تبيع جميع أصولها وتسدد كل ديونها وفواتيرها.
كشف اختفاء الأموال
من أجل توضيح الأمر بشكل أكبر لنفترض أن شركة “سيسكو” تمتلك 5.8 مليار سهم.
ومن ثم إذا انخفضت قيمة السهم الواحد بمقدار دولار، فإن ذلك يعادل خسارة الشركة لأكثر من 5.8 مليار دولار من قيمتها الضمنية.
ولأن “سيسكو” شركة كبرى، وتمتلك أصولاً ملموسة بمليارات الدولارات، فلن يؤثر هذا التغيير في القيمة الدفترية للشركة وإن كان سيؤثر على قيمتها السوقية.
وباختصار فإن ما يحدث على أرض الواقع هو أنه عندما يقلل المحللون الاقتصاديون والخبراء والمستثمرون من توقعاتهم الإيجابية بشأن شركة ما، لا يعود المستثمرون راغبين في دفع أموال في أسهم الشركة كما كانوا يفعلون من قبل.
لكن وعلى الرغم من أن توقعات المستثمرين وتصوراتهم يمكن أن تتسبب في تراجع أسعار الأسهم، وفي خسارة المستثمرين لأموالهم في الهواء، إلا أنه كلما كانت الشركات راسخة، وتقدم منتجات أو خدمات يحتاجها الأشخاص، زادت أرباحها، وزادت ثقة المستثمرين بها.