كتب : مهند عريقات – كبير المحللين الماليين في شركة CFI
جوردن ديلي – تنتظر الأسواق المالية اليوم الأربعاء 16 آذار 2022 الإجتماع المنتظر للفدرالي الأمريكي نظراً لما يشكله ذلك الإجتماع من أهمية على حركة الدولار الأمريكي وكذلك على أسواق السلع وأسواق الأسهم، وسيتبع ذلك مؤتمر صحفي لرئيس الفدرالي جيروم باول للحديث عن الأوضاع الإقتصادية والتطلعات المستقبلية، أهمية إجتماع اليوم والذي سيكون الساعة السادسة بتوقيت غرينتش والساعة 9 مساء بتوقيت عمان في أنه:
أول إجتماع للفدرالي منذ بدأ التوتر الروسي الإوكراني
الإجتماع الذي من المرشح أن يشهد أول رفع لأسعار الفائدة منذ بدء جائحة كورونا
يأتي الإجتماع في وقت يسجل فيه التضخم أعلى مستوياته منذ 4 عقود
ويواجه الفدرالي مجموعة من العناصر التي ستدفعه لرفع أسعار الفائدة وخاصة مع إستمرار إتساع المسافة ما بين التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المنخفضة، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للرئيس الأمريكي من جهة وتراجع ثقة المواطنين في السياسات الاقتصادية للحكومة وسلبية التوقعات الاقتصادية على المدى البعيد من جهة آخرى، ومنها على سبيل المثال:
نمو التضخم خلال فبراير إلى 7.9% وهي أعلى من القراءة السابقة عند 7.5% خلال يناير
بيانات توظيف قوية حيث إنخفضت معدلات البطالة إلى 3.8% مما ييشر لسوق عمل مثالي يلبي طموح الفدرالي
إستمرار مشاكل سلاسل التوريد وخاصة مع إستمرار الإنعكاسات السلبية لمتحورات كورونا
وتضاربت التوقعات حول مقدار رفع الفائدة فيما لو ستكون ربع نقطة أو نصف نقطة عدا عن تضارب التوقعات في عدد مرات رفع الفائدة خلال العام الحالي وهذه تعتبر المشكلة الأكبر التي سيواجهها الفدرالي وستجعل مهمته أكثر صعوبة عند إتخاذ القرار وخاصة مع إستمرار حالة عدم اليقين ذات الصلة بالتوتر بين روسيا و الغرب، والإحتمالات المتوقعة هي كالتالي:
قد تجبر مخاوف تأثير الحرب على معدلات النمو العالمي وعلى التجارة العالمية وكذلك النقص في الايدي العاملة في دفع الفدرالي لرفع الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط في إنتظار مسار ذلك التوتر مستقبلاً للقيام برفع الفائدة بصورة أكبر في المرات القادمة.
والإحتمال الثاني أن يقوم الفدرالي برفع الفائدة نصف نقطة ولكن هنا عليه أن يواجه إحتمالية جر الإقتصاد الأمريكي لحالة الركود التضخمي وخاصة لو استمرت معدلات النمو بالتراجع بالتزامن مع إستمرار إرتفاع الأسعار، حيث من المعلوم أن رفع الفوائد ستؤدي إلى إبطاء معدلات النمو.
ولكن مهما كانت قرارات الفدرالي سواء قرر رفع الفائدة بربع نقطة أو نصف نقطة علينا أن ندرك تأثير ذلك على الأسواق المالية ربما يكون مربكاً في البداية تتقلب فيها الأسعار صعوداً وهبوطاً قبل إتخاذ مساراً معيناً، وهنا نقصد أن ردة الفعل ليس شرطاً أن تكون منسجمة تماماً كما يفترض أن تكون وهذا يدفعنا نحن كشركة CFI إلى تنبيه العملاء الكرام بتوخي الحذر عند التداول لحظة صدور القرارات.
ولكن بالمجمل وكنظرة عامة يتوقع أن يشكل رفع الفائدة ربع نقطة إيجابية لحركة مؤشرات الأسهم على إعتبار أن الفائدة ستبقى قريبة من الصفر وغير مشجعة أو مقنعة لترك الأصول عالية المخاطر لصالح الدولار أو حتى السندات.
وبالمقابل فإن أي قرار برفع الفائدة نصف نقطة ربما يفسر على أنه تحرك طارئ ومفاجيء مما سيشكل إرباكاً كبيراً للاسواق المالية، وخاصة أنه لم يسبق للفدرالي برفع الفائدة بهذا المقدار بإجتماع واحد منذ عام 2000، ولذلك فإن التوقعات بهذا الإتجاه ستكون سلبية لأسواق الأسهم والمعادن ومشجعة للدولار الأمريكي وعلى إعتبار أن ذلك سيفسر أيضاً على أنه تسارع أكبر نحو البدء بتقليص الفدرالي لمشترياته من الأصول.
تنويه
المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط .قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة ( سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، و تعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.
محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات ( سي اف أي ). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره.