سعيد خليل العبسي
جوردن ديلي – من أبسط قواعد الإفصاح هو أن تبين الشركات تفاصيل أرباحها ومصادر تلك الأرباح بمعنى كم هي قيمة الربح المتحقق نتيجة نشاط الشركة الاساسي وكم هي قيمة الربح المتحقق من نشاطات اخرى غير تشغيلية والتي لايمكن لها ان تتكرر سنوياً وما هي نسبة تلك الى مجموع الأرباح المتحققه .
وتعرف الأرباح الناتجة عن نشاطات غير تشغيلية على أنها أرباح جاءت نتيجة عمليات ثانوية مارستها الشركة الى جانب نشاطها الرئيسي ولا تتكرر في فترات اخرى من عمر الشركة ومن هنا فان تلك الأرباح تسمى ايضا أرباحاً إستثنائية لانها أضافت أرباحاً الى الأرباح التشغيلية الناتجة عن النشاط الرئيسي للشركة ،ما أدى الى إرتفاع في صافي أرباح الشركة بشكل إستثنائي وغير متكرر ربما لسنوات اخرى ما ساهم في زيادة معدلات النمو والمؤشرات المالية المختلفة في الشركة وبخاصة المتعلقة بالربحية.
إن الشيء الطبيعي والصحيح هو أن يتم قياس آداء الشركة ومن مختلف النواحي على أساس الأرباح المتحققة من النشاط الرئيسي للشركة على إعتبار أن النشاط الرئيسي للشركة هو النشاط المتواصل والذي أسست الشركة على أساسه و المتوقع منه أن يتواصل ويتعاظم سنة بعد اخرى وعلى سبيل المثال شركة صناعية إشترت معدات رأسمالية بمعظم ما لديها من سيولة لكي تنتج منتجات مختلفة ولتزويد السوق بها وبالتالي يتوقع أن يتم تشغيل تلك المعدات لكي تنتج المنتجات المخطط لها وبيعها في السوق ومن ثم تحقيق أرباح من بيع تلك المنتجات وبالتالي فإن الأرباح المتحققة تكون هي أرباح تشغيلية ومن المفترض أن تتكرر طالما أن الشركه تواصل إنتاجها وتوسعها في السوق سنة بعد اخرى وهكذا.
وهناك أرباح غير تشغيلية اخرى وغير متكررة ومثالها أن تقوم الشركة ببيع بعض من معداتها ونتيجة ذلك قد تكون حققت ربحاً فإن ذلك بطبيعة الحال سيزيد من قيمة الأرباح بشكل غير طبيعي مقارنة مع السنة السابقة وفي السنة اللاحقة قد لا تتكرر عملية بيع الأصول وبالتالي فإن الصحيح عند مقارنة آداء الشركة بين سنة واخرى أن يتم إستبعاد تلك الأرباح غير المتكررة عند إحتساب مختلف المؤشرات المالية والاقتصادية والعكس صحيح وضروري ايضاً.
وكذلك عندما تكون هناك شركة في بداية نشاطها وقبل ممارستها لعملها فقد يكون لديها سيولة مالية نقدية غير مستغلة حينها فإنها قد تودعها في البنوك من أجل الاستفادة من بعض الفوائد فان تلك ايضاً هي من الأرباح الغير متكرره لأنه وفي السنوات اللاحقة فإن الشركة ستستعمل تلك الأموال في شراء المعدات وغيره وبالتالي لاتوجد فوائد بنكية دائنة وبالتالي ما قُيّد كأرباح نتيجة ذلك في تلك السنة لن يتكرر مرة اخرى.
وكذلك عند قيام البعض بإعادة تقييم موجوداته او بعضها فانه قد تكون هناك أرباحاً ناتجه عن الفارق فيما بين القيمه الدفترية أي الشرائية والسوقية لتلك المعدات او الأصول مما قد يرفع من قيمة الأرباح المتحققة بشكل إستثنائي في سنة إعادة التقييم فقط.
إن مبدأ الإفصاح والشفافية تتطلب التوضيح الكامل عن مصادر الربح وهل هو متكرر أم لا، لكي يستطيع المستثمرون وقارئوا البيانات المالية من التعرف الاكثر دقه على أوضاع الشركة ومدى ديمومة أرباحها ونموها نتيجة نشاطها التشغيلي الرئيسي وليس الغير متكرر لأن في عدم إظهار ذلك وبوضوح تام قد يؤثر بشكل كبير وجوهري على قرارات المستثمرين عند تقييمهم ومقارنتهم لأوضاع الشركة او عند تقييمهم لسعر سهم معين او حتى الإستثمار في تلك الشركة من عدمه.
وبالنتيجة فإن علينا جميعاً التمحيص جيداً في مصادر أرباح أي شركة والإرتكاز على الأرباح الناتجة عن النشاط التشغيلي الرئيسي للشركة وليس على الأرباح الغير تشغيلية و غير المتكررة وإستبعادها عند المقارنة مع فترات مالية سابقة او عند التنبؤات بالأرباح المستقبلية.