Main Newsمحلي

الاردن يجدد انحيازه لقيم الديمقراطية رغم ظروف كورونا الاستثنائية

جوردن ديلي –  تمكن الاردن من انجاز الاستحقاق الدستوري الانتخابي في موعده المقرر بأعلى درجات الحرفية والشفافية والجاهزية، على الرغم من ظروف كورونا، مقدما انموذجا يحتذى في تعزيز القيم الديمقراطية والمشاركة السياسية وسط الحرص الشديد على اتخاذ اعلى درجات الالتزام بالإجراءات الصحية بفضل اجهزة الدولة كافة التي كرست جهودها بأعلى درجات الجاهزية انطلاقا من الثوابت الوطنية والمصلحة العليا للدولة الاردنية.

معنيون اكدوا ان الاردن يعكس دائما دوره كدولة قانون ومؤسسات، ويتجاوز اي منعطفات قد تواجه مسيرته المستمرة في البناء والنهضة والتطور والنهج الديمقراطي كعماد لتطور الحياة السياسية وتكريس الاصلاح والرقابة ومحاربة الفساد وتعزيز الحياة التشريعية بما يخدم الوطن والمواطن.

وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أكّد أنّ الأردن نجح في إنفاذ الاستحقاق الدستوري وأنجز بكفاءة عالية الانتخابات النيابية في ظلّ ظرف استثنائي جراء جائحة كورونا، من أجل تعزيز التجربة الديمقراطية وترسيخها والتي تشكل الانتخابات النيابية واحدة من اهم استحقاقاتها في إطار رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني، مثمنا جهود الهيئة المستقلة للانتخاب بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنة ووسائل الإعلام، وكذلك ما تم اتخاذه من إجراءات تتعلق بالسلامة والوقاية من مرض كورونا.

وبين أنّ الحكومة تتطلع للعمل مع مجلس النوّاب التاسع عشر في إطار روح الشراكة والتعاون بالأطر الدستوريّة والقانونية، وبما يكفل تحقيق الصالح العام، وخدمة الوطن والمواطنين، والتعامل مع التحديات المختلفة.

يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين المشاقبة، إن الدولة الأردنية التزمت بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، استنادا للإرادة الملكية بحل مجلس النواب، والدستور ينص على إجراء الانتخابات خلال أربعة أشهر من تاريخ ذلك الحل.

ويصف إجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب، بـ “المميزة “، حيث راعت شروط الصحة العامة والتباعد الاجتماعي، وسط مشاركة بإدلاء الاصوات بالرغم من ظروف كورونا، وذلك من منطلق تحمّل المسؤولية الوطنية، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة معقولة، مع تواضع مشاركة كبار السن نتيجة الخوف من احتمالية العدوى بفيروس كوفيد-19، إلا أن المشاركة الشبابية كانت حاضرة بنسب عالية.

ويؤكد النائب الاسبق الدكتور هايل ودعان الدعجة حرص الاردن والتزامه بالاستحقاق الدستوري ممثلا بإجراء هذه الانتخابات كدولة قانون ومؤسسات تنعم بالأمن والاستقرار، والحرص على اداء المؤسسات الدستورية وقيامها بمهامها بسلاسة ويسر خاصة المؤسسة التشريعية التي تمثل ركنا هاما في النظام السياسي الاردني، بالرغم من تحدي وباء كورونا .

ويضيف، ان ذلك يعكس الاهتمام بالمشاركة الشعبية في عملية صنع القرار وادارة الشأن العام تكريسا لنهج الاصلاح الذي يتعاطى الاردن معه كخيار استراتيجي لا رجعة عنه.

ويشدد الدكتور الدعجة على ان الاردن احوج ما يكون لتعزيز العمل الديمقراطي خاصة في ظل هذه المرحلة الهامة والصعبة التي يتوقع ان تشهد قضايا وملفات وطنية يفترض ان يشارك المواطن في التعامل معها ويتحمل مسؤولياته من خلال اختيار من يمثله في البرلمان، مشيرا الى ان عنوان المرحلة هو التجديد وتغيير النخب السياسية تماهيا مع تغير السلوك او المزاج العام كما يمثله الرأي العام الاردني الذي اراد ان يقول كلمته في ظل عدم رضاه عن اداء المجالس النيابية السابقة.

ويشير الى ان المواطن وحرصا منه على تأدية واجبه الوطني، تحدى ظروف كورونا الاستثنائية وتوجه الى صناديق الاقتراع ملتقطا التوجيهات الملكية بشغف، كما أشار الى اهمية المشاركة الشعبية والمحافظة على المواعيد الدستورية.

ويضيف الدكتور الدعجة، ان التنمية السياسية لا يمكنها ان تترسخ على مستوى الممارسة السياسية المؤسسية، الا عندما ترتقي لمستوى قواعد العمل الديمقراطي واسسه التي ترتكز على تعزيز تنمية روح المواطنة والانتماء والولاء والمشاركة السياسية الفاعلة، لإفراز شخصيات وطنية مؤهلة تعي معنى ان تكون في مواقع المسؤولية، مثمنا الدور الكبير الذي قامت به الجهات الامنية لجهة انجاح هذه التظاهرة الوطنية الديمقراطية في انحاء المملكة كافة، وكذلك الحال بالنسبة لدور الهيئة المستقلة للانتخاب معززة بالدعم الحكومي والرسمي من حيث توفير الامكانات والقدرات التي اسهمت في انجاح هذا الاستحقاق الدستوري.

وتقول المحامية النظامية حنان الحديد ان المملكة وبهذه الانتخابات حققت انجازا وطنيا رغم جائحة كورونا، ورغم المحيط الملتهب كذلك، مشيرة الى ان الاردن دولة قانون ومؤسسات، ويسير على نهج ديمقراطي لا يحيد عنه، وهو بلد الامن والامان والانجاز على الرغم من قلة الامكانيات..

وثمنت الحديد دور المواطن الذي عكس اصراره على اداء واجبه الوطني، وسط الالتزام بإجراءات السلامة من كورونا، على الرغم مما رأيناه من تجمعات واختلاط لم تؤثر على انسيابية مشهد العملية الانتخابية وسيرها بسلاسة ويسر وامان.

بدوره أشار أستاذ العلوم السياسية ونائب عميد كلية القانون في جامعة جدارا الدكتور محمد بني عيسى للوطن الى نجاح العملية الانتخابية، والتي تمت بطريقة احترافية وبكفاءة واقتدار، حيث يعكس هذا النجاح الحرص الكبير على تنفيذ الرؤى الملكية لضرورة انجاز العملية الانتخابية كنهج ديمقراطي.

ويبين أهمية دور الهيئة المستقلة للانتخاب في التحضير والإعداد المسبق، لافتا الى انه وبالرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الأردن، إلا أنه أثبت مجددا تمسكه بقيم دولة القانون والمؤسسات، مشيرا الى أن نتيجة التصويت كانت متوقعة من الجميع، ووصفها بالمعقولة في ظل الظروف التي نعيشها، إذا ما قورنت بانتخابات عام 2016 التي وصلت إلى 36 بالمئة.

وأشاد بني عيسى بدور الشباب في المشاركة السياسية ورغبتهم في اداء هذا الواجب الوطني، رائيا أن هناك اختيارا واضحا لوجوه جديدة في المجلس، ما يعكس رغبة الناس في التغيير والتجديد والاعتماد على خبرات متنوعة كما أن مشاركة المرأة في الترشح والفوز كانت واضحة.

من جهته يشير رئيس قسم الاعلام والدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور سلطان القرعان، الى أنه وعلى الرغم من تأثيرات الوباء إلا أن المشاركة السياسية كانت واضحة خاصة في القرى والبادية، فضلا عن المدن، مثمنا الإجراءات الانتخابية.
ويبين القرعان وهو الباحث في الشؤون السياسية، ان الانتخابات البرلمانية الاردنية انطلاقة نحو التغيير الايجابي المنشود، وخطوة في الاتجاه الصحيح لكل ما فيه خير الوطن.

الى ذلك ثمن الباحث والأكاديمي في العلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات جهود الهيئة المستقلة للانتخاب والمهنية العالية التي تتمتع بها منذ عملية الدخول إلى صناديق الاقتراع مرورا بالالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي وعمليات التعقيم، وجميع الاجراءات الكفيلة بالوقاية من فيروس كورونا.

وأشار الى أن الدور المنوط بمجلس النواب واضح، ويتلخص بالرقابة على الحكومة ومؤسساتها، والنشاط الدائم في متابعة الشأن العام والتعبير عن مصالح المواطنين وسماع مطالبهم ونقلها للحكومة، والمشاركة في عملية صنع القرار، إضافة إلى الدور التشريعي وتعديل بعض القوانين التي تحتاج لذلك خدمة للمصلحة العامة.
بترا

Back to top button