الشاعر خالد السبتي يحلق في فضاءات الحرف في أمسية إستضافها البيت العربي الثقافي
جوردن ديلي – في أمسية شعرية بديعة مساء أمس الأحد ، إعتلى منصة الإبداع في منتدى البيت العربي الثقافي بعمان ، الشاعر خالد السبتي استجابة للدعوة التي تم توجيهها له من قبل اللجنة الثقافية في المنتدى.
وتنوعت القصائد المقروءة بين الوجداني والوطني والغزلي، وقد حلق الشاعر بأجنحة من نور في فضاءات الحرف الرحبة، فكان كما وصفته مديرة الأمسية الشاعرة أميمة يوسف :
“يلفّ بنار القصيدة ألحان البلاغة، فينبثق اسمُه من الرماد جمرًا في فضاءات الإبداع ..
حرف يزهر بلا مطر أو طلّ .. يأتيك على كتف الريح ولا تعرف من أين” ..
وقد قرأ الشاعر خالد السبتي من قصائده العمودية :
أمَّا وقد هاجَ دمعُ العينِ مُشتعِلًا…
فما سعادُ وقدْ بانتْ لها شانُ
أظلُّ أمسكُ حبلَ الوَصْلِ ما صَرَمَتْ…
وأحبِسُ الحزنَ إنَّ الحزنَ فتَّانُ
فمَا تدومُ لُحَيْظاتٌ بنا رقَصَتْ…
كأنَّنا وغبارَ الهجرِ إخوانُ
وما تدومُ على حالٍ مُدامتُها…
كما تقلَّبَ فوقَ الرَّملِ فنجانُ
تعطيكَ من ريقها شهدًا فيعجبُها…
والعُجْبُ يُغري الفتى والطَّبعُ إنسانُ
والكثير الكثير من قصائد التفعيلة منها :
على صوتِ هَذي الدماء…
سنصعدُ مِنْ عالياتِ الضُّحى نحوَ ضَوءِ النَّهارْ..
ونُطْلِقُ أرواحَنا كي يزولَ المساءْ…
ونصنعُ قُنبلةَ المُولوتوفِ
ونسقِطُكُم في التَّراجعِ والاختباءْ..
فِلَسطينُ ميراثُنا
أرضُ ميعادِكمْ كي تموتوا هُنا
ونحنُ لنا وطنٌ في التَّجلِّيْ نحِبُّ
ونعشقُهُ في الخَفاءْ…
ونحنُ لنا صَخرةٌ عَرَجَتْ للسَّماءْ…
لنا القدسُ
بابُ العامودِ
وشيخُ الجِراحِ بحيٍّ
يمدُّ على رئةِ القدسِ
عَذْبَ الهواء…
لنا بحرُنا
دمُنا المعتلي غزَّةَ الآنَ
أطفالُنا الشُّهداء…
لنا اللهُ يحفظُنا
والعروبةُ تحرسُنا بالدُّعاء…
لَنا ما لنا
ولكمْ ما لكمْ
فاقتلوا كيفَ شئتمْ
سنرقصُ فوقَ جَثامينكم
بعدَ حفلِ الفِداء…
يذكر أن الشاعر السبتي من مواليد مدينة بنغازي عام 1978 وله ثلاثة إصدارات شعرية هي :
ديوان (كظلٍّ عابر في الريح) 2010
ديوان(أنا قمري ظلُّه والغياب)2015
ديوان (أنا لستُ ظلِّي) 2020
واختتمت الشاعرة أميمة يوسف الأمسية المميزة بقصيدة لها تقول فيها :
للكبرياءِ مع الأنوثةِ قصّةٌ
صنعتْ لقلبي عزّةً و صمودا
فأنا التي بالحزن زاد ضياؤها
فغدت على خد الصباح وجودا
تأبى الليالي أن تُكفكف دمعتي
فأظل أرقى للسماء صعودا
لي صمت مشكاة تغازل عتمة
من ضوئها تهب الحياة وعودا
وليَ الضجيج العذب دفقُ طفولةٍ
رغم الأسى ما زلتُ أنضرَ عودا
عندي قناعاتٌ بطولِ مسيرتي
حطّمتُ في هذي الطريقِ قيودا
و بدأتُ أكتبُ أغنياتٍ للمنى
كي تستريحَ من الضنا وتعودا
ورسخت من بعد العواصف زهرة
منحت شذاها للربيع عهودا
انا ما حملتُ الكبرياءَ ضعيفةً
كانَ الشموخُ بأحرفي منضودا
روحي وإن عظم المصابُ منيعةٌ
ضرب التصبر حولها أخدودا
وفي الختام كرم المهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي يرافقه طه الهباهبة وزير الدولة الأسبق الشاعر السبتي وسط تصفيق الجمهور النخبوي من الشعراء والمثقفين.