جوردن ديلي – تنفيذا للتوجيهات الملكية، افتتح رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، اليوم الأحد، المرحلة الأولى من المبادرة الملكية لدعم تفعيل دور القطاع التعاوني في العملية التنموية، التي شملت تطوير خمسة مشاريع إنتاجية تابعة لجمعيات تعاونية في البادية الشمالية بمحافظة المفرق.
وتهدف المبادرة، التي تعد الأولى من نوعها في هذا المجال، وستشمل باقي مناطق البادية الأردنية في مراحلها اللاحقة، إلى تعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية وتحسين مستوى معيشة الأسر وتوفير فرص عمل، والتوعية بأهمية العمل التعاوني وتعزيز دوره التنموي، بما يُسهم في تعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي.
واستمع العيسوي، خلال جولات في مرافق المشاريع، بحضور محافظ المفرق سلمان النجادا، ومدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي، إلى شرح، قدمه رؤساء الهيئات الإدارية للجمعيات المستفيدة لجهة التطور الذي شهدته المشاريع، فيما قدم خبراء فنيون من مراكز تعزيز الإنتاجية “إرادة” والمركز الوطني للبحوث الزراعية، إيجازا حول الجدوى الاقتصادية للمشاريع وآثارها التنموية الإيجابية على المجتمعات المحلية.
واختيرت الجمعيات التعاونية، وفق معايير وأسس تراعي تحقيق الشفافية والعدالة، إذ أؤخذ بالاعتبار بناء قدرات هذه الجمعيات، وتفعيل دورها في العمليةِ التنموية من خلال توفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشةِ في المجتمعات المحلية، والاستفادة من خبراتها في إدارة المشاريع الإنتاجية المدرة للدخل.
كما خضعت المشاريع الإنتاجية لدراسات جدوى اقتصادية مسبقة معدة من قبل مراكز تعزيز الإنتاجية إرادة، وأشرف عليها خبراء فنيين من المركز الوطني للبحوث الزراعية لضمان سلامة الجانب الفني للمشاريع، التي شملت مشاريع نوعية في قطاعي الزراعة والزراعة التصنيعية.
ففي منطقة مغير السرحان، افتتح العيسوي مشروع تطوير معمل الألبان، التابع لجمعية عبق الصحراء التعاونية، واطلع على التحديثات التي طرأت على المصنع، والتي شملت تأهيل المبنى الجديد وتزويده بمعدات وتجهيزات جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية للمعمل وإضافة منتجات جديدة للمشروع وتوفير سيارة نقل مبردة.
وقال رئيس الهيئة الإدارية للجمعية عبدالمهدي السرحان إن الجمعية شهدت نقله نوعية، بفضل الدعم الملكي من خلال تحسين ورفع الطاقة الإنتاجية وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة والتسويق في المجتمعات المحلية والخارجية والوصول للأسواق بكل يسر وسهولة.
كما افتتح، في منطقة أم الجمال، مشروع تطوير المشتل الزراعي الذي تنفذه جمعية قضاء أم الجمال التعاونية للمتقاعدين العسكريين، وينتج أشتالا لمختلف أصناف الخضروات إضافة إلى أشتال نباتات الزينة والأشجار المثمرة، إذ تمت المباشرة بالمشروع منذ شهر آذار الماضي.
ولفت رئيس الهيئة الإدارية للجمعية مروح العظمات إلى أن الجمعية ساهمت بتوفير فرص عمل للشباب والشابات، من بينهم مهندسين زراعين، كما ارتفعت مبيعات المشروع، مشيرا إلى أن المبادرة الملكية ساهم بتحسين منتجات الجمعية وتطويرها وتسويقها.
وفي منطقة دير الكهف- روضة الأمير علي، افتتح العيسوي مشروع تربية خلايا نحل التابع لجمعية عناقيد الخير التعاونية، الذي تم تزويده بـ(85) خلية نحل جديدة، ليصبح إجمالي عدد خلايا المشروع (100) خلية، إذ بدأ المشروع بإنتاج العسل وتسويقه وبيعه.
وعبر رئيس الهيئة الإدارية نزال المساعيد عن شكره لجلالة الملك وعلى مكارمه السامية، مشيرا إلى المبادرة الملكية لتفعيل دور القطاع التعاوني في البادية الشمالية في العملية التنموية عادت بالنفع على أعضائها وعلى أبناء المجتمع المحلي بشكل عام وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة، مشيرا بهذا الصدد إلى مشروع تطوير تربية النحل وانتاج العسل الذي نفذ ضمن المبادرة ومشاريع أخرى تنفذها الجمعية.
وافتتح العيسوي، في منطقة المكيفتة – أم القطين، مشروع تصنيع البندورة المجففة، التابع لجمعية أيادي البادية التعاونية، الذي تم تطوير آليات تعبئة المنتج في عبوات زجاجية صغيرة بإتباع أحدث المواصفات الفنية والشروط الصحية التي تشترطها المؤسسة العامة للغذاء والدواء، حيث ستصل الطاقة الإنتاجية الإضافية للمشروع بعد تطويره إلى (32.4) طن سنوياً.
وأكد رئيس الهيئة الإدارية للجمعية عيادة كساب الشرفات أهمية المبادرة الملكية في تعزيز الروح المعنوية وتحقيق الأمان والاستقرار في استثمار راس المال، مشيراً إلى ارتفاع رأس مال المشروع، إضافة إلى عدة أنشطة زراعية واستثمارية أخرى.
وافتتح رئيس الديوان الملكي الهاشمي في منطقة الخالدية مشروع الزراعة المائية التابع لجمعية الخالدية للمتقاعدين العسكريين، الذي نفذ على قطعة أرض مساحتها حوالي (5) دونمات، باستخدام تقنية الزراعة المائية “هايدروبونيك” لزراعة المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية، التي تعتمد على الزراعة المحمية بدون تربة باستعمال التوف البركاني، حيث تم تركيب (4) بيوت بلاستيكية وشبكة ري وتزويد المشروع بالمضخات والمعدات والتجهيزات اللازمة.
وعبر رئيس الهيئة الإدارية للجمعية غصاب سليمان الساعي باسم أعضاء الجمعية عن تقديرهم واعتزازهم بالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل تحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالواقع المعيشي للمواطنين وتوفير الحياة الفضلى لهم.
وتوفر المشاريع التي جرى افتتاحها ما يزيد عن 30 فرصة عمل جديدة، كما تحقق مصدر دخل لأسر أعضاء الجمعيات التعاونية، البالغة 290 أسرة، إضافة إلى 5 أسر من الأسر المحتاجة في المجتمع المحلي، إذ نفذت تلك المشاريع بموجب اتفاقيات وقعت أخيرا في الديوان الملكي الهاشمي، 4 منها مع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية والخامسة مع مؤسسة نهر الأردن.
وفي تصريحات صحيفة لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، أكد العيسوي أن التوجيهات الملكية تركز دوما على ضرورة النهوض بالقطاع الزراعي وتنفيذ مشاريع زراعية نوعية مدرة للدخل تنعكس بآثارها الاقتصادية والاجتماعية على المجتمعات المحلية.
وقال إن المبادرة الملكية لتفعيل دور القطاع التعاوني في العملية التنموية ترجمة حقيقية لهذه التوجيهات، إذ أنها تستهدف تمكين الجمعيات التعاونية الفاعلة بمناطق البادية لإقامة مشاريع إنتاجية تشغيلية مستدامة في القطاع الزراعي والتصنيع الزراعي.
وأكد العيسوي أن المشاريع تستند إلى دراسات جدوى اقتصادية، وتسعى لتحسين مستوى معيشة الأهالي وتوفير فرص عمل للشباب والشابات، لافتا إلى أنه سيتم، خلال الفترة المقبلة، التوسع ونقل التجربة وتنفيذ مشاريع زراعية ريادية في مناطق البادية الجنوبية والوسطى، وبما يراعي خصوصيتها وميزاتها التنافسية.
من جانبه، أكد مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية جمال طراد الفايز، أهمية دور القطاع التعاوني في عملية التنمية المستدامة، من خلال إقامة مشاريع زراعية نوعية وغير تقليدية توفر فرص عمل لأبناء المنطقة.
وقال الفايز إن الصندوق يدعم الجمعيات في تطوير آليات العمل والإنتاج التي أصبحت تنتهجها، مما أدى لزيادة كميات الإنتاج وتحسين جودتها وهو ما يسعى إليه الصندوق لتحقيق التنمية المستدامة في شتى مناطق البادية الأردنية.
وتنفذ المبادرة الملكية بالشراكة والتعاون مع المؤسسة التعاونية الأردنية بصفتها المظلة الرسمية للجمعيات التعاونية، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، ومؤسسة نهر الأردن.
ويقدم المركز الوطني للبحوث الزراعية الدعم الفني لتنفيذ المشاريع الزراعية، فيما يعد مراكز تعزيز الإنتاجية “إرادة” التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع، بينما تتولى إدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية، بالديوان الملكي الهاشمي، مهمة التنسيق مع المؤسسات والجهات المعنية، والإشراف على تنفيذ مشاريع المبادرة.
وحضر حفل افتتاح المشاريع مدير عام مؤسسة نهر الأردن، ومدير مراكز تعزيز الإنتاجية “إرادة”، ومدير فرع المؤسسة التعاونية بالمفرق.