كتب نضال الزبيدي
جوردن ديلي – قبل أيام ، أقر الكونغرس الامريكي حزمة مساعدات للاردن تقدر بحوالي 1.650 مليار وذلك وذلك لدعم خطط المملكة التنموية والإصلاحية لهذا العام ، حيث يعد الاردن ثالث اكبر متلق للمساعدات الامريكية .
الدعم الامريكي ما كان ليستمر وليتضاعف لولا ثقة الادارة الامريكية والكونغرس وباقي المؤسسات الامريكية الوازنة بالاردن ومؤسساته وقيادته ، التي تحرص كل الحرص على إدامة التشاور والتنسيق والتعاون المشترك فيما يخص العلاقات المشتركة في كلا البلدين الصديقين وضمان امن واستقرار المنطقة .
وليس ببعيد عن هذا السياق ، تأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى النرويج والتي تهدف الى بحث آفاق التعاون في مجالات الطاقة والمياه والزراعة والاستثمار، وهي قطاعات في منتهى الاهمية للمملكة ، خاصة في ظل الازمة الروسية- الاوكرانية وقبلها آثار جائحة كورونا .
فجلالته ، يرى في النرويج شريكاً استراتيجياً ، ليس فقط على الصعيد السياسي ، حيث النرويج منخرطة على الدوام في تقديم الدعم المالي والسياسي للفلسطينيين وكذا اللاجئين السوريين على اراضي المملكة وفي الدول المجاورة على كافة الاصعدة ، خاصة الاقتصادية .
النرويج تمتلك كماً هائلا من الثروات الطبيعية ، إذ شكل اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في سبيعينات القرن الماضي في بحر الشمال وبحر النرويج مصدراً مالياً وافراً للدولة ، ما جعلها من أغنى دول العالم واكثرها رفاهية ، حيث تصنف الاولى عالمياً في مجالات الرعاية الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي.
إن مفهوم جلب الاستثمارات لم يعد مقتصراً ، كا يفهمه البعض على إنشاء وزارة للاستثمار ، او ربما هيئة او مجلس اعلى ، وعمل بروشورات وحملات دعائية ، انما تطور الى قيام الدول التي تريد جلب تلك الاستثمارات الى بلادها بتحديد القطاعات المراد الاستثمار فيها من بنية تحتية ، طاقة ، زراعة وصحة وغيرها من القطاعات الحيوية ، والتوجه بتلك الخطط الى البنوك المالية العالمية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى وغيرها من الصناديق الضخمة لشرح جدوى الاستثمار في تلك المشروعات . الهند شكلت مثالاً واضحاً خلال السنوات الماضية ، حيث استطاعت جلب العديد من الاستثمارات الحيوية ، خاصة في مجال التكنولوجيا الى أراضيها .
ولعله من المفيد الاشارة هنا ، الى ان صندوق الثروة السيادي النرويجي والذي يعد اكبر صندوق ثروة في العالم من حيث الاصول وبلغت قيمة أصول الصندوق حتى نهاية العام الماضي، نحو 1.385 تريليون دولار وحقق عائدات زادت عن 177 مليار دولار نهاية 2021 ، يمكن ان يكون أحد المستثمرين المحتملين في قطاعات حيوية في الاردن .
أكاد أجزم ان زيارة الملك يمكن ان تشكل حافزاً ودافعاً للصندوق للاستثمار في الاردن . وللحديث بقية .