كتب:نضال الزبيدي
جوردن ديلي – شكلت اجتماعات الهيئات العامة للشركات المساهمة العامة في السابق، إحدى المواسم السنوية التي يستطيع من خلال المساهمين ، كبارهم وصغارهم من “محاسبة” رؤساء مجالس الادارة واعضائها ، واحياناً ازعاجهم ،ببعض الملاحظات وتسليط الضوء على تجاوزات تلك المجالس، على الرغم من انه يتم في نهاية المطاف المصادقة على نتائج معظم الشركات، كون الغلبة في النهاية تكون لكبار المساهمين.
حلت كورونا منذ عامين، حيث الضوابط الصحية واغلاق مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحول معظم الافراد الى التعاملات الالكترونية. كورونا جاءت برداً وسلاماً على قلوب مجالس الادارة، حيث القرار الصادر من مراقبة الشركات بضرورة عقد اجتماعات الهيئات العامة عبر تطبيق “زووم، دراءً للمفاسد وجلباً للمنافع .قرار حكيم في وقته ، الا انه لم يعد كذلك الآن.
ولا أدري ما الحكمة من ابقاء الوضع على ما هو عليه؟! في ظل فتح كافة القطاعات الاقتصادية والصحية والتعليمية وعودة الحياة الى طبيعتها، وما مبرر استمرار عقد جلسات الهيئات العامة من خلال ذلك التطبيق، الذي يجهل اغلب المساهمين استخدامه. وهل اصبح “زووم” مثل وظيفة ” الصبة الخضرا”؟! حيث “نشفت” الصبة وبقيت “الوظيفة”.
اجتماع الهيئة العامة هو مؤتمر سنوي لكي يحضر ويشارك فيه المساهمون لمناقشة ومساءلة مجالس الادارات عن نتائج أعمالهم ، وهي الفرصة الوحيدة التي يستطيع من خلالها المساهمون الالتقاء بالادارات والمجالس والتعرف عليهم، على اقل تقدير ، اذ ان اغلب الادارات التنفيذية ومجالس الادارات شيدت لانفسها بروجية عاجية، لا يستطيع كائناً من كان،حتى في مجرد التفكير في الوصول اليها.
وبإختصار شديد، سؤالي لدائرة مراقبة الشركات التي نقدر ونحترم دورها وجهدها: الى متى سيبقى”زووم” وسيلة لتهرب او لمساعدة مجالس الادارات على التهرب من المساءلة والمحاسبة؟! ولماذا لا يتم اصدار تعميم لمجالس الشركات بضرورة عقد اجتماعاتها بشكل وجاهي؟!
ذهبت كورونا وبقي “زووم”.