جوردن ديلي – واصلت شركة البوتاس العربية التي تعد ثامن أكبر منتج للبوتاس في العالم والمنتج العربي الوحيد، ومنذ العام 2019، تحقيق نتائج إيجابية غير مسبوقة وعلى كافة أصعدتها التشغيلية، إذ ارتفع الربح التشغيلي من عمليات إنتاج وتسويق البوتاس مع نهاية العام الماضي 2021 ليصل إلى حوالي (227) مليون دينار بنسبة زيادة بلغت حوالي (172%) عن العام الذي سبقه، فيما ارتفعت صافي الإيرادات من بيع وتسويق البوتاس مع نهاية العام الماضي 2021 لتصل إلى حوالي (584) مليون دينار وبنسبة زيادة بلغت حوالي (48%) عن العام الذي سبقه.
وبحسب رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، فإن “البوتاس العربية” سطرت العام الماضي فصلاً جديداً من فصول نجاحاتها المتميزة، حيث عملت الشركة على تعزيز مكانتها التنافسية في سوق الأسمدة العالمي الذي اتصف بحالة من التقلب نتيجة للتحديات المرتبطة بالعوامل اللوجستية وخصوصاً الارتفاع غير المسبوق في أسعار الشحن البحري، وعلى الرغم من ذلك حققت “البوتاس العربية” أرباحاً صافية بلغت حوالي (217) مليون دينار في العام 2021 وبنسبة نمو عن العام الذي سبق ذلك وصلت إلى حوالي (71%).
وأوضح المهندس أبو هديب أن “البوتاس العربية” واصلت تنفيذ خططها التوسعية في مجال إنتاج البوتاس والصناعات المشتقة، مسترشدة في ذلك بخططها الاستراتيجية والمتابعة المستمرة لمؤشرات الأداء وتقييم مستوى الإنجاز ونسب التنفيذ، فضلاً عن سرعة الاستجابة وحسن الإدارة والقدرة على إيجاد الحلول المبتكرة. وبين أن الشركة مستمرة في تنفيذ خطط التوسع في إنتاج مادة البوتاس والأسمدة المشتقة منها في ضوء النمو المتوقع في الطلب العالمي على الأسمدة.
وفيما يتعلق باستثمارات شركة البوتاس العربية في الشركات التابعة والحليفة (شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية “كيمابكو” وشركة برومين الأردن) أوضح المهندس أبو هديب أن الدخل المتأتي للشركة وتوزيعات الأرباح من هذه الاستثمارات وصل إلى حوالي (74) مليون دينار في العام 2021 أي بنسبة زيادة بلغت حوالي (8%) مقارنة مع العام الذي سبق ذلك.
وأكد المهندس أبو هديب، أن شركة البوتاس العربية تمتلك رؤية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر إيراداتها من خلال التوسع في الشركات التابعة والحليفة والصناعات المشتقة من معادن البحر الميت، موضحاً أن هذا التنوع سيؤدي إلى تنويع مصادر دخل الشركة وإيجاد نموذج عملياتي مرن قادر على تعظيم العوائد لمساهميها من خلال زيادة وتدعيم أرباحها المتنامية.
وأشار المهندس أبو هديب، إلى تصاعد الدور المحوري لشركة البوتاس العربية على مدار السنوات الماضية في المشهد الاقتصادي الأردني، حيث تجلّى هذا الدور في حجم مدفوعات الشركة من أرباح وضرائب ورسوم تعدين لخزينة الدولة والتي بلغت في العام 2021 قرابة (153) مليون دينار والتي تشكل ارتفاعاً عن العام 2020 بلغت نسبته حوالي (92%)، إضافة إلى رفدها النظام المصرفي الأردني بعملات أجنبية العام 2021 بلغت حوالي (1.4) مليار دولار، عدا عن مساهماتها المتميزة على الصعيد المجتمعي ودعمها للعديد من القطاعات التنموية في البلاد وتمكينها للمجتمعات وخصوصاً تلك التي تقوم في محيط مواقع عملها.
وأكد المهندس أبو هديب، أن “البوتاس العربية” واصلت خلال العام الماضي البناء على إنجازاتها المتحققة منذ العام 2019 مرسخة بذلك أدوارها الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة ومعززة مكانتها كشريك رئيس في إحداث التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن تحقيق الشركة لنسب نمو متميزة جاء بفضل قدرة الإدارة التنفيذية للشركة على تحديد التحديات الداخلية والخارجية التي تؤثر على أسواق الأسمدة العالمية والتخطيط الحصيف والتنفيذ الفعال لمواجهة تلك التحديات لتعظيم الفوائد المتأتية للشركة.
وبحسب المهندس أبو هديب ستعمل “البوتاس العربية” خلال العام 2022، على تطبيق استراتيجية للتحول الرقمي وآليات الذكاء الاصطناعي من خلال رقمنة كافة عملياتها الإدارية والتشغيلية، والتوسع في تطبيق أساليب التقارير الرقمية وتوفيرها لصانعي القرار في الشركة لتدعيم مستوى تنافسية الشركة على الصعيد العالمي.
وأشار المهندس أبوهديب إلى الدور الهام الذي يضطلع به مجلس إدارة الشركة من حيث التوجيه الاستراتيجي والمتابعة الحثيثة لعمليات وأداء الشركة. كما أكد المهندس أبوهديب على أن البيئة الاستثمارية السائدة في المملكة ساهمت في تمكين الشركة من تحقيق أهدافها الاستثمارية.
بدوره ، أوضح الدكتور معن النسور الرئيس التنفيذي للشركة، أن الإدارة التنفيذية للشركة اتبعت نهج “التفكير الشامل والمتكامل” الذي يتم من خلاله بناء وتطوير وتنفيذ أنموذج عملياتي ومالي فعال في الشركة مع التركيز على محركات القيمة المضافة ورأس المال البشري، والتقييم الواضح للفرص المتاحة وتحييد المخاطر، الأمر الذي انعكس إيجابياً على نتائج “البوتاس العربية” المالية المتحققة في العام 2021 وعلى النمو المضطرد في هوامشها الربحية وما لذلك من تبعات استثمارية ومالية.
ووفقاً للدكتور النسور، فقد بلغ حجم إنتاج الشركة من مادة البوتاس خلال العام 2021 (2.563) مليون طن، وتمكنت بذلك الشركة من تجاوز الكميات المحددة في الخطة الإنتاجية لها لذلك العام. وأشار الدكتور النسور إلى أن الشركة سجلت أرقاماً قياسية جديدة في المبيعات هي الأعلى منذ التأسيس، إذ تم تسويق وبيع نحو (2.63) مليون طن في عام 2021 مقارنة بـ (2.55) مليون طن في عام 2020، حيث تعتمد الشركة علي سياسات ديناميكية في تسويق وبيع البوتاس تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات في السوق العالمي من أجل تحقيق أعلى درجات الاستفادة من تلك المتغيرات، ومن ضمن ذلك تبني سياسات إنتاجية وتسويقية تمكن الشركة من زيادة الهوامش الربحية عن طريق زيادة الحصة السوقية في الأسواق ذات العائد المرتفع، وخصوصا مبيعاتها من مادة البوتاس الحبيبي الأحمر. وأضاف الدكتور النسور أن استخدام الميناء الصناعي الجديد في مدينة العقبة قد ساهم في تمكين الشركة من زيادة صادراتها من مادة البوتاس، ويذكر أنه من المتوقع أن يتم افتتاح الميناء الصناعي الجديد رسميا خلال النصف الأول من هذا العام والذي سيكون له آثار إيجابية على قدرة المملكة على تصدير المنتجات الصناعية المختلفة.
ولفت الدكتور النسور، إلى أن الارتفاع المتحقق في صافي أرباح شركة البوتاس العربية والذي قدرت نسبته بـ (71%) ليصل إلى حوالي (217) مليون دينار، سيسهم في زيادة مدعمات الاستثمارات المستقبلية للشركة وتمكينها من التوسع الهادف إلى زيادة كميات الإنتاج في مادة البوتاس والأسمدة المشتقة منها ذات القيمة المضافة العالية.
وأشار الدكتور النسور أن الإدارة التنفيذية لشركة البوتاس العربية طبقت حلولا ابتكارية في تعاملها مع التحديات التي واجهتها الشركة العام الماضي، خصوصاً تلك المتعلقة بارتفاع أسعار الشحن عالمياً والتحديات المتعلقة بالطاقة والمياه والحفر، مبيناً أن الشركة أعدت خططاً فرعية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المتوقعة وتضع الحلول لمواجهة تلك التحديات. وأضاف الدكتور النسور أن الشركة وضعت حجر الأساس لمركز البحث والتطوير والابتكار والذي سيساهم في تحقيق الأهداف البحثية والتطويرية للشركة، حيث من المتوقع افتتاحه مع نهاية العام 2023.
وفيما يتعلق باتجاهات سوق الأسمدة العالمي، توقع الدكتور النسور أن يزداد معدل نمو إنتاج الأسمدة سنوياً بنسبة (2.1%) خلال السنوات الأربع المقبلة (2021 – 2026)، مع استمرار كميات الإنتاج بالارتفاع وازدياد حجم النمو في أسواق الأسمدة العالمية وذلك نظراً للتطور التكنولوجي المستمر وزيادة الطلب على الأسمدة، مؤكداً على أن شركة البوتاس العربية ستمضي قدما بتنفيذ استراتيجيتها الرئيسية وما انبثق عنها من استراتيجيات فرعية لتعظيم الأثر الإيجابي المتحقق للشركة ومساهميها ومستثمريها والعاملين فيها والمجتمعات المحيطة بها، وكذلك بما يعود بالنفع على الاقتصاد الكلي للأردن.
وبين الدكتور النسور أن شركة البوتاس العربية ولأجل تحقيق الاستفادة الكاملة من حجم النمو العالمي المتوقع في الطلب على البوتاس، ستواصل العمل على تنفيذ خطط التوسع في الإنتاج ضمن مشاريع رئيسية أهمها العمل على إكمال مشروع التوسع في المنطقة الشمالية من منطقة امتياز الشركة (السد رقم (19))، والتوسع في المنطقة الشرقية من ملاحات الشركة ضمن مناطق امتيازها، ودراسة جدوى التوسعات الأخرى ضمن مناطق امتياز الشركة وخارجها.