Main Newsارآء

تواصل الأمير..

كتب:نضال الزبيدي


جوردن ديلي – على الرغم من أن كلمة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لم تتجاوز العشر دقائق، إلا أنها شخصّت بعناية وعمق واقع التحديات التي تعيق مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة، وتطرح رؤى وتصورات مستقبلية لتجاوزر تلك المعيقات.

سموه، بدا مباشراً وصريحاً في كلمته يوم أمس في حفل إنطلاق منتدى “تواصل”، الذي نظمته مؤسسة ولي العهد، بحضور نخبة من أصحاب الاختصاص في كافة المجالات. المنتدى بحد ذاته،فرصة جيدة ليس لتبادل الاراء والافكار ، فقط ، انما لاجتراح الحلول والمقترحات، خاصة من فئة تُعد، عماد هذا الوطن ومستقبله وهم الشباب.

قبل سنوات، حضرت، بصفتي الصحفية لقاءاً لسموه في وزارة الداخلية،حيث استمع سموه من وزير الداخلية والحكام الاداريين لإيجاز عن الاوضاع الأمنية التي تمر بها المملكة،في ظل ما عُرف بـ ” الربيع العربي”.حينها كان سموه طالباً في جامعة “جورج تاون”،كان يستمع أكثر مما يتكلم ، ويطرح اسئلة قصيرة ، ويستمع للاجابات بإهتمام .الاستماع، مهارة تُمكّن صاحبها، من التواصل الجيد مع الآخر بشكل أفضل، و تمكّنه من تكوين فكرة أشمل واعمق عن واقع الحال.

ولي العهد، أعاد التأكيد يوم امس ،بشكل جلي، ثقته في الشباب الاردني، وكفاءته وقدرته على تجاوز التحديات وتحقيق عديد الانجازات ،خاصة في مجالات الصناعة الرقمية وريادة الأعمال والشركات الناشئة،إذ يعتبر مجمع الملك الحسين للأعمال، مكان إنعقاد المنتدى،ايقونة وحاضنة أردنية وعربية ودولية للعديد من كبرى الشركات العالمية  والشركات الناشئة في مجال التقنية وريادة الاعمال، حيث يصل حجم الاستثمارات مئات الملايين ، ما أسهم بخلق ما يصل الى 4 الآف فرصة عمل.

ولعله من المفيد الاشارة هنا، الى أن الاردن يسيطر على نصف المحتوى العربي على الانترنت، ويحل في المرتبة الأولى في إثراء وصناعة هذا المحتوى.

“الترهل الإداري، والتشكيك، وخوف بعض المسؤولين على شعبيتهم”، هي أهم عوامل  “الإخفاق” في تنفيذ الكثير من الخطط الجيدة الهادفة لخدمة المصلحة العامة، بحسب سموه،الذي كان حريصاً في استخدم لفظة”الاخفاق” وليس الفشل. الاخفاق، هو وسيلة لمتابعة التعلم للوصول الى حل، فيما الفشل، توقف عن المحاولة والركون الى عدم القدرة. والشاب الاردني قادر”قول وفعل”.

مشكلة البطالة، تعد أحد أكبر المشكلات التي تواجه الدولة الاردنية، وهي عرض لمرض.يتجاوز عدد خريجي الجامعات الاردنية 80 الف خريج ستوياً، في تخصصات أغلبها راكدة ومشبعة وغير مطلوبة لسوق العمل، في ظل محدودية قدرة الجهاز الحكومي على استيعاب هذه الاعداد الكبيرة من الخريجين، وعدم قدرة القطاع الخاص على تحقيق معدلات نمو جيدة، نظراً لعوامل عدة،أهمها ارتفاع كلف الطاقة،وعدم استقرار الاقليم سياسياً وعسكرياً، وأمور أخرى لا تكفي هذه المقالة للحديث عنها.

إذن، ما الذي يدفع هؤلاء الشباب الى الالتحاق في تخصصات يدركون تماماً، انها سُتلقي بهم الى مصاف العاطلين عن العمل؟!، “الأفكار المتوارثة عن المهن”،يشير لها ، بوضوح سموه في كلمته.ولعل تلك الافكار، من عمل الحكومات المتعاقبة، ايضا، اذ انها لم تشجع تلك الحكومات إنخراط الشباب في العمل المهني، وأبقت تلك الحكومات على النظرة النمطية السلبية ، لخريجي معاهد البولتيكنيك ومراكز التدريب المهني، من حيث الدرجات والترقية والمكافآت وغيرها، واسهمت بشكل وإن بغير مباشر فيما وصلنا اليه.

خلاصة القول، سمو ولي العهد يؤكد اليوم ، كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة، ان “الثقة بقدرتنا على تحقيق طموحاتنا” عالية وتعانق السماء، وذلك إذا ما استطعنا تمكين شبابنا بتطوير مهارته الحياتية والتقنية لمواكبة التطورات الذي يفرضها علينا بوتيرة متسارعة العالم الافتراضي،وتحديداً الذكاء الاصطناعي، والذي أصبح يشكل خطراً وفرصة، في آن واحد، لمواكبة التطورات وللولوج في سوق العمل، حاضراً ومستقبلاً.

Back to top button