ارآءبالمختصر

جمعة رباحات يكتب:الاسراء والمعراج والدلائل العلمية

كتب:جمعه رباحات


جوردن ديلي – في زمن حدوث الرحلة وبناءً على المعطيات حينها من حيث الجهل السائد وعدم المعرفة بالعلم وحالة مقاومة التغير لدعوة الرسول للاسلام من العدد الاكبر من الناس والنظر للرسول بالداعي الوحيد بتلقي الوحي والشاهد الوحيد على الوحي في آن واحد , فجاء اعلانه عن الرحلة كما حصلت تماما وهو هنا ايضا المخبر الوحيد والشاهد الوحيد على الرحلة في آن واحد ،فكانت فرصة لهم للتشكيك بقدراتة العقلية لأن سيرته الذاتية بالصدق والامانة هم يشهدون له بها، وذلك لتدعيم موقفهم من الدعوة للبقاء على حالة الشرك والكفر القائمة عندهم.

والرسول بالتأكيد مدرك تماما لما سيحصل من ردود فعل خاصة وانه تحدث عن رحلة بمسار الاسراء من مكة الى بيت المقدس ومن ثم بمسار المعراج الى السماوات والعودة بفترة زمنية قصيرة جدا بوصف فراشة بالدفء فقطع هذة المسافة الهائلة وبفترة زمنية يقترب زمنها من قيمة الصفر، شي من الخيال بالحسابات المادية ومع وجود تجربة لديهم فذهابهم من مكة الى بلاد الشام والعودة لمكة يحتاج لاشهر, ولكن اذا نظرنا للرحلة على ضوء ما توصل اليه العلم من علوم الحركة فإن السرعة تتناسب عكسيا مع الزمن والسرعة وحالة انجاز الحركة تتناسب طرديا مع القدرة الفاعلة للحركة ونستقريء من ذكر الفترة الزمية بوصف حالة دفء الفراش وهي حالة احساس مادي يشعر بها الانسان وهو بحالة وعي وادراك وهذا يدل على أن الرحلة كانت بسيدنا محمد جسدا وروحا وبكامل الوعي والادراك، ونستقري كذلك وعلى ضوء ما لدينا من علوم ان الرحلة لم تكن بقدرة الانسان المحدودة وعلمه المحدود ايضا ولكن كانت بقدرة الله تعالى المطلقة وعلمه المطلق ايضا لان حالة وكيفية الانجاز لا يقدر عليها البشر ،ونزلت سورة الاسراء وفي الاية الاولى أكد الله تعالى على أن الرحلة تمت بقدرته وتدبيره والمسري به سبدنا محمد والحالة الزمانية ليلا ولما لحالة الظلمة من تأثير على الرؤيا الطبيعية للانسان وهذة دالة على الاسراء به جسدا وروحا وبكامل قدراته العقلية أيضا, وتبدل الليل والنهار هي من خصائص حركة دوران الارض فهي تمهد لفهم مسمى المسار الثاني بالمعراج ،و تحديد مكاني الانطلاق والوصول وهما على سطح الارض دالٌ على أن مسار الاسراء كان ضمن قوانين الارض الطبيعية الفاعلة عليها والله واضعها وعليم بها.

وبين الغاية من الرحلة، وهي بناء المعرفة عند الرسول بأعلى درجات مدخلات المعرفة وهي عين اليقين وذلك بقول الله تعالى ” لنريه من آياتنا ” وهذا فتحٌ مَعْرفي لنا لنُعرف ما هي الاراءة وهي تفعيل الرؤيا الطبيعية عند الانسان وهو في حالة الوعي والادراك لمساعدته على رؤية ما هو متعذر رؤيته بالقانون الطبيعي، فمثلا رؤية الانسان للاحياء الدقيقة بالميكروسكوب ورؤية الاجسام بأجهزة الرؤية الليلية ورؤية الجنين بأجهزة الالتراساوند وغيرها فهذه الاجهزة فعلت الرؤية بالاراءة وساعدت الانسان على المعرفة وهي من صنع الانسان صاحب القدرة المحدودة والعلم المحدود ،ونستقريء من حالة وكيفية انجاز الرحلة أن هناك تفعيل لحالة تَكَيف فعلها الله تعالى لجسد سيدنا محمد للابقاء على كينونته كانسان وبحالة الوعي والادراك في هذه السرعة الهائلة ضمن القوانين الطبيعية الفاعلة على الارض وقوانين ما هو خارج نطاق الارض والانسان،كذلك فعل حالة تكيف لرواد الفضاء في رحلاتهم للفضاء فهذه قدرة المخلوق فكيف بقدرة الخالق.

خلاصة القول إنه وللانسان وبثنائية تكوينه الجسدية والنفسية المتعقل والمتبصر فإن التطور العلمي بالعلوم الطبيعية محفز له لحالة حركة تُقربه الى الله تعالى ،خالقه وخالق الطبيعة من حوله.

Back to top button