جينا صالح تكتب : زمان الصمت..
جينا صالح
” ولتعذرني روح الرّاحل الكبير طلال مدّاح و أنا أستعين برائعته كعنوان”..
وأنا أتفكّر في حالي’ و أُتابع أحداث الدُّنيا المُخيفة من حولي لا يسعني و نفسي حزينة ‘ إلّا أن أكتُبَ لكَ يا عزيزي علّك تُشاركني بعضاً مما ينتابُني من شعور ‘من مخاوف تُرهق العقل ‘أحاديث تُضني القلب و تؤلم الروح !
أمضي مكلومة على نفسي و أُمتي و الإنسانية ! أُحاول أن أُطاول بعضاً من الأمل (ولأول مرّة ) أقف على ناصيته بكل صدق وعزم و لا أكتفي بالتمني والدُعاء لله بأن يُغيّر الحال لأفضله؛ (فزمن المُعجزات يا صديقي ولّى!)بعد ان طال المكوث في طرقات لم تؤدي اليها السّبل و وجدنا أنفُسَنا عالقين!؛حتى بتنا فيها صاغرين حيارى ‘تائهين كمن يبحث عن لحن الحياة في ثلّاجة الموتى!
هو الحال يا صديقي حين يختلط عليك ‘أنت لست جباناً ولكنها الشجاعة ما تنقُصك ! انتَ لستَ جاهلاً ‘ولكنها المعرفة أتعبتك! أنت لستَ ضعيفاً ‘ ولكنها الإرادة تخونك ! هو الخوف والإحباط حين يتمكّن منك؛ فتغدو في حيرة من أمرك !؛ أتراك تنجو بعزمك ‘بإدراكك و إيمانك أم أنك لا محالة بِ صَمْتِك بسلبيتك هااالك! بعد ان نالت منك الحقيقة المُرّة واجتمعت عليك كل الخيبات والنكبات و تآمرت عليك قوى الشّر والفساد !! (والحديث هنا لكل واحد فينا) !فبت تكتفي بالرّفض بشكوى او بِ تَنَدُّرْ و بأحسن الحالات شجب ! بينما مازلتَ أعجز من أن تتّخذ قرارك بالتغيير ‘ والذي لابُد وأن يبدأ من داخلك ؛ حين تتمرّد على نفسك ؛تنتَصر لها و تَنْصُرها ؛ تُحطّم قيودك اللامرئيّة ‘ف تتغَلّب على مخاوفك ‘حينها فقط ستتمكّن من التغلُّب على سجّانك : أن تتصدّى للطاغية (والذي ما عدت تراه بعد أن جرّدْتَهُ سطوته و ماهيته )وأن تصدح بعالي الصوت : أنا صحيت أنا ما عاد أسكت ‘ أنا موجود ..! بعد كل ما أنت فيه من هوان و حيرة وقهر تستجمع ما تبقّى منك تبحث عنك فلا تجدك ! فقد اختلطت عليك الملامح ! و تخلّت عنك الجوارح ! حتى الّلغة تبرأت منك !! بلا هدف بلا رؤية تمضي ! بلا قدمين تسير ‘ بلا يدين تُلوّح ؛ تحمل في صدرك همّك و حُلمك و بقايا وطن و قضيّة .. بلا عزم تمضي تائهاً عاجزاً حيران ! في رحلتك بالبحث عن خلاص..
بعد أن أضناك المسير و أرهقك المصير ! تحمل في جنبات روحك وقلبك وجعك وقهرك و بعض من أُمنيات و كثير من تساؤلات ليُؤرّقك السؤال الأصعب والأشد إلحاحاً : في زمان الصمت والشكوى * هلّا نطقت ؟!
تخطو ‘ تتعثّر ‘ تسقط و تنهض وفي كلّ مرّة ترتجي نجاة ! ‘فهلّا أمِنْتْ! هلّا وَصَلتْ …!
هلّا اكتفيت ؟! سؤال صعب صعبٌ يُراودنا…