جوردن ديلي – في دراسة تعد الأولى من نوعها في أغنام العواسي الأردنية، قام فريق بحثي متخصص من المركز الوطني للبحوث الزراعية وعدد من الخبراء من ثلاث جامعات أردنية، بدراسة تسلسل المحتوى الوراثي في عضية المايتوكوندريا لكونه ذي أهمية بالغة لتأثيره على عدد من الصفات الموروثة عن طريق الأمهات في برامج تحسين الأغنام. حيث يعد تأثير أمهات الأغنام من الأمور المهمة في فهم بعض الصفات الاقتصادية بدءاً من الحمل وصولاً للفطام وكذلك إنتاج الحليب وغيرها من الصفات الاقتصادية الأخرى.
وقد صرّح مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد رئيس الفريق البحثي، أن تحليل هذه الصفات الاقتصادية اعتمد على استخدام طرق الإحصاء الوراثي الذي تم من خلاله استخلاص تأثير هذه العوامل وقياس مدى تأثيرها على الصفات الاقتصادية. وأوضح أن مشاركة المركز في هذا الإنجاز جاءت في إطار دوره في إجراء البحوث التطبيقية وتطويرها بهدف التحسين الوراثي للسلالات المحلية من الحيوانات المزرعية وانتخاب واختيار بعض السلالات المدخَلة المتأقلمة مع الظروف البيئية الأردنية، والحفاظ على المادة الوراثية للأصول البلدية، حيث تعد محطة الخناصري التابعة للمركز الوطني للبحوث الزراعية المحطة الوحيدة المتخصصة في بحوث الثروة الحيوانية والمراعي والتحسين الوراثي لأغنام العواسي في الأردن، وتُجرى فيها الأبحاث المتخصصة والتطبيقية التي تُعنى بتحسين ظروف التربية والإنتاج لمربّي الأغنام.
وقد أوضح خبير التقنيات الحيوية والباحث المشارك من كلية الزراعة في الجامعة الأردنية الدكتور منذر الصدر أن هذا التعاون بين المركز الوطني للبحوث الزراعية وعدد من الجامعات الأردنية، أظهر وجود 37 مورثاً في ميتوكوندريا العواسي الأردني، بالإضافة إلى 146 من المتغيرات الفردية في القواعد النيتروجينية (SNPs) والتي تستعمل في برامج التحسين الوراثي كمعلّمات وراثية تنتخب من خلالها الحيوانات المميزة وتعتبر بصمةً وراثيةً مميزةً لأغنام العواسي الأردنية، وبيّن أن العمل جارٍ على تطويعها للكشف عن أصالة المواشي ولحومها. مؤكداً أن سلالة أغنام العواسي الأردنية من أقدم السلالات في مناطق شرقي وشمال البحر المتوسط وقد تعتبر من الآباء القديمة لأهم السلالات الأوربية الحديثة مثل “تكسيل” الهولندية و”مورينولاندشاف” الألمانية.
من جانب آخر، بيّن الدكتور محمد البريك، المختص في التقنيات الحيوية والباحث المشارك في البحث من جامعة جرش، أن الكشف عن هذه الخريطة الوراثية لميتوكوندريا أغنام العواسي الأردنية سيتيح للباحثين مسح مثل هذه المتغيرات الجزيئية وبشكل فردي لكل حيوان؛ بحيث تتم دراسة مدى ارتباطها مع الصفات الاقتصادية بعد دراسة علاقتها مع الصفات الكمية أو الوصفية وإدخالها في برامج الانتخاب المبكر في عمر الحيوان، لتختصر الزمن الطويل الذي يلزم للانتخاب نظراً لطول مدى الجيل في الأغنام الذي قد يصل إلى أربع سنوات وبالتالي تسريع التحسين الوراثي.
هذا وقد أكد الدكتور خليل جواسرة، أخصائي تربية ووراثة الحيوان والباحث المشارك من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، أن العمل جارٍ على إجراء بحوث متقدمة سيتعاون فريق العمل على إعدادها مترافقاً مع الخريطة الوراثية، والتي بمُجملها تتفاعل مع التأثيرات البيئية لتبرز المظهر الحقيقي للحيوان بصفاته المختلفة، لغايات دراسة أثر التباين الجغرافي والغطاء النباتي على منتجات أغنام العواسي؛ إذ يلعب المؤشر الجغرافي دوراً في تحديد خواص اللحوم والألبان المنتجة من أغنام العواسي في ضوء زيادة الطلب المحلي عليها وبخاصة لبعض المناطق الجغرافية، في إشارة تُستخدم لربط المنتج بالتنوع البيولوجي والجغرافي، فهذه الدراسة من شأنها أن تنسب منتجات العواسي وخصائصها أو سمعتها إلى مكان منشئها.
ومن جانبه، بيّن الدكتور حداد أن وزارة الزراعة الأردنية مشكورةً وبالتعاون مع عدد من الشركاء مثل الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ممثلاً بمديره العام السيد جمال الفايز، يعكفان حالياً للعمل على تسجيل العلامة التجارية Awassi-Jo لأغنام العواسي الأردنية، لتكون علامةً تجاريةً مميزةً، من منطلق اعتماد المزايا على منطقة الإنتاج الجغرافية الذي يبين الصلة الواضحة بين المنتج ومكان إنتاجه الأصلي.