عيد الجلوس ، الرسالة والمعنى
الدكتور : حازم قشوع
جوردن ديلي – تحتفل الاسرة الاردنية فى كل عام بمناسبه عيد الجلوس الملكي وهو اليوم الذى تولي فيه جلالة الملك عبدالله الثانى مسؤوليته الدستوريه والاردنيين وهم يحتفلون بهذه المناسبه انما يعظمون مكانة نظامهم السياسي على راس الدوله ويؤكدون صدق مشاعرهم تجاه الاسره الهاشميه التى عبرت بسفينه الوطن الى بر الانجاز على الرغم من تلاطم امواج المنطقه التى استنزقت الكثير من الطاقات واستهلكت الكثير من الموارد على حساب برنامج التنميه الذاتيه والجوانب الاقتصاديه والمعيشيه الممتمة.
فلقد حملت متلازمة حكم الملك عبدالله الثانى حروب اقليميه اسقطت على دول الجوار فى العراق وسوريا ومتغيرات سياسيه حملتها رياح الربيع العربى واخرى امنيه جاءت مع خروج داعش والارهاب واسقطتت صفقته القرن ظلالها الثقيله فجعل المنطقه تعيش حاله انقسام سياسي عميقه كادت ان يعييد اولويات الانظمه وتغير بوصله الاتجاه من عربيه عربيه الى اصطفافات عربيه لمحاور اقليميه وهذا ما جعل البوصله تكون فى الغالب تجاه تامين سلامه الوطن وسلامه انسانه وموجوداته ،
وعلى الرغم من هذه الاجواء غير المشجعه الا ان جلالة الملك استطاع ان يضع ارضيه عمل استراتيجيه لتحقيق مضامين الانجاز عندما حملت رؤيه فى الاوراق الملكيه رسالته وعمل بالاتجاه الذى يسمح لها بالتطبيق فلقد حرص جلالة الملك على اجراء الانتخابات النيابيه والبلديه والاداره المحليه دائما وهو ما شكل رسالة حرص على تعزيز النهج الديموقراطي وتطوير المحتوى البرلمانى وتاصيل قيم التعدديه وبما اسهم بتقديم الوطن لرسالته وادى الى توسيع مستويات المشاركه الشعبيه تجاه صناعة القرار على كل الاصعده وهذا ما ادى من المحافظه على الديموقراطيه التعدديه كمنجز وعلى مناخات الحريات باعتبارها سمه ميزت الاردن وامتاز بها .
ولم يسجل كاتب التاريخ عن الملك عبدالله انه اقصى تيارا فكريا مهما كانت ايدولوجيه او صاحب رأي بل عمل على حماية اصحاب الفكر واصحاب الراى واعتبرهم جزء اصيل فى التسيج الوطنى وهذا ما جعل من قيادة جلالة تشكل (واسط البيت )للمجتمع الاردنى بكل عشائره ومكوناته وبكل تياراته واحزابه .
ولقد حرص جلالة الملك طيلة مسيرته على ايجاد ارضيه عمل لمدن حديثه فى العقبه والبحر الميت لتطوير المسار السياحي وقام جلالته بالاهتمام بالمدارس والجامعات من خلال مشاريع رياديه اهتمت بالتعليم وحرصت على نقله الى طور التعلم المعرفي ، كما عمل جلالة الملك وبكل اقتدار على ايجاد منظومه عمل تقوم على تطوير المحافظات من خلال برنامج طموح يقوم على منهجية اللامركزيه وكما عمل جلالته على تطوير المجال الصحى حتى وصلت المراكز الصحيه والمستشفيات بعده الى مستويات مرموقه هذا اضافه الى تعزيز المسارات الانتاجيه فى المناحي الزراعيه والصناعية .
وعلى المستويات الامنية والعسكرية فلقد شكلت هذه المسارات برنامج ريادى وطني واصبح الاردن فضل رؤيه جلالته يشكل مدرسه تدريبيه عالميه وغدت المؤسسات الامنيه والعسكريه تشكل مرجعيه اقليميه وتقوم بدور الخافظ الامين لامن واستقرار المنطقه وهذا ما يجعل من هذا الديدن محط فخر واعتزاز كل الاردنيين كما يشكل محط احترام اقليمي ودولي .
ولقد ادت النجاحات لسياسة جلالة الملك الخارجيه لتكون علامه ثقه ومصدر مصداقيه واخذت الدبلوماسيه الاردنيه تشكل نفوذ كبير فى كل المحافل الاقليميه والدوليه لواسع تاثيرها وعمق تاثيرها فى القضايا الاقليميه والدوليه ، ولقد استطاع جلالة الملك ان يستثمر معظم طاقاته ان لم تكن جلها لتكون فى خدمه القضيه المركزيه للامه والقدس التى تشكل عنوان الحل وبوابة السلام للمنطقه لما تعنينه القضيه الفلسطنيه للاردن من مساله وطنيه وليس حاله قوميه فحسب ، كما عمل جلالة الملك بسياسته الهادف النابعه من رسالة الامه وقيمها على تعزيز وحدة الصف العربي ليشكل قوه اقليميه يحرص على وجودها وحضورها من اجل ثابت الامه ومصيرها المشترك وهو ما يجعل من جلالة الملك وسياسيه تكون مصدر فخار للاردنيين ومصدر احترام عند المجتمع الدولي برمته .
ان الشعب الاردنى وهو يهنىء بهذه المناسبه جلالة الملك بعظيم منجزاته انما ليعاهده كما عاهده على الدوام بان يقدم كل يمكنه من تقديم من جهد بمقرون بواسع عطاء من اجل الحفاظ على الامه ورسالتها وعلى الاردن ومكانته بقياده حادى الركب جلاله الملك وولى عهده الامين وكل عام واردن المجد بمجد .