جوردن ديلي – تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، تفصيلا مهما لأسباب ضعف الذاكرة عند الإنسان أو فقدانها، غير تلك المتعلقة بمرض الزهايمر.
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ إجراءات ونصائح ضرورية لتقوية الذاكرة، التي يتسبب بضعفها أو فقدانها أسباب فسيولوجية، أو نفسية وعاطفية، أو جسدية، إضافة إلى أن هفوات الذاكرة تُعزى أحيانا إلى الأدوية والعلاجات الطبية.
مر معظمنا، في بعض الأحيان أو بشكل متكرر، بتجربة غير مريحة تتمثل في نسيان شيء ما. يمكن أن تسبب نوبات فقدان الذاكرة هذه تهيجًا وإحباطًا، فضلاً عن الخوف من أننا “نفقدها” ونبدأ في الإصابة بمرض الزهايمر.
فيما يلي أسباب قد تؤدي لفقدان الذاكرة عدا مرض الزهايمر:
** أسباب فسيولوجية:
– الحمل: في بعض الأحيان، يمكن أن تساهم التغيرات في المواد الكيميائية والهرمونات في الجسم، جنبًا إلى جنب مع التغيرات العاطفية والجسدية في الحمل، في النسيان وضعف التركيز.
– سن اليأس: على غرار الحمل، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية في سن اليأس إلى حدوث فوضى في عمليات التفكير وإزعاج النوم، مما يؤثر أيضًا على العمليات المعرفية لديك. وعندها سيصف بعض الأطباء المكملات الهرمونية أو غيرها.
– التعب والحرمان من النوم: لقد ثبت أن الشعور بالتعب لأنك لم تنم جيدًا الليلة الماضية وقلة النوم المزمن يؤثران على الذاكرة والتعلم.
** الأسباب النفسية والعاطفية:
لأن عقلنا وجسمنا مرتبطان ويؤثران على بعضهما بعض، يمكن أن تؤثر عواطفنا وأفكارنا على عقولنا. يمكن للطاقة اللازمة للتعامل مع بعض المشاعر أو ضغوط الحياة أن تعيق تخزين أو تذكُّر التفاصيل.
– الاكتئاب: يمكن للاكتئاب أن يثبط العقل ويسبب عدم الاهتمام بمحيطك فيؤثر على الذاكرة والتركيز والوعي. قد يكون عقلك وعواطفك مرهقة للغاية لدرجة أنك لست قادرًا على الاهتمام كثيرًا بما يحدث. وبالتالي، فإن تذكر شيء لم تكن منتبهًا له أمر صعب. يمكن أن يسبب الاكتئاب أيضًا مشاكل في النوم الصحي، مما قد يجعل من الصعب تذكر المعلومات.
– الخرف الكاذب: هو مصطلح يصف مزيجًا من فقدان الذاكرة والاكتئاب. إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الخرف الكاذب، فقد يكون الاختبار المعرفي مفيدًا في طمأنتك واستبعاد الخرف الحقيقي.
** الأسباب الجسدية:
– ارتجاج وإصابات في الرأس: يمكن أن تسبب الارتجاجات وإصابات الرأس ضعفاً في الذاكرة على المدى القصير، ولكنها يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف على مر السنين بحسب بعض الأبحاث.
– انخفاض فيتامين ب 12: يتسبب نقص فيتامين ب 12 في ظهور أعراض يتم الخلط بينها وبين الخرف. عند تلقي فيتامين ب 12 بكمية كافية، قد تتحسن هذه الأعراض بل وتختفي لدى بعض الأشخاص.
– مشاكل الغدة الدرقية: يمكن أن يسبب كل من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية بمشاكل معرفية مثل فقدان الذاكرة. إذا كنت تلاحظ تباطؤًا في وظائف الدماغ أو أنه من الصعب تذكر الأشياء، فأخبر طبيبك بذلك. قد يكون من المناسب فحص وظائف الغدة الدرقية، خاصة إذا كنت تعاني من أعراض أخرى لمشاكل الغدة الدرقية.
– اضطرابات الكلى: عندما لا تعمل الكلى بشكل جيد، كما هو الحال في الفشل الكلوي المزمن أو الحاد فيمكن أن يؤثر تراكم الفضلات (مثل تكسير البروتينات) على وظائف المخ.
– اضطرابات الكبد: يمكن لأمراض الكبد مثل التهاب الكبد، أن تتسبب في إطلاق السموم في مجرى الدم، والتي يمكن أن تؤثر بعد ذلك على عمل الدماغ. إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد ولاحظت بعض الصعوبة في الذاكرة والتفكير فتأكد من إبلاغ طبيبك بذلك من أجل التشخيص والعلاج الفوري.
– التهاب الدماغ: قد تؤدي هذه العدوى الحادة لأنسجة المخ إلى ظهور أعراض الخرف، مثل الارتباك ومشاكل الذاكرة، إلى جانب الحمى والصداع وحتىنوبات الصرع. إذا كنت تشك في الإصابة بالتهاب الدماغ ، فاطلب العلاج الطبي الطارئ.
** الأدوية والعلاجات الطبية:
في بعض الأحيان يمكن أن تُعزى هفوات الذاكرة إلى الأدوية أو المواد الأخرى. يمكن أن تشمل هذه الأدوية ما يلي: مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، والأدوية المضادة للقلق، ومرخيات العضلات، والمهدئات، والحبوب المنومة، ومسكنات الألم التي تُعطى بعد الجراحة.
نصائح لتقوية الذاكرة:
– اشرب القهوة باعتدال: يمكن أن تكون عادتك اليومية مفيدة لعقلك. أظهرت العديد من الدراسات أن الكافيين له تأثير إيجابي على الذاكرة، وتظهر فوائده بشكل أكبر لدى الأشخاص في منتصف العمر والذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
– مارس الرياضة: تفيد الدراسات أن التمارين الهوائية تزيد في الواقع من حجم الحُصين، وهو جزء الدماغ المرتبط بتخزين الذاكرة.
– استرخ أكثر: إذا لم تتعلم ترك بعض الأشياء المزعجة دون التركيز عليها، فقد تفقد ذاكرتك. فقد ربط باحثون هرمون التوتر (الكورتيزون) مع فقدان الذاكرة قصير المدى لدى كبار السن.
– مارس اليقظة والتأمل والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز: ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة جميعها فعالة جدًا في تقليل التوتر.
– خذ قسطاً كافياً من النوم: النوم ضروري لترسيخ الذاكرة بحيث يمكن استرجاعها في المستقبل بسهولة، عند النوم يبدو أنك تقوم بتحويل الذاكرة إلى مناطق تخزين أكثر كفاءة. توصي جمعية النوم الأمريكية البالغين بالحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلا، لا أكثر ولا أقل،حيثتم ربط الإفراط في النوم بزيادة مخاطر الإصابة بالخرف.
– تناول نظامًا غذائيًا يحفز الدماغ: مثلما يحتاج الجسم إلى الوقود، فإن الدماغ كذلك. يعد النظام الغذائي الذي يعتمد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون “الصحية” (مثل زيت الزيتون والمكسرات والأسماك) والبروتينات الخالية من الدهون طريقة جيدة لتحسين وتقوية الذاكرة.