مبارك عليكم الشهر
الدكتور حازم قشوع
جوردن ديلي – ما ان يهل رمضان حتى تبدأ العادات بالتغير والمسلكيات بالتبدل وحتى الاجواء تصبح مغايرة والبيئة التى كانت سائدة فى ايام السنة تصبح على غير ما هى عليه من بيئة مع دخول بركات هذا الشهر فى سماء الدنيا وكأن المجتمع ينتقل من مناخ ارضي كنا نعيش عليه ونتعايش مع اجواءه الى كوكب اخر اصبح يعيش فينا ويسقط بظلاله علينا فلا الاجواء هى ذات الاجواء ولا المناخ هو ذات المناخ .
كوكب رمضان يدخل فينا ونحن ندخل اليه فيقوم بتغيير نظام الضوابط والموازين بتغير التصاق العلقه المركزيه المكونه للعلاقات الانسانيه على حد وصف فلاسفه الاندلس وذلك مع ضمور الشر
فى معادلة البشر واتساع منسوب البر فى ذات المعادله حتى تتغير العلاقات الانسانيه بتغير زاويا النظره التى كانت سائده على مقياس المكاسب والمنافع فتكون نظام يقوم على الفوائد والعوائد الذى يبتعد عن طاقة التاجيج ويقترب من الطافه الخيره التى تقوم على سلام التسكين .
فما ان يسقط ظلال رمضان حتى تتوقف شمس الايام التى كان ضياءها يبدا باوامر (اليوم) الصادره من كتاب القضاء والقدر ويبدا مع هلال شهر رمضان بتغيير انبعاث الطاقه من طاقه شمسيه ذات دلاله اشعاعيه تصدر بضياء النار الشمسيه باوامر مباشره ارضيه الى طاقه اخرى يتم تشكيلها من زاويه منفرجه اساسها الانعكاس القمري الذى تقوم على توليده طاقه النور الشهريه القمريه المائيه .
بهذا تتوقف اوامر الايام وتنبعث طاقه الشهر التى بدورها تقوم بتنزيل ضياء من الرحمه تكون منزله بظلال مغايره عن تلك التى تنبعث على مدار السنه فى كل يوم وذلك وفق محصله فيها جوامح قيميه ونماذج معده من قوام اساسها الرحمه القائمه على التسامح وهو ما يبعدنا عن الحديه كما فيها من العفه التى تبعدنا عن الشهوات وحب السيطره وانظمه التحكم الصادره عن زاويه الانا مع سمو التفكير باسرار الموت وبيان الرسالة الوجوديه بدنيا الحياه .
يعود فينا كوكب رمضان من اجل اعادة التموضع النسبي لتكون تجاه مصدر البر القيمي اكثر من طاقه الشر النفعي وهو الوضع الذي يساعدنا لاعادة التموضع للرؤيه من على زاويه اخرى
فى دنيا الحياه وهى الرمزيه التى جاء من اجلها رمضان والتى يشكل عنوان ظلال هلاله الذى يستوجب رؤيته لوقع الالتزام بقوانين الصوم حتى لو كان هلاله قد تولد حسابيا واخذت اجواءه تتكون فان شرط تنفيذ قانون الصوم تشترط فيه البدايه من حيث الرؤيه وليس من واقع معادله حسابيه تقوم على معادله التوليد الفلكيه .
صحيح ان المعادله الحسابيه هى معادله فلكيه عقلانيه فى نظريه توليد الهلال وتشكيل معادله كوكب رمضان (من الناحيه الرمزيه) لكن ما هو اصح ان شرط الرؤيه يجب ان يتوفر لتنفيذ قانون الصيام وهو ما وقف عليه فضيله المفتى الشيخ عبدالكريم الخصاونه فى قراره الاسلم والصحيح فلا اجتهاد فى وقع نص الرؤيه مع كل التقدير لمدارس الاجتهاد الاخرى التى كنا نامل ان نوحد اجتهادات المرجعيه من واقع تشاركي يقوم بمشاركة الجميع لكنها تبقى اجتهادات بين تتراوح بين الصح والصحيح فى المفهوم التسني للاجتهاد مع اننا فى عصر المعرفه التى تستوجب توحيد الاجتهاد فصيام مقبول للجميع .
واذ نهنىء بهذا المقام حضره صاحب الجلاله الهاشميه الملك عبدالله الثاني وولى العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني والاسره الاردنيه الواحده والامتين العربيه والاسلاميه بمناسبه حلول شهر رمضان المبارك فاننا نبتهل الى الله جله قدرته ان يجعل من الشهر الفضيل شهر خير وسلام على الامه والانسانيه جمعاء.