جوردن ديلي – تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، معلومات مهمة عن متلازمة التعب الزمن، التي يصادف يومها العالمي في 12 أيار من كل عام.
وتوضح نشرة المعهد أسباب متلازمة التعب المزمن، وأعراضها، وطرق تشخيصها، إضافة إلى نصائح للتعايش معها، ومدى إمكانية أن تسبب هذه المتلازمة إعاقة.
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة التعب المزمن لدرجة تمنعهم من العمل والذهاب إلى المدرسة والتواصل الاجتماعي وإدارة أسرهم أو شؤونهم الخاصة، كما قد تتأثر الموارد المالية للشخص بشكل خطير.
يعتقد بعض الأشخاص في المجتمع بشكل خاطئ أن الشخص المصاب بهذه المتلازمة هو فقط “متعب”، أو أن المرض يكمن في “طريقة تفكيرهم”، أو أنه يجب عليهم “المضي قدمًا وعدم التركيز على ذلك”.
إن سوء الفهم هذا ليس مفيدًا ويمكن أن يتسبب في كثير من الأحيان في استمرار الشخص في المعاناة، مما يؤدي إلى الانتكاسات ويزيد من سوء حالته.
ما هي هذه المتلازمة وما أعراضها؟
تعرف متلازمة التعب المزمن (Chronic Fatigue Syndrome) أيضًا باسم (Myalgic Encephalomyelitis) وهو مرض مزمن يعني ألمًا في العضلات وهو غير معرو ف السبب على اليقين لحد الآن.
بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تحدث الحالة فجأة بسبب عدوى فيروسية، أو التعرض لمواد سامة، أو التخدير، أو التحصين، أو التهاب المعدة والأمعاء، أو الصدمة.
في أشخاص آخرين، قد يتطور ببطء على مدار أشهر أو سنوات. وهو مرض مزمن متقلب يصيب أجزاء كثيرة من الجسم مثل الجهاز العصبي والمناعي.
الأعراض الأكثر شيوعًا هي التعب الشديد أو الإرهاق ومشاكل في الذاكرة والتركيز، وآلام العضلات. يمكن أن تكون الأعراض الجسدية معيقة للحياة اليومية مثل التصلب اللويحي المتعدد، التهاب المفاصل الروماتويدي وفشل القلب الاحتقاني والحالات المزمنة الأخرى.
تختلف أعراض متلازمة الإجهاد المزمن من شخص لآخر، وعادة ما يمر الفرد بفترات جيدة وسيئة. عندما تتحسن الأعراض، سيكون الشخص المصاب قادراً على القيام بالعديد من الأنشطة اليومية العادية، ولكن عندما تتفاقم الأعراض ويزداد الأمر سوءًا، فيمكن أن يكون له تأثير عميق على أدائهم الجسدي والعقلي.
تشمل الأعراض الشائعة إضافة إلى الشعور بالتعب المزمن:
– الم: وتشمل آلام العضلات أو المفاصل غير المبررة ربما مع وخز وخدر أو ألم ينتقل من مفصل إلى آخر بدون تورم أو احمرار، أو صداع من نوع جديد أو نمط أو شدة (غالبًا ما تشبه الصداع النصفي)
– النوم المضطرب: ويشمل صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المبكر، النوم المفرط، دورة النوم/الاستيقاظ المتقطعة، أو نوم غير منعش.
– ضعف الأداء الإدراكي: ويشمل انخفاض مدى الانتباه والتركيز، وضعف الذاكرة قصيرة المدى، وصعوبة إيجاد الكلمات الصحيحة، والمكافحة من أجل التخطيط أو تنظيم الأفكار.
– صعوبات نفسية وتشمل الاكتئاب أو التهيج أو القلق.
– أعراض جسدية أخرى: التهاب الحلق المتكرر، وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبطين، وغثيان، وفقدان الشهية، وعسر الهضم والانتفاخ والمغص، ومشاكل على غرار القولون العصبي، وعدم تحمل الكحول أو بعض الأطعمة أو الأدوية، والحساسية للضوضاء أو الضوء، والدوخة عند الوقوف أو مشاكل التوازن، وضعف التنسيق، صعوبة التحكم في درجة حرارة الجسم، والتعرق المفرط.
العوامل التي يمكن أن تزيد الأعراض سوءًا:
تزيد العوامل التالية من الأعراض وتحفزها:
– قلة النوم أو النوم المفرط.
– المبالغة في النشاط أو كثرة الخمول.
– قلة وقت الاسترخاء.
– المواقف العصيبة.
– وجبات كبيرة.
– أي طعام أو شراب يسبب الحساسية.
– الكحول والكافيين والسكر والمحليات.
– اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب.
– المعتقدات والمواقف بما في ذلك التفكير السلبي.
تشخيص متلازمة التعب المزمن:
حاليًا، لا يوجد اختبار واحد لتشخيص متلازمة التعب المزمن. يقوم الأطباء بالتشخيص عن طريق استبعاد جميع الأمراض المشابهة وبعد ظهور الأعراض على الشخص باستمرار لمدة ستة أشهر.
استناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) فإن معايير تشخيص هذه المتلازمة هي كالتالي: التعب الشديد الذي يستمر لمدة أطول من ستة أشهر، بالإضافة إلى وجود أربعة على الأقل من الأعراض الجسدية التالية: نوم غير منعش، ضوعف الذاكرة أو التركيز، وألم عضلي، والتهاب المفاصل، وإلتهاب الحلق، والغدد الليمفاوية الرقيقة أو صداع جديد.
هل يمكن لهذه المتلازمة أن تسبب إعاقة؟
يمكن أن تسبب متلازمة التعب المزمن مستويات مختلفة من الإعاقة لدى مختلف الأشخاص. مثل جميع الأمراض المزمنة الأخرى، يمكن أن يتراوح التأثير من خفيف إلى متوسط إلى شديد ، وهذا يعني:
– بسيط: ينخفض فيه نشاطك بنسبة 50 في المائة على الأقل، لكن يمكنك الاعتناء بنفسك، كما قد تحتاج إلى إجازة من العمل لبضعة أيام للراحة.
– معتدل: غالباً ما تكون مُقيماً في المنزل، قد يكون لديك ضعف في الحركة، ويمكن أن تختلف أعراضك. قد يكون لديك أيضًا أنماط النوم المضطربة، والحاجة إلى النوم بعد الظهر.
– شديد: قد تكون ملازماً للسرير وتواجه صعوبة في التركيز، ولكن يمكنك القيام ببعض المهام اليومية البسيطة مثل تنظيف أسنانك بالفرشاة.
نصائح للتعايش مع متلازمة التعب المزمن:
1. الأنشطة اليومية: عندما تكون في حالة انتكاسة، قد يكون من الصعب عليك اتباع روتين الصباح البسيط، مثل الاستحمام. خطط لإتاحة وقت إضافي للمهام الصعبة بالنسبة لك.
عندما تشعر بتحسن مرة أخرى، قد ترغب في محاولة القيام بأقصى ما تستطيع بينما تكون لديك الطاقة. لا تضغط على نفسك، فقد تنهار لاحقًا. يمكن أن يؤدي تكرار هذا إلى العودة إلى الانتكاس. ستحتاج إلى تعلم الموازنة بين الأنشطة اليومية والراحة، حتى عندما تكون في حالة هدوء.
2. ممارسة الرياضة: من المهم الاستمرار في الحركة، مثل المشي المنتظم. سوف يبقيك هذا نشطًا وقويًا. يمكن أن تساعدك أيضًا تمارين الإطالة والتقوية باستخدام وزن جسمك فقط. تمرّن لمدة دقيقة من النشاط متبوعة بثلاث دقائق راحة. قسِّم التمرين إلى عدة جلسات قصيرة في اليوم، وجرب هذه الأنواع من التمارين:
– مد اليد.
– الجلوس والوقوف.
– تمرين الضغط على الحائط.
– التقاط الأشياء وإمساكها.
3. اتباع التغذية السليمة: يمكن أن تساعدك مراقبة ما تأكله في إدارة الأعراض. تجنب أي أطعمة أو مواد كيميائية أنت حساس لها، تشير بعض الأدلة إلى فائدة اتباع نظام غذائي غني بالدهون المتعددة غير المشبعة وتجنب الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة – مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.
4. تقوية الذاكرة: يعاني بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن من فقدان الذاكرة. استخدم مخططًا يومياً (ورقة أو تطبيق هاتف ذكي) لمواكبة جدولك الزمني وتذكر الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها.