جوردن ديلي – حذر كبير الاقتصاديين في شركة أليانز، محمد العريان من أن استمرار حالة التقلب الشديد في الأسهم التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة.
وكتب في مقال لوكالة “بلومبرغ”، إنه بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في الأسواق في يناير، فإن التقلبات اليومية المذهلة زادت من حالة عدم اليقين وساهمت في شعور غير مستقر بشأن المستقبل، وليس فقط بسبب التغيير الملحوظ في موقف سياسة الاحتياطي الفيدرالي .
وقال العريان: “من المرجح أن يستمر التقلب، على الأقل لفترة من الوقت”
وفي يناير، شهدت أسواق الأسهم الأميركية انعكاسات حادة خلال اليوم، وفي يوم واحد تأرجح مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة. حقق مؤشر S&P 500 وناسداك صاحب التكنولوجيا الثقيلة أسوأ شهر لهما منذ مارس 2020، عندما ضرب الوباء
وجاءت عمليات البيع في الوقت الذي أشار فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه مستعد لرفع أسعار الفائدة عدة مرات في عام 2022، وللتراجع عن الدعم الاقتصادي، في محاولة لترويض التضخم الحاد. إذ راقب المستثمرون عن كثب البيانات الجديدة التي قد تؤثر على عملية صنع القرار في الاحتياطي الفيدرالي
وقال العريان “لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن الأسواق أصبحت شديدة الحساسية لإصدارات بيانات الاقتصاد الكلي، سواء كانت سوق عمل ساخناً وزيادات أعلى من المتوقع في أسعار المستهلك أو تكاليف توظيف أقل من المتوقع”.
ولكن العريان، قال إن هناك عوامل يغفلها المستثمرون، موضحاً أنه “في حين أن هذا هو العامل الرئيسي الذي يقود الموجة الحالية من التقلبات، إلا أن هناك عاملين آخرين يجذبان القليل من الاهتمام، على الرغم من أنهما أصبحا سمة هيكلية لأسواق اليوم”.
“الأول هو السيولة غير المنتظمة، بما في ذلك حتى الأسهم الأكثر حيازة على نطاق واسع”.
وأضاف “العامل الهيكلي الثاني يتحدث عن تنامي دور وتأثير الصناديق المتداولة في البورصة”.
وقال العريان إن مشكلة السيولة تعيق قدرة النظام على امتصاص المخاطر التي تغذي التقلبات. ويعكس عدم التوازن بين زيادة المستخدمين النهائيين وصغر الميزانيات العمومية لدى الوسطاء.
أما بالنسبة لصناديق الاستثمار المتداولة، فقد أشار إلى أنها شكلت 40% من المستوى القياسي لحجم التداول يوم الاثنين الماضي – وهو مستوى سيولة مرتفع على ما يبدو يتناقض مع عدم سيولة الأسهم الفردية في الصناديق – مما ساعد على تكثيف الاندفاع للبيع.
وقال العريان إن المستثمرين اعتادوا على السيولة المرتفعة التي أدت إلى تحرك الأسواق في اتجاه واحد: لأعلى. ولكن ليس من الواضح الآن إلى متى ستستمر بعض المفاهيم التي تقود عمليات التداول – مثل لا يوجد بديل أو ما يعرف اختصاراً بـ (TINA)، والخوف من فوات الفرصة (FOMO) وشراء القيعان Buy The Dip.
ورفع العريان تحذيره من مستقبل الأسواق قائلا: “بعد تذبذبات يناير الضخمة في الأسواق، سيأمل الكثير منا في عودة ولو للحظات إلى يوم من تقلبات 2021 المنخفضة. لسوء الحظ، من المحتمل أن يستغرق هذا بعض الوقت، مما يعرض كل من السوق والاقتصاد إلى الأضرار”.