جوردن ديلي – تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن السلس البولي، أحد اضطرابات المسالك البولية، والذي يعد أكثر شيوعا عند النساء.
وتوضح نشرة المعهد أسبابا مختلفة للسلس البولي، وأعراضه، وتبين بتفصيل علمي أنواعه، إضافة إلى الطرق والإجراءات والشكل العلاجي لكل نوع.
السلس البولي مشكلة شائعة ومحرجة تتمثل بفقدان السيطرة على المثانة، وتتراوح شدتها من تسرب البول من حين لآخر (عند السعال أو العطس) إلى الرغبة في التبول بشكل مفاجئ وقوي لدرجة أنك لا تصل إلى المرحاض في الوقت المناسب.
عوامل الخطر:
اضطرابات المسالك البولية مثل سلس البول لها مجموعة متنوعة من عوامل الخطر، والتي تختلف تبعًا للحالة المحددة. تشمل عوامل الخطر الشائعة ما يلي:
– الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول بسبب بنية المسالك البولية والأعضاء التناسلية.
– العمر: يمكن لانقطاع الطمث والشيخوخة تغيير قوة عضلاتك وتقليل قدرة المثانة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بسلس البول.
– وزن الجسم: تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة الضغط على المثانة.
– التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الطبية، بما في ذلك سلس البول.
أعراض السلس البولي:
تشمل العلامات والأعراض الشائعة لسلس البول ما يلي:
– تسرب البول عند السعال أو العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة.
– الشعور بحاجة مفاجئة لا يمكن السيطرة عليها للتبول.
– كثرة التبول.
– الاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول.
– التبول أثناء النوم.
– التعب والضعف العام.
أنواع السلس البولي:
هناك عدة أنواع من سلس البول، منها:
– سلس البول الإجهادي (Stress incontinence) : في هذا النوع يتسرب البول بسبب ضعف عضلات وأنسجة قاع الحوض، ويحدث عندما يزداد الضغط على مثانتك، مثل عند ممارسة الرياضة أو الضحك أو العطس أو السعال. يمكن أن يؤدي الحمل والولادة إلى شد عضلات قاع حوض المرأة وإضعافها. الأشياء الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى سلس البول الإجهادي هي زيادة الوزن أو السمنة، أو تناول بعض الأدوية، أو إجراء جراحة البروستاتا لدى الرجال.
– سلس البول الإلحاحي (Urge incontinence): وهذا ما يسمى أيضًا بفرط نشاط المثانة، في هذا النوع لديك حاجة ماسة للذهاب إلى الحمام وقد لا تصل إلى هناك في الوقت المناسب، وقد يتسرب البول في نفس الوقت الذي تشعر فيه برغبة شديدة مفاجئة في التبول، أو بعد ذلك بوقت قصير.
تشمل أسباب فرط نشاط المثانة ما يلي:
1. تلف عضلات وأعصاب المثانة، تلف أجزاء أخرى من الجهاز العصبي.
2. الشيخوخة.
3. بعض الأمراض المزمنة مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون والسكري والسكتة الدماغية.
4. مشاكل المثانة، مثل الالتهابات وحصوات المثانة.
5. بعض الأدوية.
– سلس البول الزائد (Overflow Incontinence): إذا لم تتمكن من إفراغ مثانتك، فقد يكون لديك سلس البول الفيضي. تشمل الأسباب:
1. ضعف عضلات المثانة.
2. تلف العصب.
3. الحالات التي تمنع تدفق البول، مثل الأورام أو تضخم البروستاتا.
4. الإمساك.
5. أدوية معينة.
6. عندما تكون غير قادرعلى إفراغ المثانة بالكامل، مما يسبب تسريبًا متكررًا.
– سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence): وفيه تمنعك المشاكل العقلية أو الجسدية مثل الخرف أو التهاب المفاصل من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.
– سلس البول المختلط (Mixed Incontinence): هذا يعني وجود نوعين معاً. العديد من النساء يعانين من سلس الإجهاد وسلس الإلحاح معاً على سبيل المثال.
** تشمل الأدوية التي تتسبب في سلس البول مضادات الكولين، ومضادات ألفا الأدرينالية، ومناهضات ألفا، ومدرات البول، وحاصرات قنوات الكالسيوم، والمهدئات والمنومات، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، والأدوية المضادة للباركنسون.
العلاج:
يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة والعلاجات في علاج الأعراض. ويمكن لطبيبك مساعدتك في وضع خطة مناسبة لك.
بالنسبة لسلس الإجهاد، تشمل العلاجات ما يلي:
– وسادات وحشوات مهبلية.
– تمارين قاع الحوض: فمن المحتمل أن يتم إخبارك بممارسة تمارين كيجل التي تساعد على تقوية قاع الحوض بعد الولادة. كما أنها تساعد في منع سلس البول. وأفضل ما في الأمر أنه يمكنك ممارسة تمارين كيجل في أي وقت وفي أي مكان.
– الارتجاع البيولوجي (Biofeedback): وتسمى أيضاً الارتجاع البيولوجي أو تغذية راجعة حيوية أو التغذية الاسترجاعية. يستخدم علاج الارتجاع البيولوجي الكمبيوتر والأدوات الإلكترونية لنقل المعلومات السمعية أو المرئية للمريض حول حالة نشاط عضلات الحوض. تسمح هذه الأجهزة للمريض بتلقي ملاحظات بصرية فورية حول نشاط عضلات قاع الحوض، مما يوفر حافزًا وتأكيدًا على الأداء السليم لتقلصات العضلات، فعن طريق الارتجاع البيولوجي يتم الحصول على المؤشرات الفيزيولوجية بواسطة مسبار موصول ببرنامج كومبيوتر مع رسوم بيانية متحركة أو اشارات صوتية مترابطة، يستطيع المريض أن يتعلم كيف يستطيع التأثير على المؤشرات الفيزيولوجية، فعندما يشعر الشخص أن التبول سيحدث، يمكنه البدء في السيطرة عليه. غالبًا ما يتم استخدامه مع تمارين كيجل.
وتتمثل طريقة كيغل بالتالي:
1. قم بالضغط على العضلات التي تستخدمها والذي يوقف تدفق البول.
2. استمر في الضغط لمدة 10 ثوانٍ، ثم استرح لمدة 10 ثوانٍ.
3. افعل ذلك بـ 3 أو 4 مجموعات يوميًا.
– الجراحة: في الحالات الأكثر خطورة، قد تحتاج إلى جراحة، حيث يتم باستخدام أحد الإجراءات سحب الإحليل إلى وضع طبيعي أكثر، مما يخفف الضغط والتسرب. تتضمن الجراحة الأخرى تثبيت مجرى البول بخيطان جراحية تمسك مجرى البول لمنع التسرب.
بالنسبة لسلس الإلحاح، تشمل خيارات العلاج ما يلي:
– إفراغ المثانة في الوقت المناسب وتدريب المثانة: راقب أوقات التبول وأوقات التسريب لإيجاد نمط زمني ثم قم بالتخطيط لتفريغ مثانتك قبل وقوع حادث. يمكنك أيضًا “إعادة تدريب” مثانتك، وزيادة الوقت تدريجيًا بين زيارات الحمام. تمارين كيجل مفيدة أيضًا.
– الأدوية أو التحفيز الكهربائي أو الجراحة: يصف الأطباء أحيانًا الأدوية (أو حقن البوتوكس في المثانة) التي تمنع تقلصات المثانة النشطة. التحفيز الكهربائي لأعصاب المثانة يساعد في بعض الحالات، ويتم اللجوء للجراحة للحالات الشديدة لزيادة كمية البول التي يمكن لمثانتك تخزينها.