Main Newsارآء

نضال الزبيدي يكتب.. خبير استراتيجي

كتب:نضال الزبيدي


جوردن ديلي – قد نكون نحن معاشر العرب أكثر أمم الأرض كرماً وسخاءاً في صرف لقب “خبير استراتيجي”، فهذا خبير استراتيجي عسكري، وذاك سياسي وآخر للاوبئة ورابع للزلازل…وعاشر للكوارث الطبيعية.

والاستراتيجية، بمفهومها الشامل والمتعارف عليه، هي “خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد باستخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير”. ولا ادري وبناءاً على هذا التعريف، ما هي الخطط والرؤى التي قدمها لنا معاشر”الاستراتيجيين” المبجلين؟!

واذا ما تحدثنا عن الاستراتيجيات في الاردن، فنحن أسياد في هذا المجال، ونعد من أكثر دول العالم انتاجاً للاستراتيجيات ،واستهلاكاً لها، حتى اصبح لدينا فائض منها، نسعى لتصديره للخارج.ومن باب التذكير، لدينا استراتيجية وطنية للشباب ، والاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية، والاستراتيجية الوطنية للسياحة والاستراتيجية الوطنية للتعليم، والاستراتيجية الوطنية للمرأة، والاستراتيجية الوطنية للامن الغذائي وغيرها الكثير.

لقد بتنا بحاجة لاستراتيجية وطنية شاملة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات!

قبل يومين شاهدت أحد “الاستراتيجيين” على إحدى المحطات الفضائية، حيث عرّفته المذيعة بإنه “خبير ذكاء اصطناعي” ،وبالكاد استطعت ان أفهم طلاسم ما الذي يريد ان يقوله،لا لقلة إدراكي،لكن لمعلوماته المبهمة ، ولعدم تماسك افكاره وتشتتها ، حتى خلت نفسي اني بحاجة “لخبير استراتيجي” آخر ليفسر لي ماذا الذي يحاول ان يقوله ذلك “الخبير”. وليس من قبيل الصدفة، اني اكتشفت انه هو نفس الشخص الذي رأيته قبل عام او أكثر، يعّرف نفسه على انه “خبير استراتيجي في شؤون الطاقة”.ولا أدري ما علاقة هذا بذاك، اللهم الا اذا كانت “الطاقة” التي يتحدث عنها ذلك الخبير هي “طاقة رزق” له، يتكسب من خلالها بعضاً من الدولارات لقاء ظهوره الاعلامي “الاستراتيجي المميز”.يا له من “وغد”!

وبمناسبة الحديث عن الطاقة ،يقول مسؤول في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، تعقيباً على الزلازل التي حدثت مؤخرا “إن الزلازل الأخيرة التي حدثت في تركيا وسوريا وإيران، تؤثر سلباً على وجود النفط في الأردن، وتؤدي إلى تسرب النفط إلى أماكن أخرى”.

وهنا اقول لذلك المسؤول، والذي يمكن ان يكون ايضا خبيراً استراتيجياً :هل كنا نعيش نعيم خيرات النفط قبل الزلزال، حتى نتحسر على تسربه وتحركه،بيمن الله ورعايته،الى بلدان أخرى؟َ!

لكن لحظة،ربما يجب علينا أن نحسن الظن،فلعل تصريح ذلك المسؤول جاء ليقول لنا:لقد كنا معشر الشعب الاردني على موعد للخروج من عنق الزجاجة،لولا ذلك الزلزال اللعين! تباً له ، ولكورونا ولإنقطاع الغاز المصري!

والخبراء الاستراتيجيون،لهم مواسم ينتشرون بها كالفطر، فهم يظهرون وقت الازمات والكوارث الطبيعية والاوبئة: انفلونزا الخنازير، والطيور، وكورونا والآن شؤون الزلازل وارتدادتها.

في هذه الأيام ،نصحيتي لكل شابة وشاب جامعي عاطل عن العمل،أو ممن تقاعد ولم يجد عملاً، ان يقرأ ما تيسر له من معلومات عن الحيوانات وامراضها وطرق تعقيمها وكيفية التعامل معها.مطلوب “خبراء استراتيجيين” في شؤون الكلاب، وتحديداً الضالة منها، اما الـ”جيرمان شيبرد و يوركشاير تيرير”،فلا حاجة لكم بها،هي في نعيم.

Back to top button