جوردن ديلي– هل لدخول الفرقاطة الأمريكية التابعة لأسطول حاملة الطائرات الأمريكية يو.اس.اس بوش إلى البحر الأسود لاول مرة منذ بداية عام 2022 في خضم المشهد المنفلت بعد زلازل تركيا، والخوف الروسي على أن يتكرر المشهد في جزيرة القرم الروسية سببا رئيسيا في كشف انتشار التكنولوجية التكتونية للدول العظمى؟
هل من الممكن أن يكون الزلزال قد أصبح سلاحاً وتنفرد قوى دولية بعينها بامتلاكه وتقوم بتوجيهه صوب أعدائها بدلاً من الدخول في حروب وتكبُّد نفسها خسائر سواء بالعتاد أم بالارواح.
هل يعني هذا أننا دخلنا عصر الزلازل التكنولوجية الصناعية؟
إن الفكرة لها أساس بالفعل، وقد راودت علماء ومتخصصين من قبل، وإن المعلومات والحقائق وخلاصة الأبحاث في هذا المجال قد تثير الدهشةَ.
بدءاً يدخل ذلك تحت ما يسمى بالأسلحة التكتونية، ويمكن من خلالها، كما جاء التحكم بالزلازل وتطويعها كسلاح فتاك. والمثير للدهشة، أن دول كبرى مثل الاتحاد السوفييتي السابق وأمريكا بدأت برامج لتطوير هذا النوع من الأسلحة منذ زمن، وأحاطتها بسرّية بالغة، وتم إجراء تجارب فعلية وراح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى في دول عديدة من جراء زلازل تسببت فيها الدولتان.
هل يتوفر معدات حديثة يمكنها التمييز بين كون الزلزال طبيعياً وكونه صناعياً تكتوكيا؟ فالتباعد بين طبقات قشرة الأرض بعد الزلزال تكون بسنتمترات محدودة، لكن التباعد الذي حصل في زلزال تركيا احدث تباعدا يصل إلى حوالي الثلاث أمتار، وهذا شيء مذهل جدا.
علماء جيولوجيا أكدوا إمكانية حدوث ذلك من خلال 5 طرق، إما بحقن الأرض بسوائل معينة، أو استخلاص سوائل منها تؤثر في توازن الصفائح التكتونية بإجراء نشاط نووي، أو عن طريق الحفر أو التعدين واقلها سرعة بالتاثير إقامة سدود ضخمة.
أما شرارة البرنامج الأمريكي لتطوير الأسلحة التكتونية فقد انطلقت من خلال أبحاث عالم يوغسلافي يدعى (نيكولا تيسلا)، وخصوصاً كتابه الشهير (تيسلا والاختراعات المفقودة)، وقد اخترع جهاز يمكنه إثارة اهتزازات في القشرة الأرضية، ورغم قيامه بتحطيم جهازه خوفاً من عواقبه الخطيرة فإن أفكاره ساعدت الأمريكان على الانطلاق في تطوير السلاح التكتوني الفتاك.
الاسلحة التكتونية وابحاث الشفق، والتي ظهرت تقارير عنها كثيرة مؤخرا. وبالرغم من خطورة تطوير السلاح التكتوني، وفق تكنولوجيا (تيسلا)، فإن أمريكا ممثَّلة في البنتاغون أقامت أكبر مشروع من نوعه في هذا المجال تحت ستار (أبحاث الشفق) ويحمل اسم (هارب HAARP).
ورغم أن الهدف المعلن للمشروع هو ضخّ كميات من الطاقة في الغلاف الجوي بغرض إبعاد السماوات عن الأرض باستخدام موجات لاسلكية عالية التردد، إلا أن الهدف الحقيقي منه هو تطوير سبل جديدة في تكنولوجيا الاتصالات والمراقبة، ومساعدة المؤسسة العسكرية، وإرسال إشارات للغواصات النووية، وكذلك لباطن الأرض، وقد تسربت معلومات من باحثين تقول إن المشروع يقوم لتحقيق أهداف سرّية أخرى مثل تطوير أسلحة لتعديل الطقس، والتحكم في العقل البشري وتطوير أسلحة تكتونية أو مثيرة للزلازل.
ونقلت التقارير اعتقاد باحثين بأن أجهزة إرسال مشروع (هارب) تبحث في ظاهرة الكهرومغناطيسية أو البلازما التي تتصل بالأنشطة الزلزالية والحركات التكتونية، أو بمعنى أدق أبحاث (تيسلا)، وهذه الظروف الكهرومغناطيسة تحرِّض الصخور التكتونية على الحركة والتصدع. وقد أثار المؤلف (جيري سميث) صاحب كتاب (هارب.. سلاح المؤامرة الأخير) أبعاد المشروع الحقيقية، مشيراً ومحذِّراً من أن المشروع يهدف إلى إثارة الفوضى على سطح الأرض، وأنه قائم على أبحاث (تيسلا). ولوزير الدفاع الأسبق (ويليام كوهين) تصريح مسجَّل لوكالة (رويترز) تحدَّث فيه عن الاهتمام الأمريكي بتطوير الأسلحة غير التقليدية مثل الكيماوية والبيولوجية والكهرومغناطيسية التي تتسبب في ثقب الأوزون والتي تثير البراكين والزلازل، حسب قوله.
ولعل ما يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، قيام أمريكا بتطوير هذا السلاح مقتل وزير التكنولوجيا والعلوم (هيديو موراي) في جامعة (اوم شرينكيو) اليابانية طعناً بالسكين في مؤتمر صحفي بطوكيو عام 1995 بعد لحظات قليلة من طرحه في المؤتمر احتمالية أن يكون زلزال كوبا تم تنشيطه بواسطة قوى كهرومغناطيسية أو جهاز متصل بالقشرة الأرضية، والواضح أن معلومات كانت لديه، ورأت جهات مسؤولة في موته ضماناً لسرّية مشروعاتها.