جوردن ديلي _ أجابت منظمة الصحة العالمية، من خلال مقابلة تلفزيونية، عن أسئلة تتعلق بلقاحات كورونا، وقدمت توضيحات مهمة بشأن الوقت المناسب بين جرعتي المطعوم، مع بيان أهمية الحصول على الجرعة الثانية.
وأوضحت المنظمة في المقابلة التي ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، مدى إمكانية اختلاف الجرعتين مصنعيا، بحيث تكون الأولى مُصنّعة في شركة، والثانية في شركة أخرى.
وأشارت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، الدكتوره سمية سواميناثن، خلال حديثها لبرنامج (Science and 5)، الذي تقدمه فسميتا قوبطة، إلى طرق وإجراءات التأكد من عدم وجود آثار جانبية على المدى الطويل للقاحات.
س 1 : دعينا نتحدث عن جرعة اللقاح، ما هي توصيات منظمة الصحة العالمية وكم من الوقت يجب أن يكون بين الجرعتين، وماذا لو لم أستطع الوصول إلى جرعتي الثانية؟ أو ماذا لو فاتتني جرعتي الثانية تمامًا؟
ج 1: هذا سؤال مهم، هناك الكثير من اللقاحات قيد التطوير الآن، ويتم إعطاء كل منها في جداول جرعات مختلفة قليلاً، وتحتاج معظم اللقاحات التي يتم تطويرها إلى جرعتين على الأقل، ولكن هناك بعض اللقاحات مرشَّحة لتُعطى بجرعة منفردة. كما أن الفاصل الزمني بين الجرعتين يعتمد على اللقاح الذي تحصل عليه، كما يعتمد على السلطات المحلية والحكومة التي ستضع الإرشادات وستعلمك متى يجب أخذ الجرعة الثانية.
يتم إعطاء اللقاحين حاليًا بفارق ثلاثة إلى أربعة أسابيع بين الجرعة الأولى والثانية، ولكن هناك بعض البيانات عن بعض اللقاحات مثل لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca)، بأن تأخير الجرعة الثانية حتى 12 أسبوعًا يمنح مناعة أفضل. أما عن تفويت الجرعة الثانية أو التأخير، فمن المهم الحصول على الجرعة الثانية إذا كان اللقاح مجدولًا لجرعتين، ولايهم إذا كان مبكرًا ببضعة أيام أو متأخرًا ببضعة أيام أو حتى أسبوعين، بل المهم هو الحصول على تلك الجرعة الثانية. وذلك لأن الجرعة الأولى تقوم بتقديم هذا المستضد الجديد للجهاز المناعي لتهيئته، والجرعة الثانية هي التي تعطي دفعة فعلية لجهاز المناعة بحيث تتكوَن استجابة الأجسام المضادة وكذلك استجابة الخلية التائية. هذه الأجسام قوية للغاية وتطور أيضًا استجابة للذاكرة الخلوية تستمر بعد ذلك لفترة طويلة، بحيث عندما يستقبل الجسم هذا المستضد أو هذا البروتين الفيروسي مرة أخرى، فإنه يعرف أن عليه الاستجابة بسرعة.
س 2:سمية، هل يمكن أن تكون هاتان الجرعتان من مُصنعين مختلفين؟
ج 2: مرة أخرى، العلم يتغير ويتطور وقاعدة المعرفة تنمو، والآن هناك تجارب سريرية جارية في بعض البلدان التي تبحث في قابلية التبادل، مما يعني أن تكون الجرعة الأولى بلقاح ما والجرعة الثانية بلقاح مختلف، وربما حتى منصة مختلفة من اللقاح، واستناداً إلى علم المناعة قد يكون هناك أسباب تجعل ذلك منطقيًا. ومع ذلك في الوقت الحالي، لا توجد بيانات كافية للتوصية بهذا النوع من جداول الجرعتين القابلة للتبادل، وحتى الآن فإن البروتوكول المقترح الذي وضعته منظمة الصحة العالمية من مجموعة (SAGE) حول كيفية استخدام اللقاحات، قد قمنا بتطبيقه على لقاح (Pfizer)، ولقاح (Moderna)،ولقاح (AstraZeneca). وحالياً تقوم مجموعة الخبراء الإستشارية الإستراتيجية حول التمنيع (SAGE) بمراجعة البيانات من اللقاحات الأخرى الموجودة في طور الإعداد، ولذا نحتاج إلى اتباع ما ورد في هذا البروتوكول المقترح. في الوقت الحالي، يُوصى بتناول الجرعة الثانية من نفس نوع اللقاح الذي أخذتَ منه الجرعة الأولى.
س 3: تم تطوير هذه اللقاحات ضد كوفيد -19 بسرعة غير مسبوقة، فكيف تأكدنا من عدم وجود آثار جانبية على المدى الطويل لهذه اللقاحات؟
ج 3: إن تطوير اللقاح عملية معقدة تمر بمراحل مختلفة، بدءًا من الدراسات على الحيوانات، مروراً بمراحل التجارب السريرية على البشر، وتتم المرحلة الأخيرة (المرحلة 3) عادةً على عدة آلاف أو عشرات الآلاف من الأفراد، حيث يتم إعطاء نصفهم دواءً وهمياً (Placebo)، ويتم إعطاء النصف الآخر اللقاح الفعلي، ثم يتم متابعتهم لفترة زمنية، عادةً لعدة سنوات. ثم القيام بتقييم فعالية وسلامة اللقاح.
الآن وبسبب الوباء والحاجة إلى إخراج هذه اللقاحات بسرعة لإنقاذ الأرواح، كانت مدة المتابعة شهرين بدلاً من سنوات وتم منح تصاريح استخدام الطوارئ لهذه اللقاحات، مما يعني أنها لاتزال قيد المراقبة. هناك لاتزال أنظمة سارية في البلدان لتتبع الأشخاص، وهي تقوم بتسجيل والإبلاغ عن أي أحداث سلبية خطيرة أو أي أحداث أخرى.
منظمة الصحة العالمية لديها نظام اليقظة الدوائية ونحن نعمل مع المنظمين والشركات المصنعة، وأيضًا مع البلدان التي أنشأت أنظمة مراقبة السلامة، بحيث نراجع باستمرار الآثار السلبية التي يتم الإبلاغ عنها في النظام، ونقوم بالتحليل والبحث عن الارتباطات التي تتعلق بالآثار الجانبية وحول ما إذا كانت هذه مجرد صدفة أو ما إذا كانت مرتبطة بالفعل باللقاح، ثم وضع التنبيهات أو الإرشادات بناءً على ذلك.
حتى الآن نعلم أنه تم تقديم أكثرمن 150 مليون جرعة من اللقاحات حول العالم، وحتى الآن كانت إشارات السلامة مطمئنة. لم يكن هناك أي شيء غير مرغوب فيه حدث مع أي من اللقاحات التي تم طرحها بالفعل على نطاق واسع، لكننا سنستمر في مراقبة هذا الأمر بحذر شديد، وإذا كان هناك أي دليل على وجود علاقة بين اللقاح والآثار الجانبية، فسيتم تحليلها وتحديث الإرشادات للدول من وقت لآخر.