جوردن ديلي – ضمن برنامج المنح الصغيرة الممول من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، تم عقد ورشة “اللاعدالة الفراغية وإدماج الشباب من خلال مبادرات المجتمع المدني” في عمان وذلك في يومي 30 و31 الشهر الماضي، بتنظيم وإعداد الباحثات الشابات؛ د. ديالا الطروانة، رئيسة قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية، والمهندستين المعماريتين غيداء الصناع وهديل القطامين.
حضر الورشة طيف واسع من مؤسسات المجتمع المدني المحلي والدولي والقطاع الحكومي والقطاع الخاص وأكاديميين وناشطين شباب، واشتملت الورشة على عدة محاور أهمها تعريف العدالة الفراغية في المدينة ودور الشباب والمجتمع المدني في عملية صنع القرارات المتعلقة بتشكيل المدينة.
يعد مفهوم العدالة الفراغية من المفاهيم الحديثة التي تتقاطع مع عدة علوم من أهمها التخطيط الحضري وعلم الاجتماع ويعني بشكل مبسط “التوزيع العادل والمتكافئ للموارد والفرص ذات القيمة الاجتماعية على السكان وتمكينهم من استخدامها”.
وتأتي أهمية مفهوم العدالة الفراغية/ المكانية من إضافة البعد الفراغي للعلاقات الاجتماعية التي تؤدي للمظالم وانعدام المساواة أو العكس، وبالتالي تكوين نهج عملي يساعد الباحثين وصناع السياسات والقرارات على حد سواء على تشكيل فراغات المدينة بما يراعي تحقيق العدالة الاجتماعية للسكان.
وعلى مدى يومين متواصلين، تم استعراض العديد من التجارب والمبادرات المجتمعية الفردية والمؤسساتية التي تهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية في أماكن متنوعة من مدينة عمان ومع فئات مستهدفة متعددة، حيث شارك بالحضور من القطاع المدني مؤسسة “رواد التنمية” ممثلة بالسيدة سمر دودين، ومشروعي “ديوانية وسوق فن” ممثلين بالدكتور سامي الحوراني، ومبادرة “حارة” ممثلة بالسيد محمد أبو عميرة، مبادرة “ذكرى” ممثلة بالسيد ربيع زريقات، مؤسسة “صداقة” ممثلة بالسيدة سهر العالول ومي منصور، شركة “الأردن المهيأ” ممثلة برئيسها التنفيذي السيدة حكم القسوس، ومبادرة “الأردن العيش المستقل” ممثلة بالشابة هديل أبو صوفة. والمجلس الأردني للأبنية الخضراء ممثلا بالمهندسة هند الحديدي، بينما شارك من القطاع الحكومي ومن أمانة عمان تحديداً المهندس والمخطط الحضري أحمد زياد.
على الصعيد الدولي، تم عرض عدة دراسات تدرس العلاقة بين الأماكن العامة، منظومة النقل، والأحياء السكنية والسكان مع تركيز على استدامة وشمولية البنية التحتية لكل فئات المجتمع، حيث حضرت الورشة كل من “الجمعية الألمانية للتعاون الدولي” ممثلة بالباحثة Rebekka keuss، ومؤسسة “فريدريتش إيبرت ناومان” ممثلة بالمهندسة رونيا شايفر والمهندس فراس سويدان، ومشروع “USAID Cities” ممثلا بالمهندسة رهام ماضي.
وضمن محور مشاركة الشباب في تحقيق العدالة الفراغية تم استضافة عدة شباب مبدعين نفذوا مبادرات مجتمعية حضرية تلبي احتياجات حقيقية للسكان، مثل مبادرة “بلدك” ممثلة بالسيد معاذ السعيد، مبادرة “وسع بيتك” ممثلة بالمهندسة ليلى عبدالمجيد، مشروع “Nomad” ممثلاُ بالمهندسة دانا الفايز، ومبادرة “امش معها” ممثلة بالسيد حسن رحال والآنسة نادين جويد.
وفي إطار الأكاديميا، قدمت كل من د. رنا آيتوغ، د. آية مسمار، د. نماء القضاة مجموعة نتائج دراسات وأبحاث مختلفة تتناول علاقة المكان وتصميمه بالإنسان والتفاعل القائم بينهما والذي يؤثر في الأنماط المعيشية والعلاقات الاجتماعية بين السكان. بالإضافة لعرض نماذج لبحوث تشاركية مع الشباب لتشكيل فراغات حضرية ذات شمولية وتفاعلية أكبر.
تشارك الحضور ردود فعل إيجابية حول محتوى الورشة والتنوع الكبير بين المتحدثين في المشاريع والجهود المبذولة لجعل مدينة عمان مدينة أفضل وأكثر عدلاً، حيث رسم المتحدثون صورة متناغمة ومتكاملة لفريق يعمل في ميادين مختلفة على جعل النسيج الحضري لعمان أكثر منعة وصمودا أمام التحديات الاجتماعية والاقتصادية بسواعد وعقول محلية وملهمة وبمشاركة شبابية حقيقية وفاعلة.