جوردن ديلي – يقاوم الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية النرويجي ، البالغة أصوله 1.3 تريليون دولار- نيكولاي تانغين الضغوط لبيع الأسهم الروسية الآن، مشيراً إلى أن القيام بذلك سيكون بمثابة “هدية” إلى الأوليغاركية في روسيا.
ويُعَدّ الصندوق، الذي يقع مقره في أوسلو، أكبر مالك للأسهم المتداولة بأسواق المال في العالم، بمحفظة تضم أسهماً لنحو 9,000 شركة، ويستثمر نحو 0.2% من أصوله في روسيا. وفي هذا السياق طالب حزب معارض ومنظمات نرويجية أخرى بالتخلي عن الاستثمارات الروسية بعد أن شنّ الرئيس فلاديمير بوتين غزواً واسع النطاق لأوكرانيا يوم الخميس.
وقال تانغين في مقابلة عبر الهاتف يوم الجمعة: “إذا كنتم تعتقدون أن بيع الاستثمارات في روسيا سيؤثّر سلباً في الأوليغاركية الروسية فإن العكس سيحدث، فإذا بعنا كل ما يتعلق بروسيا الآن فسيكون ذلك هدية للأوليغاركية الذين يشترون أسهمنا، وبالتالي إذا تخلصنا من الأسهم بسعر رخيص فسيحصلون على هدية”. وأضاف أن صندوق الثروة لم يشترِ أي أسهم روسية أيضاً.
علاوةً على ذلك، قال تانغين إنّ صندوق “نورغيس بنك إنفستمنت مانجمنت” تراجع “ما بين 7 و8%” هذا العام. وكانت العائدات 14.5% في عام 2021، أي ما يعادل نحو 176 مليار دولار، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى المكاسب في أسهم التكنولوجيا والبنوك على خلفية التحفيز القياسي خلال الجائحة، وقد حذّر تانغين الشهر الماضي من أن حقبة انخفاض العوائد مقبلة.
وأشار تانغين إلى أن الحرب تُلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية، مضيفاً: “الوضع الجيوسياسي، والتضخم، وتحركات البنوك المركزية، أمور غير واضحة”.
وتأسس الصندوق في التسعينيات لاستثمار عائدات النفط والغاز النرويجية في الخارج، وقد اتّبع إرشادات أخلاقية صارمة منذ عام 2004، بما في ذلك حظر أسلحة معينة، والتبغ، ومعظم الاستثمارات في الفحم. وعند سؤاله عن الجوانب الأخلاقية للاستثمار في روسيا خلال الوضع الحالي، قال تانغين إنّ الصندوق يتبع إرشادات مجلس الأخلاقيات المستقل.
واضاف : “نستثمر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم في أكثر من 9,000 شركة، وفقاً لمؤشر يشمل روسيا أيضاً، ونحن صندوق مرتبط بالمؤشرات نسبياً، ومن الطبيعي أن يكون لدينا مصالح ملكية في الشركات المدرجة في المؤشر”.