ارآء

لملمة الجراح

الدكتور بسام العموش


جوردن ديلي – في ظل هذا العالم المتلاطمة أمواجه والذي تحكمه القوة لا الحق، والمغامرات وليس الحكمة، لا بد من انقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا بد أن ينتبه أهل كل بلد لبلدهم ليكون قويا قادرا على الصمود، فالعالم اليوم لا أمان له ولا استقرار فيه ولا أمن ولا احترام لحقوق الإنسان. عالم متحضر في الشكل متخلف في المضمون، عالم يستخدم ما توصل إليه العقل البشري في الشر والتهديد وتركيع الأمم وسلب الخيرات، أنه عالم مادي بلا أخلاق ولا مبادئ، يتحدث عن الإنسانية وهو قاتلها، يتحدث عن تمكين المرأة وهو المتاجر بها، يتحدث عن التعاون بينما الحروب لا تتوقف. أنه عالم عارٍ مكشوف لا يستحق الأقوياء فيه أي احترام لأنهم في صراع الدببة يدوسون الصغار والضعفاء والمساكين والغلابى.

إنه غابة بكل معنى الكلمة. فماذا نفعل في خضم هذا الوصف السلبي للعالم؟ علينا لملمة جراحنا فيما بيننا، نسد الثغرات لا بالكلام والمواعظ بل بالعمل الجاد الحقيقي كي نستعيد الثقة المفقودة والتي نتج عنها اللعن والشتم والاتهام، ونتج في بعض البلدان صراعات دموية داخلية نراها في شوارع اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان والسودان والصومال والصحراء الغربية، وفي فترة سابقة في الجزائر وتشاد.

علينا أن نكون على يقين أننا اذا لم نتدارك أنفسنا فإن النيران قد تمتد إلينا. ولطالما كنا في الأردن نستبق الأحداث ونعد العدة لمواجهة الصعوبات.

لا مناص من لملمة الجراح والبدء بمرحلة جديدة تقودها إدارة طوارئ في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والإعلام. قيادة قدوة في نظافة اليد وعلى علم بالذي تريد وعندها فقه الأولويات فديوننا تزداد وأعداؤنا كثر واداراتنا مترهلة وطرقنا محفرة مخزية. لن تفيدنا شتائم بطولات الفيديوهات، ولا فشة الغل ولا البطولات الفردية ولا الكلمات النابية.

المطلوب أن نلملم الجراح وليس خداع أنفسنا ولا الضحك على الذقون ولا استزلام الأشخاص ولا الرش على الشباب لأننا نريد إنقاذ أنفسنا ووطننا إلى شاطئ الأمان.

 

Check Also
Close
Back to top button