كتب : نضال الزبيدي
جوردن ديلي – النجاح ، مسيرة من العمل الجاد والدؤوب ، تواجهه صعاب وتحديات واحياناً إخفاقات ، الأهم من ذلك هو المحافظة على ما تم إنجازه لإن العبرة عادة ما تكون في النهايات .
الشركة العربية لصناعة المبيدات والادوية البيطرية – مبيدكو ، مثال حي وواقعي على مسيرة طويلة من النجاحات والانجازات بفضل حكمة إدارتها التنفيذية ورؤيتها الثاقبة ودعم مجلس إداراتها .
فالشركة التي تأسست في العام 1991 بمدينة الحسن الصناعية في محافظة إربد برأسمال متواضع تم جمعه من قبل المؤسسين من ذوي الاختصاص لإنشاء شركة تعنى بصناعة المبيدات الحشرية الزراعية والمنزلية والبيطرية ، سرعان ما تحولت في العام 2005 الى شركة مساهمة عامة بفضل تفاني واخلاص القائمين عليها ورغبة مستثمرين من غير المؤسسين للدخول والاستثمار في الشركة ، فضلا عن ثقة أولئك المستثمرين بحسن إداء إدارتها وعلى رأسها المدير العام للشركة منذ تأسيسها ، السيد محمد عقل عويس وفريقه الاداري والفني وموظفيه .
وحتى لا يبدو المقال موضوعاً إنشائياً ، نورد هنا بعض الارقام التي تدلل على صدق الانجازات التي تحققت ، فالشركة ومنذ العام 2006 لم تغب التوزيعات النقدية عن سجلاتها ، حيث قامت بتوزيع ما يزيد عن 145 بالمئة من رأسمالها ، ناهيك عن توزيعات الاسهم المجانية ! وهو بلغة العقل والمنطق من أفضل الشركات التي يمكن الاستثمار بها سوق عمان المالي ، إن لم يكن أفضلها وأكثرها أماناً .
وتظهر نتائج الشركة للربع الاول من هذا العام أنها حققت ربحا صافياً تجاوز 1.2 مليون مقارنة مع 800 الف دينار لنفس الفترة من العام الماضي ، ما يعني ان الشركة مستمرة في تحقيق النتائج المبهرة في زيادة الايرادات وتقليص كلف الانتاج ، ما ينعكس بالضرورة على صافي الارباح .
صافي موجودات ” مبيدكو ” إرتفعت الى أكثر من 34 مليون دينار العام 2020 مقارنة مع ما يصل الى 30 مليون دينار لعام 2019 كما وارتفعت صافي حقوق المساهمين الى ما يزيد عن 22 مليون دينار العام الماضي مقارنة مع 20.4 مليون دينار لعام 2019 ولدى الشركة ما يزيد عن 12 مليون دينار ما بين احتياطي اجباري واختياري وارباح مرحلة ، حيث سيستخدم جزء من هذا المبلغ في رفع رأسمال الشركة من خلال إصدار أسهم مجانية للمساهمين .
الشركة وضعت هدفاً لها وهو أن تكون الشركة الاولى في مجال تصنيع الادوية البيطرية والمبيدات الزراعية في الشرق الاوسط ، وعليه فقد وسعت ” مبيدكو ” من اعمالها واستثماراتها لتؤسس شركات لها في السعودية وسوريا وموريتانيا ، فضلا عن استثمارها في شركة محلية لصناعة الاعلاف في الاردن وشركة دلتا للاستثمارات المالية .
لقد استطاعت ” مبيدكو ” فتح اسواق جديدة لها خارج المنطقة العربية لتصل منتجاتها الى أكثر من 30 دولة في اوروبا وشمال ووسط افريقيا وجنوب شرق أسيا وأمريكا اللاتينية سياستها التسويقية الحصيفية وجودة منتجاتها وتنوع أصنافها ،
هذا وتبلغ الحصة السوقية لمبيعاتها من المبيدات والادوية البيطرية ما يصل الى 17 بالمئة من بين 26 شركة محلية مصنعة للادوية البيطرية و 9 شركات مصنعة للمبيدات في الاردن .
ولا يخفى على أحد الاضرار الكارثية على احدثتها جائحة كورونا على اقتصاديات دول العالم ما إضطر تلك الدول الى اغلاق مطاراتها وموانئها البرية والبحرية ما تسبب في ارتفاع اسعار المواد الخام للعديد من الصناعات والقطاعات الحيوية وارتفاع اسعار الشحن ما أثر بطبيعة الحال على ايرادات الكثير من الشركات .
” مبيدكو ” وبفضل إدارتها الناجحة إستطاعت ان تحول تلك التحديات الى فرص نجاح وانجاز ، حيث استحدثت خطاً لإنتاج المعقمات ليعوض النقص الحاصل في إيرادات المبيعات في القطاعات الزراعية والبيطرية ، فضلا عن تخطيطها المسبق بشراء كميات جيدة من المواد الخام كإحتياط استراتيجي لمواجهة تلك الازمة بفضل الاحتياطات المالية المتوفرة لدى الشركة .فكان الاستغلال الامثل لتلك الموارد .
وكانت النتيجة ان حققت الشركة ارباحاً زادت عن 3.3 مليون دينار وبزيادة مليون دينار عن العام الماضي ! حيث وزعت ارباحا نقدية 10 بالمئة على المساهمين وأقرت زيادة رأسمال الشركة من خلال توزيع أسهم مجانية على المساهمين بقيمة 25 %من رأسمالها وذلك من الارباح المدورة والاحتياطي الاختياري وذلك برفع رأسمال الشركة من 12 مليون الى 15 مليون دينار ، لتصل بذلك نسبة التوزيعات المجزية هذا العام الى 35 بالمئة ما بين أرباح نقدية وأسهم مجانية . هنيئاً للمساهمين !