ثقافة و فن

إكرام أسطى تكتب: جميله

إكرام أسطى 


جميله اللي قلبي حبها

ما انصفها غير بعد ما ماتت

يوميتها اعطيتها حبي وحناني ودموعي

اما بحياتها

خذلتها

انا وكل اهل بلدها خذلناها وظلمناها

رغم انها

كانت حبيبة قلبي

بس كنت مقهور بدي اياها ترجع مثل اول جميله الحلوه اللي مثل فراشات البستان

ما بنسى فرحتها لما كانت تلمحني جاي تلاهم

انا اللي كنت اخلق الف عذر عشان اشوفها

بقيت ازور دار عمي بحجة اني بدي اساعد عمي

اضل اشتغل واحطب واحصد طول اليوم مع عمي

بس عشان اشوفها

حاولت مره اخرفها وهي مروحه من المدرسه

خافت وهربت

صحت فيها

ولك هي يا جميله يا بنت عمي ليش هربتي شو شايفتيني قرد ضحكت وقالت

قرد يحملك

لو يشوفني ابوي بخرفك يمكن يذبحني

وبعد مية اااه ويا ولداه

تا رضت تخرفني

واسمع صوت ضحكتها

بعد ما ابوي طلبها وقرينا الفاتحه

ويا فرحتنا اللي ما تمت

يوم صحينا الصبح على صوت طخ وصراخ

كانوا اليهود محاصرين دار عمي بحجة انه في مطلوب متخبي عندهم

وبس فتشوا الدار وما لقوا حدا

اخذوا عمي بتهمة هو بري منها

قالوا انه بساعد الارهاب

واصلا همه الارهاب والارهابيين

ضربوه قدام اهله

حاول يقاومهم ويفلت منهم ضربوه رصاصه اردوه شهيد قدام مرته وبناته

من يومها وجميله مش جميله

هالورده المفتحه انفجعت وخافت

وعلى اثر هالموقف قعدت ايام وليالي فاقده النطق

وبعد شهرين واحنا نلف فيها على الدكاتره والشيوخ

ووصفات شدّة الطربه

رجعلها النطق

بس كانت إتأتىء ودايما خايفه

ومن يومها تغيرت حياتها

امي نفذ صبرها وصابها يأس من جميله وشفاها وضلت تضغط عليه هي وابوي

تافسخت خطبتي منها

وتجوزت وحده من بنات خوالي

انجنت جميله بالمره

وصارت دايما حزينه وتخرف بحالها

وانا

كنت كل ما احاول افرح بعروستي

عذاب جميله وحزنها يذبحني

ومع الايام

جميله كبرت وكبر حزنها وبطلت تطيق الدار

بطلت مرت عمي تقدر تحبسها بالدار مثل اول

وصارت تتركها تطلع على البلد

بعد ما تجوزن خواتها وجابن اولاد

وهيه لسا قاعده وما في امل

تعبت البنت وذاقت الدنيا فيها

وصارت اللي كانت حلوة الحلوات

مسخره لكل اهل البلد

وبس تطلع من الدار يلحقوها الاولاد وهمه يصيحوا جميله المجنونه

شفتها من فتره قدام دكانة ابو صالح كانت تشكي

لعمة ابو صالح الختياره

اللي كانت دايماً قاعده على كرسي خشب صغير

قدام الدكانه

كانت تقول انه حتى خواتها

بفكرنها فعلاً مجنونه وما عندها احساس

رغم ان قلبها مليان احزان وقالت ( ولا وحححده من خواتي بتحححبني وبترضى تسسسمعني الا تمام هيه اللي بتحححبني وبتسسسسأل عني بس كل شهر بتزورنا مرررره جوزها بخخخاف على اولاده مممني ققال انا مجججنونه

نفسسسي يا عمممه لو تطلق جوزها وتيجي عنا ونظظظظل انا وياها سسوا

اييه خلص بديش اتخرف بضل اتعثر بالخراف الله يقطع العثره ويومها )

بقت عثرة لسانها تخونها وما تقدر تكمل الكلمه غير بعد ما تعيدها مرات

وراحت وهي تخرف حالها

والحجه خديجه عمة ابو صالح تهز

براسها وتضرب ايديها ببعض

وهي تقول يااا خسارتك يا جميله

يا حسرتي علىيكي

وانا اتطلع بحسره واقول

ااااه يا قهر قلبي عليكي

ولك يا جميله ايش اللي صار

مش انت جميله ست البنات اللي لسانها شبرين

ومن زينك وجمالك مش شايفه حدا من بنات البلد

ايش اللي جرالك يا حلوة

بقى نفسك تصيري عروس وتلبسي فستانك الابيض مثل باقي بنات البلد

خساااره كل البنات تجوزن وصارن عرايس

والحلوه ما صارت

سمعتها مره بتقول لامي ( يا ممممرت عم خخخذذذيني كنه الك والله ااااني معدله ونشيطه بسسسساعدك بشغل الدار

جججوزيني لعواد حححتى لو على ضره ااانا موافقه

وتعثرت بكل كلمه قالتها

وقالت خخخلص بطلت اتجوز ععععواد

لاني بببتعثر بالخراف بعرف هو بيخخخزى مني

اصلا انا كل ما اتعثر بالخراف بخخخزى من حححالي

والناس يضضضضحكوا

ععععليه يييه يقطع العثره ويومها )

وين ما راحت هالمسكينه الناس بتتمسخر عليها ولااا حدا بيبل قلبها بكلمة حلوه

حتى امها الحرمه التي ختيرت قبل اوانها

ما قدرت تتحملها وكانت عطول معصبه وتصيح فيها

وجميله حالتها تزيد وعثرة لسانها تزيد

وحزنها ما اله كاشف الا الله

الظاهر انه المحتل مش بس بيسجن وبيذبح وبيهدم وبيحطم بيوت

هو بيحطم نفسيات وقلوب

مرت عمي من حزنها

ما كانت تقدر تحتوي حزن بنتها

لانه كان قلبها مليان حسرات

على العكس كانت تزيده

حتى في يوم العيد على قولة جميله

كانت تبدا يومها بزيارة القبور وتظل كل يومها ترود تراويد الفقد والحسرات

وتنجن اذا تأخروا عليها اخوتها وزلامها

بقت جميله تشرب حزن امها وحسرتها لحالها

وتقول حزن امي هدددني وكسر قلبي

وين خواتي ييييجن يحملن هههمها معي

هن متجوزات و متهنيات بدورهن

وبس يجن عنا

امي بتتتقللهن كلوا يمه وروحوا يمه

مهي الدددار ذيقه والحمار رفاص وامي بتقدرش على صجة الاولاد

محححرومه اتسلى معععهن

بسسس بببشتغل وراااهن ووورا اولادهن

ومين يسمع شكواكي يا جميله

والناس بتفكر كيف تخلص منك

مبارح رحت احلق عند ابو فايز الحلاق بعد العصريات

قللي انه راح هو ومرته زار مرت عمي العبد الصبح

تايسأل عن حالها

ولا جميله جايه بصينية القهوه ولابسه ثوب مطرز بالقصب وداهنه وجهها بمية لون

حومره وبودره

بتفكروا جاي يخطبها لابنه

ومرت عمي نهرتها وقالتلها

( ولك جميله شو هاظ اللي مسويته بحالك يا مسخمه قالت مش انا يمه عروس وجاي ابو فايز يخطبني لابنه

قالت امها يخطب مين يا مسخمه هو حد بشتري الهم من دقن صاحبه

روحي خشي جوا اشلحي ثوبكي وغسلي هالسخام عن وجهكي اااخ بس لو الدار فيها زلام انكان عملتي هالعمايل يا غظيبه

طبعاً ضحك ابو فايز من عمايل جميله المجنونه على قولته وقال والله هالبنت مالها حل غير

واحد من حمولتها يذبحها قبل ما تخزيكوا وتوطي راسكوا هاي ليل نهارها داشره على حل شعرها

وعقل يبعث الله

تمنيت ساعتها لو اذبحه هو واذبح اللي ظلموها وكانوا سبب في جنانها

ومية كلمه غصت بحلقي

بقى نفسي اقله والله ظلمتوها مثلكم مثل اللي قتلوا ابوها قدامها

طلعت من عنده وعيني بقدحن شرار ومش شايف الفظا

لقيتها بالطريق بتركض رايحه على دارنا

وبايديها حامله جدايلها مقصوصه وثوبها مقصوص

ومقدد عليها

وقالتلي هي قصصصيت جدايلي وحتى قصيت ثثثوب امي المقصصصب عشان احرق قلبها مممثل ما احرقت قلبي

قلت يااا بييه يا حسرتي

هو هالجنان وخراب هالديار ماله اخر يا جميله

قالت ابلا فيه

اتتنجوزني يا عواد

بوعدك اقققعد بالدار واصير مرا رزينه

اصلا امي بدها توديني عند الششششيخ سلامه يقرا عليه ويعمللي حجاب اه

وارجع اصصصلح من اول

قلت يا جميله

لا يصلح العطار ما افسده الدهر يا بنت عمي

ارمي حملكي على الله

وارجعي هسا على الدار واقعدي عند امكي المسكينه

هيه محتاجه الكي

قالت

مششش بقيت انا عععروستك قبل ممممريم اااه يقطع العثرره

تعال واشرت على مصطبه جنب الدار

تعال انصصصمد جنبي على اللوج شششوف هاللوج ما احححححلاه ييبه بظل اتعثر بالخراف يقطع العثره ويومها

ما بعرف ليش من قد ما حزنت عليها

نهرتها وقلت لها قومي روحي هالاحين بسرعه قبل ما تعتم الدنيا ولا تظليش تطلعي على الحاره بكرا بتفظحينا وبتخزينا ساعتها رح اذبحكي واشرب من دمكي

رمتتني بجدايلها وشردت

وهي خايفه تقول تذذذبببحني لااااا لاااا

لا تذذبحني يا عععوااد انا بحححبك

لاااا انا ما بحبكش انا بخاف منك

بقى صوت عياطها وهي شارده وخايفه معبي كل الواد

خذلتها واستخسرت فيها حتى كلمه حلوه

وكنت قاسي عليها

وهيني اليوم صحيت على صراخ الاولاد بالحاره

وهه بطاردوا وراها

جميله المجنونه

ولما طلعت انهرهم

شفتها هاربه منهم بدموع عينيها

وبلحظه برمشة عين

دهستها سيارة وراحت بين عجالها

بدون صوت ولا شوشره

ماتت جميله

وكأنها ما كانت

ماتت بعد ذاقت عذاب كبير

وكانت ضحيه

مش بس للاحتلال وظلمه

لا هيه ضحيتي انا اللي المفروض اني اكون جوزها واسندها واادفع عنها

وضحية اهل بلدها اللي ظلمهم اقسى من ظلم المحتل

عرفت يوميتها انه احنا قبل ما نحارب المحتل لازم نحارب حالنا نحارب جهلنا ظلمنا سواد قلوبنا

عشان ننتصر على المحتل لازم ننتصر على حالنا بالاول

حملتها مثل العروس

زي ما كانت تتمنى

ودفنتها بايديه وحطيت جدايلها الحلوات فوق اكتافها

ودفنتها بثوبها المقصب وطرحه بقت لابستها على راسها

وهمست بذانها

جميله يا حبيبتي

ما قدرت انك تكوني عروستي بالدنيا

بس بوعدك غير تكوني

عروستي بالجنه

وغطيناها بالتراب

ودعينا انا واهل البلد

الله يزفها عروس للجنه

وانه

الله يرحمنا

Back to top button