لماذا الملك؟!
معن متروك
جوردن ديلي – تكررت خلال السنوات القليلة الماضية اتهامات وتشكيكات يوحي نمطها بأنها منظمة ومقصودة لذاتها، وكلما هدء أزيز إحداها تبعتها أخرى وجلها إن لم يكن كلها من ذات المصدر، الصحافة اليومية الامريكية والتي لو تجاوزنا الحدث المحدد لاقررنا بالاجماع بأنها صحافة موجهة من اللوبي الصهيوني ومن جماعات الضغط المرتبطة به، ولكن لضعف ايمان البعض تتحول قناعتنا بتكذيبها الى محاولة الاقتناع بصدقها.
بعيدا عن التهم الجاهزة والمعلبة، وبعيدا عن سذاجة الحكم المسبق وسطحية التلفيق والنعت بالتسحيج والعبودية الى اخره من اوصاف يطلقها البعض لمجرد الاختلاف بالرأي او عدمية الحجة، دعونا نحلل الحدث بالعقل لا بالنقل وان نحاول بالجهد الذهني المعتدل ان نستفهم الحال ونستدعي السبب والمسبب والنتيجة امام عدالة منصة الحكمة والمنطق المجرد.
لماذا الان وفي هذا التوقيت تنتشر بالونات التهم لجلالة الملك ومحاولة التشكيك في ذمته المالية ؟ لماذا هذا التكرر المنظم والنمطي في صياغة الشبهات التي يصعب او ربما يستحيل التأكد منها كونها وسبحان الله جميعها حدثت في عالم ما وراء البحار؟ لماذا لم تنصب منصات الشائعات خلال الفترات التي يدعي القوالون بانها حدثت فيها؟ مثلا الحديث عن حساب سويسري في ٢٠١٥ او ٢٠١٦ تم اغلاقه أين كان الضمير الذي يدعي الان بأنه يبتغي الحق في حينها ولماذا هذا السكوت حتى اليوم؟ اين كانت وثائق بندورا او بندورة لا فرق من معلومات الملكيات التي تدعي بأنها منذ سنوات ولماذا الان خرجت علينا ؟ ثم الا يوجد صحافة حرة وعادلة ونزيهة في العالم كله سوى هذه المتكررة في كل مرة ومن نفس الزاوية والاحداثيات ؟
لماذا لا يتم استهداف سوى شخص جلالة الملك والملكة من بين كل زعماء المنطقة وقادتها ؟ هل ينطفئ مصباح حقيقتهم امام ظلمة من نعرفهم في شرقنا الأوسط من مشايخ وولاة شواهد العيان على بذخهم وفسادهم لا تحتاج الا لعين مجردة ؟
بعيدا عن مساحات الجهل فإنني لا أرى ولا اعتقد بأن هنالك رابط لما يحدث سوى انها محاولات للنيل من شخصية جلالة الملك نتيجة لموقف او قرار، ولا أجد موقفا لجلالته سبب الألم للغزاة يستحق كل هذا الحقد والتلفيق سوى موقف جلالته من صفقة القرن ومن فوات المنفعه على السماسرة وباعة الأوطان والمتاجرين بالدم، ولذلك نجدهم في كل فترة يلوحون بسيف الباطل المثلوم وينثرون التهم جزافا ويخبطون خبط عشواء بلا ذمة ولا ضمير وينشرون اخبار كاذبة يستحيل على أحد ان يتحقق منها فجميعها مبني على مجهول ونقلا عن مصادر خاصة لا مكان لها الا في مستنقع ضميرهم الاسن.
أجزم بأن مليكنا الأردني الهاشمي بريء من هذا التلفيق والافتئات وأجزم بأن موقفه البطولي من صفقة القرن قد صفع خدودا نمت وربت على المال الحرام والدم الحرام، وأن فنجان العقل الأردني أكبر بكثير من زوبعة سخيفة وكلام ممجوج يقف خلفه أحمق أو متحامق، وأن القافلة سارت وستسير تاركة خلفها شذاذ الافاق وبضاعتهم التالفة حكما.
حمى الله الأردن ومليكه المفدى وشعبه العاقل والمتزن، وجنبنا الله شرور الفتن والمفسدين.