أي نوع من المتداولين أنت؟ مقدمة في سلوك التداول
ديمتريوس زامبوجلو
جوردن ديلي – هل بإمكاننا تحديد سلوك المتداولين وحصرهم في أنماط معينة والتفريق بينهم؟ كيف تؤثر الشخصية والمشاعر والحالة العقلية للشخص في قراراته التداولية؟ هل يتعلق البيع والشراء بالتجربة والمعرفة والمهارة؟ أم هناك أشياء أخرى؟ كيف يمكننا فهم متطلبات التداول الناجح؟ لنكتشف ذلك معاً في هذا المقال.
إن كنت تبدأ رحلة التداول اليوم، فأنت في خانة “المبتدئين”، وهنا يصبح التعلم والمعرفة أمران في غاية الأهمية بالنسبة لك. لماذا؟ لأنه سيتحتم عليك تبرير اختياراتك وإقناع نفسك باتخاذ القرارات الصائبة عند التداول. هذا ما يجعلك أقل قلقاً وأكثر ثقة عند دخولك الصفقات وانتهازك الفرص. عليك أيضاً تمرين عقلك على اكتشاف توجهات السوق الحديثة والتخفيف من الاحساس ببعض المشاعر كالخوف والطمع حتى تسمح لنفسك باختيار الأسواق المالية الرابحة. سيلعب التحليل دوراً هاماً في استراتيجيتك الرابحة، وعليك محاولة عدم الخروج مبكراً من الصفقات الرابحة وترك الخاسرة منها سارية إلى النهاية.
إن نظرنا للمتداولين بمنظور نفسي، وبعد استثناء المبتدئين منهم، سنرى بأنهم يندرجون تحت خمس أنماط رئيسية. الأول هم المتداولون أصحاب القدرة على توقيت السوق، والثاني اللذين يعرفون الوقت المناسب للدخول والخروج من الصفقات، والنمط الثالث هم المتداولون الأساسيون الذين يتخذون القرارات بناءً على معلومات السوق المتوفرة مثل الأخبار وغيرها، والنوع الرابع المندفعون اللذين يتخذون قراراتهم تحت تأثير العاطفة، والنوع الأخير هم المتداولون حسب التوجهات والقادرين على اكتشافها بمهارة.
المتداولون حسب توقيت السوق
إن كانت لديك صفات هذا النمط من المتداولين، فأنت تحاول أن تخمن ما هو اتجاه الأصل لتصنع ربحاً، كما أن تحديد زمن الدخول والخروج من الصفقة هو أمر في منتهى الأهمية لك. ستقوم أيضاً باستخدام التوجهات الاقتصادية والمؤشرات التقنية بهدف افتراض التوجهات المستقبلية وستسمح لنفسك أيضاً باستخدام التوجهات المضادة بشكل عكسي. وكمؤقت للسوق عليك أن تحاول خلق التوازن في أوقات الاحتفاظ بالأسهم فليست كل الصفقات قصيرة الأجل. ستكون قادراً أيضاً على اتخاذ قرارات طويلة الأجل وتعلم أهمية التحركات السلبية بسبب التقلبات في الأسواق المالية. ستكون على الأغلب كمتداول خلال اليوم الواحد ومؤمن بأن توقيت السوق هو المنهجية الصحيحة من أجل استراتيجية تداول مربحة.
المتداولون الأساسيون
إن كنت منهم، سينصب تركيزك على مختلف فئات الأصول وكيفية أدائها، كما ستحاول دوماً على إيجاد أسباب مقنعة لشراء أو بيع فئة الأصول وتحديد الوقت المناسب لذلك. كما ستجري الأبحاث وتقرأ الأخبار وتحلل البيانات، وتتنبأ بأداء الأصول في المستقبل. ستقوم يومياً بفحص محفظتك وتقييم حالتها وستبقى متيقظاً للبيانات العامة أو مؤشرات الأداء المبنية على الحقيقة والمنطق مثل معدلات الإيرادات عند التداول بالأسهم. ستقوم باللازم لإجراء مزيد من التحليل وتخمين الفرص مثل عمليات الشراء والاستحواذ أو البحث عن مزيد من الأسباب التي تدفع الأسعار للتحرك.
المتداولون المندفعون
يحاول هذا النوع من المتداولين تحقيق مكاسب كبيرة دون بذل جهد للتحقق من مدى صحة قرار البيع أو الشراء، ويكون هذا النوع مستعداً لتحمل مستوى عالِ من المخاطر والتي يمكن أن تضر بثروته من أجل تحقيق مكاسب كبيرة غير مضمونة، ويتخذ هذا النوع القرارات عادة بناءً على العواطف والمشاعر، مما يؤدي في النهاية إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية. ستعمل على الأغلب بتحديد الأصول التي لا تؤدي بشكل جيد وستأمل في تحسن أدائهم بالإضافة إلى تكوين توجهات تفيدك في المستقبل.
المتداولون العاطفيون
يعتبر هذا النمط مهماً حيث يعتمد اتخاذ القرارات على فهم كيفية شعور اللاعبين الرئيسيين في السوق تجاه مختلف الأصول. بإمكان هذا الشعور أو السلوك من قبل المستثمرين والمتداولين حول أداة استثمارية معينة أن يدفع الجماهير للبيع والشراء في أي وقت. يقود هذه المشاعر والأحاسيس إدراك الفرد الشخصي والمعلومات المتاحة من المنتديات مثل “ريديت” و”جيم ستوب” والتي تحوي معلومات قد تؤكد فرضياتهم. فإن كنت متداولاً عاطفياً، فعلى الأغلب ستقوم باتخاذ القرارات وفقاً لعقلية الجماهير وانطباعات العامة. وبالتالي ستتبع الجماهير لاكتشاف الفرص التي يمكنك تحقيق الربح منها.
متداولو الزخم
يتميز هذا النوع من المتداولين بأنه مبني على قدرة المتداول في تكوين استراتيجية مبنية على المعلومات الفنية والتي تدل بشكل أو بآخر بأن الأصول ترتفع أو تهوي. كما ويشتهر متداولو الزخم بمهاراتهم في فهم كيفية عمل الأسواق، فإن كنت منهم فأنت على الأغلب شخص مطلع ولديك القدرة على وضع استراتيجيات مدروسة. معظم المتداولين من هذا النوع يميلون لاستخدام الأدوات وتطوير الاستراتيجيات بناءً على التحوط وتقييم المخاطر والتنبؤ بتقلبات السوق.
ديمتريوس زامبوجلو
الرئيس التنفيذي لمجموعة CFI المالية والمسؤول الأول عن كافة عملياتها. يقود ديمتريوس مبادرات جديدة في السوق ويترأس عدة هيئات تنفيذية في CFI والتي تشمل قسمي تقنية المعلومات والتسويق، وهما القسمان المختصان في تزويد خدمات عالية الجودة وفقاً لرؤية الشركة.
انضم ديمتريوس لشركة CFI عام 2020 بعد عدة سنوات ناجحة في توليه مناصب إدارية وتنفيذية للعديد من الشركات المالية الرائدة، ويعتبر شخصية معروفة في أوساط مجتمع التداول المالي، ولديه بحوث في إدارة المخاطر وسلوكيات التداول والتي حازت على الجوائز والتقدير، عدا عن حضوره المتميز كخبير في مجال التقنية المالية في أشهر المنتديات الاقتصادية كمنتدى سانت ببطرسبرج الاقتصادي 2018.
يتمتع ديمتريوس بالمهارة والحنكة والخبرة والمعرفة لابتكار الشركات وتنميتها والاستحواذ عليها ودمجها وبيعها، كما أنه متداول محترف في عمليات البيع والشراء ولديه الشغف حول الخوارزميات والاستراتيجيات الكمية. يحمل ديمتريوس شهادة اعتماد المهنيين القانونيين من جامعة “كامبريدج”، وشهادة الدكتوراه من كلية “كينجز” لندن، وشهادة الماجستير من كلية “كاس” للأعمال في لندن، وماجستير في الهندسة من جامعة “لانكاستر”.