التساؤل يفتح مسار بحث
جمعه رباحات
جوردن ديلي – إضاءة على ما حصل في الآونة الاخيرة من حركات زلزالية في تركيا وسوريا ومناطق اخرى في العالم وما زخرت فيه وسائل الاعلام من اخبار ولقاءات مع مختصين بعلوم الارض وعلاقة الزلازل بهندسة حركة الكواكب وهناك من قال انها بسبب تقنية جديدة تحتكرها دول عظمى . حفزني لأستقراء دلالات آيات سورة الزلزلة .
” إذا زُلزلت الارضُ زلزالها ” (1) : أُستهلت الاية الكريمة بكلمة( إذا ) دلالة على تأكيد الله تعالى بأن ما يليها من حدث في سياق النص سيحصل بدون تحديد زمن وفيها دلالة تكرار الحدث .
وضمير الهاء في كلمة( زلزالها )العائد للارض دلالة على حالة اهتزاز ملازمة للارض بحكم حركة دورانها واي جسم متحرك له حالة اهتزاز تتناسب مع كيفية تحركه وبالتالي فإن الاهتزاز حالة ملازمة للارض في مسار حركتها .
والزلزال هو زيادة متدرجة لحالة الاهتزاز تكون عندها حالة ظاهرة ومحسوسة , فحركة القفص الصدري لا تكاد تُرصد لشخص يتنفس بشكل طبيعي مع أن حركة التنفس قائمة ولكنها تُرصد في حالة حدوث امر طاريء , فكلمة ( زُلزلت ) دالة على الامر الطاريء ( بأن ربك أوحى لها ) لتخرج الارض اثقالها والاخراج حركة من الداخل الى الخارج والاثقال جاءت بصيغة الجمع فالبراكين احد هذه الاثقال ولكنها مرصودة من حيث كيفية الحدوث والمادة الخارجة منها ومن الاثقال ما يُسبب خروجها زيادة وتيرة الاهتزاز بظاهرة الزلازل وبما أن خطورتها تمس حياة الانسان وانجازاته بشكل مفاجيء وسريع احدثت عند الانسان حالة تساؤل ( وقال الانسان ما لها ) وكان ذلك منذ شُيدت المساكن , والتساؤل مستمر وهذا فتح مسار البحث العلمي لمعرفة اسباب وكيفية حدوث الزلازل وطموح الانسان معرفة زمن ومكان الحدوث قبل الحدوث للمحافظة على حياته وانجازاته .
وحالة حركة ونشاط الانسان في البحث والبناء بكونه كائن معرفي ومجتمعي قابل للتعلم والتعليم فهي من مدلول قول الله تعالى ( إني جاعل في الارض خليفةً ) , وإستقراء من دلالات الايات توجيه معرفي للانسان بأن باطن الارض ليس ساكن ففيه من الحالة الحركية والتفاعلات ما ينتج عنها أثقال لو تراكمت بدون اخراجها لأثر ذلك على تكوين وتماسك الارض وبالتالي خروجها عن وظيفتها التي ارادها الله لها .
ولمساعدة الانسان في مسار بحثه انزل الله تعالى في سورة الطارق الاية الكريمة ( والارض ذات الصدع ) , وما تشير اليه نظريات البحث العلمي الجيولوجي من وجود غلاف صخري على شكل صفائح تحت القشرة الارضية وبما أن فوالق هذة الصفائح يتعذر رؤيتها بالعين المجردة لعمق المسافة فالسؤال هل حواف الصفائح مركبة على بعضها أم هي متجاورة وإن كانت كذلك فهل هي على شكل عظام القفص الصدري وبينها مادة رخوة تمكنها من اخراج الاثقال والعودة لوضعها ثانية , او ان حوافها متداخلة مع بعضها على شكل عظام جمجمة الراس وبينها مادة رخوة كذلك , وهذا التساؤل مبني على حالة الغاية الوظيفيه, فالقفص الصدري وجمجمة الراس تحافظ على اعضاء حساسة ومهمه لحياة الانسان كفرد ,( لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ) وان كان الغلاف الصخري كذلك فهو للمحافظة عل تماسك الارض وابقاء الحالة الوظيفية للارض الممهدة لحياة الانسان ( صنع الله الذي اتقن كل شيء ) وفي الختام فإن القران الكريم يصادق على مسار البحث العلمي والمصادقة على متجهه المسار لا يعني المصادقة على كل ما جاء في النظريات العلمية لأنها متغيره من زمن لأخر وعليه سوف يبقى المسار العلمي مستمر.