جوردن ديلي– أجابت منظمة الصحة العالمية، خلال مقابلة تلفزيونية، في برنامج (Science and 5)، أمس الأحد، عن أسئلة تتعلق بسلالات فيروس كورونا المتحورة، وطرق رصدها وتتبعها في ظل انتشارها الواسع بالعالم.
وترجم معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، المقابلة التي أجرتها باسكال أنتوني، مع خبيرة الأوبئة ورئيسة الفريق التقني المعني بكورونا في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، لإطلاع المجتمع على أخر التطورات المتعلقة بالوباء.
وقدمت كيرخوف إجابات مهمة بشأن طرق المنظمة في تتبع سلالات كورونا المتحورة عالميا، وطرق وإجراءات الوقاية التي من شأنها حماية الناس من طفرات الفيروس.
س 1 : ما هي أحدث المعلومات حول السلالات المتحورة لسارس-كوفيد-2؟
الإجابة: تتعقب منظمة الصحة العالمية مع شركائها حاليًا ثلاث سلالات متحورة لفيروسات مثيرة للقلق تنتشر في جميع أنحاء العالم.
الأولى: (B.1.1.7) التي تم تحديدها لأول مرة في المملكة المتحدة، والثانية: (B.1.351) التي تم تحديدها في جنوب أفريقيا، والثالثة: (P.1) والتي كانت أولًا تنتشر في البرازيل ولكن تم تحديدها بين المسافرين القادمين إلى اليابان.
ونحن نتتبع التغيرات في الفيروس، وما يعنيه هذا من حيث انتقاله وشدته وتأثيره أو احتمال تأثيره على التشخيص والعلاج واللقاحات. حتى الآن، المعلومات التي لدينا هي أن هناك زيادة في قابلية الانتقال في متغيرات الفيروس (B.1.1.7) و (B.1.351) وهذا ناتج عن طفرة تسمح للفيروس المتحور الارتباط بالخلية البشرية بسهولة أكبر، لا نرى زيادة في الإنتقال مع السلالة (P.1) ولكن هذا قيد التحقق حاليًا.
ومن حيث الشدة والخطورة، هناك بعض الدراسات من المملكة المتحدة تشير إلى أن السلالة (B.1.1.7) لديها خطورة متزايدة، وهناك دراسات جارية تقوم بتقييم تأثير اللقاحات ضد السلالات المتحورة. ومن المعلومات التي نمتلكها حتى الآن، لا تزال اللقاحات تعمل ضد هذه السلالات.
س 2: كيف يتم تتبع طفرات الفيروس على مستوى العالم وكيف نعرف أيٌ منها مهم؟
الإجابة: تتعقب منظمة الصحة العالمية الطفرات والتغيرات المختلفة في جميع أنحاء العالم من خلال التسلسل الجيني (Genome sequencing)، فنحن نعمل مع الدول الأعضاء لدينا والشركاء لزيادة قدرتهم على إجراء التسلسل حتى نتمكن من تحديد أي تغييرات في الفيروس بمرور الوقت. هذا تطور طبيعي للفيروس، والعديد من البلدان كانت في الواقع تقوم بإجراء التسلسل الجيني للفيروسات منذ بداية الوباء. ونحن نعمل على زيادة قدرة الدول على القيام بالتسلسل حتى نتمكن من تحديد التغييرات التي يتم اكتشافها ومنها تحديد أيٌ منها تُعد تغيرات ذات أهمية.
التغيرات المهمة هي تلك التي تؤثر في الطريقة التي يتصرف بها الفيروس، فهي إما أنها زادت من قابلية الانتقال، أو أنها قد تسبب مرضًا أكثر حدة، وقد يكون لها نوع من التأثير على طريقة عمل تشخيصاتنا أو العلاج واللقاحات. وفي حال وجود أي من هذه التغييرات فهي مثيرة للقلق. ونحتاج إلى التأكد من أننا ندرس تلك التغييرات بشكل مناسب، ومن خلال فهمنا لماهيتها لإجراء أي تغييرات مطلوبة في إجراءاتنا الصحية والاجتماعية أو في الطريقة التي نطور بها التشخيص أو تركيبة اللقاح.
س 3: ما الذي يمكن أن يفعله الناس لحماية أنفسهم من السلالات المتحورة لسارس-كوفيد-2؟
الإجابة: هناك الكثير مما يمكنك القيام به لحماية نفسك من فيروس سارس-كوفيد-2، وهي جميعها تتعلق بالإجراءات على مستوى الفرد: التباعد الجسدي، ونظافة اليدين، وارتداء القناع، وآداب التنفس، وفتح النافذة، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبقاء في المنزل إذا كنت مريضًا، مع التأكد من إجراء الاختبار إذا لزم الأمر، واتباع النصائح المحلية في المكان الذي تعيش فيه.
وقد رأينا في عدد من البلدان التي انتشرت هذه السلالات، أنه تم تقليل انتقال العدوى مع استخدام هذه التدابير. وهذا أمر بالغ الأهمية حقًا، فقد أجرينا العديد من المشاورات والاجتماعات العالمية للنظر في هذه السلالات وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى أي تغييرات في إرشاداتنا.
وحتى الآن، مع جميع المعلومات التي لدينا و إجراءات الصحة العامة والإجراءات الاجتماعية، فإن إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها داخل وخارج مرافق الرعاية الصحية تعمل بفعالية ضد هذه السلالات الفيروسية.