ارآء

خواطر في الصحراء: علوم المحيطات

سمير عطاالله

جوردن ديلي – عندما سُمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة تصدر النبأ وسائل الإعلام من القطب إلى القطب. بعد اليوم لن تنتظر الأم السعودية وصول السائق الآسيوي لكي يقل أولادها إلى المدرسة. وفي الأيام الأولى كنت إذا وقفت أمام الفندق ورأيت سيدة تترجل من مقعد السائق يحدث لي ما يحدث عندما أشاهد سائقاً بريطانياً يترجل من جانب اليمين.
صار الأمر عادياً جداً الآن. والمرأة لم تُعطَ حق القيادة فقط، بل حقوق السيدات في العلم والعمل والمساواة والتفوق. هل قرأت عن الأميرة هيفاء المقرن، مندوبة المملكة في اليونيسكو، وأنها انتخبت عضواً في لجنة علوم المحيطات؟
سعودية وامرأة ومندوبة إلى اليونيسكو وعالم المحيطات؟

لعلك لم تنتبه إلى تاريخ الخبر: 29 – 6 – 2021! لا يريد الأمير محمد بن سلمان أن يسابق أحداً، لكنه أيضاً لن يقبل أن يسبقه أحد. والأمم أفق بلا حدود ووقت ضيق. وإذا ما جئت المملكة الآن لم يعد يلفتك إطلاقاً السيدة التي تقود سيارتها، أو تجري المعاملات الرسمية، أو تخطب في مجلس الشورى، أو تمثل بلدها في واشنطن، بل تلفتك ظاهرة أو سابقة غير معهودة في أي مكان: عدد الشبان الذين يقلدون الأمير محمد في هندامه ومظهره وطريقته في المشي أو الجلوس. هذه أول مرة يُستخدم فيه هذا الأسلوب الفريد في التعبير عن التأييد والإعجاب. جيل من الشباب يعبر بطريقة مثيرة عن الانخراط المطلق في المسيرة المتسارعة.

ولا يمر يوم إلا ويقدم الأمير الشاب نموذجاً جديداً على ما وعد. ومنذ حضوره قمة العشرين إلى اليوم، يحضر على المسرح الدولي كواحد من القادة المنشغلين في توسيع مسيرة التعاون البشري. ولا يخفى على أحد هنا أن مسيرته الداخلية، بما قطعت حتى الآن، جزء من رؤية شاملة، نحو منطقة أفضل وإقليم أفضل وعالم أفضل.
ليست هناك ترجمة كاملة لكلمة «Look» التي تُستخدم للتعبير عن صورة جديدة. لكن الرجل الذي وضع «New Com»، مستخدماً المصطلح اليوناني القديم في رسم الحداثة، تصفه صحافة العالم بأنه صاحب الـ«New Look» في عراقة الجزيرة العربية. لكن ليس المظهر أو «الشكل» وحده هو الجديد. إنه إشراك كل من له قدرة، أو طاقة، أو كفاءة في عملية البناء.
كان مطار جدة في السابق شيئاً معقداً. تنزل الطائرة في مكان وسعادتك في مكان آخر. وذات مرة تعرف إلى الأمير سيف النصر بن سعود، وعرض نقلي في سيارته من الطائرة إلى المدخل الرسمي، وإلا لكنت ما أزال الآن أبحث عن حقيبتي.
إلى اللقاء…

الشرق الاوسط

Check Also
Close
Back to top button