هل التاجر ناقل بضاعة أم له دور آخر؟
جمعه رباحات
جوردن ديلي – قد يُحقق التاجر المستورد في سفره نجاح في تجارته وخلالها تُواجهه مواقف ليست في الحسبان وبتصرف عفوي يُحقق نتائج ايجابية من حيث لا يشعر , ولتسليط الضوء على الحالة ,وللاجابة على عنوان المقال نستعرض قصة تاجر كان في بداية الاربعينات من عمره.
في منتصف التسعينات قام بزيارة عمل لشركة تسويق لعدد من المصانع الفرنسية ومقر الشركة في باريس وفي مساء اليوم الاول استضافة مدير الشركة لتناول العشاء في مطعم يُقدم مأكولات مغربية ومشروبات متنوعة اختار المدير الوسكي والتاجر الكولا ,اختيار التاجر أثار فضول المدير وقال للتاجر لماذا الكولا بدل من الكحول. قال التاجر هو التزامي بتعاليم معتقدي وانت تعرفه ,قال المدير عذراً وبناءً على استضافات سابقة لمن يحملون نفس المعتقد استغربت اختيارك, وعلى اية حال انا أُقدر لك احترامك لمعتقدك .
وفي هذا التصرف البسيط أوصل التاجر للمدير رسالة مفادها أنه ليس كل من يحمل اسم المعتقد ملتزم بتعاليمه .وفي اليوم التالي رافقته مساعدة المدير وهي في منصف الثلاثينات من العمر في رحلة طيران لزيارة مصنع بالقرب من الحدود السويسرية ,طلبت المرافقة من التاجر الجلوس على شباك الطائرة مع أنه مقعدها المرقم في الرحلة , هذا أثار فضول التاجر وقال لِم أنت خائفة قالت تَخُيلي بسقوط الطائرة وبموتي المحقق أليس لديك هذا الشعور, قال التاجر لا , لإيماني اذا كان موتي بسبب السقوط فهذا قدري قالت وكيف تولد هذا عندك ,قال من عقيدتي الدينية ومن هنا بدأت أسئلة المرافقة عن الطلاق وتعدد الزوجات وحال المرأة وحال الاسرة في الاسلام وهو يشرح لها بصورة حقيقة الواقع قالت ما عندي من معرفة صُورتها معكوسة قال ما قلته لك هي الحقيقة وسألها عن حالها قالت انا غير متزوجة واعيش في باريس ولي صديق وأبواي في جنوب فرنسا التقي معهم مرة واحدة في عيد رأس السنة وأخي الاصغر مني لا أعرف عنه شيء .
هذا الموقف البسيط بتغير المقاعد فتح حوار صحح فيه التاجر مفاهيم مغلوطة عن الاسلام عند المرافقة وأخذ فكرة عن حال الاسرة الفرنسية وفي المصنع استقبلهم مديره وهو في نهاية الستينات من العمر وبعد النقاش والجولة في المصنع لزوم المهمة التجارية ,جمعتهم الثلاث طاولة الغداء ولدى التاجر فضول لمعرفة المزيد عن حال الاسرة الفرنسية من المدير بحكم سنهِ وسأل المدير عن الحالة في فترة صباه ويبدو أن المدير فهم القصد ولخص الحالة بالصورة التالية وقال كنت انا واخوتي وابناء عمومتي حول جدي وكان في الثمانينات من العمر وكانت شعارات المناداة للحرية بأشكالها على أشدها وقال لهم اذا تَشرب المجتمع هذة الشعارات بدون ضوابط, ستكون لَمتكم هذه حولي كأحفاد وجد من حكايات الماضي ,والشخص عندها يصل لعمري لا يجد حوله من ذريته أحد ,وقال المدير أنا أعيش هذه الحالة وقال للمرافقة إحرصي على تكوين اسرة قبل فوات الاوان وقال للتاجر اعتقد ان الاجابة وصلتك .
هنا التاجر وبهذه الصورة البسيطة المختصرة من المدير تولدت لديه فكرة اوسع عن حال الاسرة الفرنسية في الماضي والحاضر.وفي رحلة العودة جلس بجانبه مهندس الكترونيات ياباني عائدا لطوكيو والفضول بالسؤال من المهندس وقال له لمذا اخترت عصير البرتقال رخيص الثمن وها انا اخذت الفودكا وكلاهما مُقدم لنا مجانا قال التاجر التزامي بمعتقدي الديني ,ما هو , قال الاسلام قال المهندس اسمع به ولا اعرف عنه شيء ممكن اعرف عنه ,التاجر بدأ يُعرفه بالدلائل العلمية التي ذُكرت في القرآن الكريم وبين له متى نزل القرآن قال المهندس هذه الاكتشافات منذ عقود قريبة ودلالتها في كتابكم منذ قرون بعيدة وكيف الدخول في الاسلام قال التاجر في البداية نُطق الشهادتين وترجمها له بالانجليزية المهندس اخرج دفتر مذكراته وقال للتاجر انطقها كلمة كلمة بلغتك وسأكتبها بلغتي وهذا ما فعله المهندس .وما نستخلصه من القصة على التاجر الخروج من دائرة الوصف أنه ناقل بضاعة.