الدكتورة وداد ابو شنب
جوردن ديلي – تطلّ علينا الأديبة اعتماد سرسك هذه المرة بحرف ورديٍّ بامتياز، في سطور تتحدث ضمنيا عن الأنثى وتدعمها لتتكون أنثى ورد، لا يأفل ربيعها مهما تعاقبت عليها الفصول، أنثى الورد مهما ذبلت، فهي تعود إلى الحياة بشكل أفضل، كمحارب استظل بفيء شجرة ساكورا وقت إزهارها فامتلأت رئتاه بروح الحياة، ليواصل المسير بكل ثقة.
توقيعات أنثى الورد: ومضات سحرية، أطلقت عليها الأديبة اسم جنس التوقيعات لشاعريتها الفياضة فاقتربت إلى التوقيعة دون بحر أو وزن، ذلك هو سر نصوص صديقتي التي تضع فيها خلاصة إكسير الحياة لمن شاء الحياة بطريقة يكسب بها الدارين: الأولى والآخرة.
المتلقي لهذا الإصدار الأنثوي متنوع، يجد الرجل فيه نفسه، كما تجد المرأة كاملة النضوج نفسها فيه، والفتاة اليافعة تتخذ أزاهير اعتماد سرسك مثلا لحياتها القادمة. نصوص موجزة مكثفة، مغزولة بشيء من الحكمة و”الكثير الكثير من الحب”، ولا يجد نفسه من مر بها إلاّ محلقا في عوالم ذات حنين، ورومنسية ودفء ذكريات تمرّ علينا عبر مزاريب شتاء المخيم، وعبر أصص الورد خاصّة جدتها القبرصية، يتنقل القارئ بين كل الأمكنة التي رسمتها بقلم سنين عمرها، فيخفت صوت الزمان ويبقى العمر هو ما نعيشه على شرفات الجمال.
هي قصص روحية، وشعائر حياتية لكل متصالح مع ذاته. تنتفض اعتماد سرسك لتضم الرجل إلى عالمها الوردي، وتحافظ على صورة الرجل الشرقي المحب لأنثاه مهما كانت صفتها، وتعمل صادقة على زرع الفضيلة والتحليق بكل رومنسية في فضاء الروح المطلقة، بأجنحة الجمال المادية والمعنوية، فكل أنثى جميلة إلا من أبت!
لست هنا بصدد القيام بدراسة نقدية، لكنني متنزهة في رياض اعتماد سرسك أنفض بكلماتها عني عناء السنين، ووعثاء الرحيل بين أرواحي المرهقة، في عالم هذه السيدة ما يكفي من البسمات لتغطية وجه الأرض الكئيب، وفي قلبها من حب ما يروي البسيطة كلها فيزهر من بين أنفاسها ربيع دائم.