Main Newsارآء

استثمار امريكي في مستقبل الاردن وازدهاره

كتب:نضال الزبيدي


جوردن ديلي – “هي شاهد على قوة العلاقة ما بين البلدين ، والتزام امريكي راسخ  بأمن الأردن واستقراره”، بهذه الكلمات الواضحة، تم التوقيع يوم امس في واشنطن على مذكرة تفاهم ما بين وزير الخارجية الامريكي انتوني بيلنكن ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، تُؤطر من خلالها المساعدات المالية الامريكية للمملكة على مدى 7 سنوات قادمة.

فالعلاقات الامريكية- الاردنية والتي ترجع الى نحو 7 عقود ، ما زالت قوية ومتينة ، على الرغم مما اعتراها خلال هذه المدة من صعوبات وتحديات واحياناً ضغوطات على المملكة من أجل “زحزحة” وتليين موقف الاردن الثابت والراسخ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي كان آخرها خلال فترة الرئيس دونالد ترمب والضغوطات التي مارسها من أجل انتزاع موقف سياسي اردني، او هو بلغة أصح ” تنازل” فيما يتعلق بصفقة القرن.الاردن وقيادته كان موقفه واضح لا لبس فيه”لا مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني العادلة” واقامة دولته على ترابه الوطني.

الملك عبدالله الثاني كان أول الزعماء العرب الذين استقبلهم الرئيس جو بايدن في البيت الابيض بعد تسلمه موقعه ، وهذا يعكس احتراماً وتقديراً أمريكيا عالي المستوى لقيادة جلالته وحكمته ولدور الاردن الاساسي والرئيس في دعم الاستقرار الاقليمي ومكافحة الارهاب بكافة أشكاله.

مذكرة التفاهم التي وقعت يوم أمس، والتي تزيد قيمتها عن 10 مليار دولار لسبع سنوات قادمة، هي اعتراف امريكي بالتحديات والصعوبات الاقتصادية التي تواجه المملكة والتي يعود جزء كبير منها لاستضافة الاردن لما يزيد عن 1.3 مليون وما رتبه ذلك من ضغط على البنى التحتية، والمياه والطاقة والصحة والتعليم، ناهيك عن النواحي الامنية المرتبطة بها.الاردن قدر كلفة استضافة اللاجئين السوريين فوق اراضي المملكة بـ 12 مليار دولار.

الادارة الامريكية تدرك تمام الادراك ان الاردن وقيادته لديه الارادة السياسية للسير قدماً بإصلاحاته السياسية والاقتصادية والادارية وتحسين الظروف الاساسية للمواطنين وكذلك التعامل مع أزمة المياه.لولا تلك الثقة لما أقدمت على تقديم مساعداتها ” العابرة للادارات”، اضافة الى ادراكها للمشكلات والتحديات الجسام، بدءاً بما يعرف”بالربيع العربي”،مروراً بإزمة اللجوء السوري وليس انتهاءاً بجائحة كورونا،كلها عوامل ساهمت في عدم تحقيق المملكة لبرامجها الاصلاحية.

ولعله من المفيد الاشارة هنا، ان جلالة الملك عبدالله الثاني ، يعد من الزعماء القلائل الذين يتم الاستماع الى ارائهم ونصائحهم فيما يتعلق بإحوال المنطقة والتحديات التي تواجهها،اضف الى ذلك انه يلقى في كل الزيارات التي يقوم بها الى العاصمة الامريكية واشنطن ترحيباً وحفاوة كبيرين من قبل رئيسي وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب ورؤساء اللجان فيهما.أمر قلما تجد توافقاً ما بين أعضاء الحزبين ،الديمقراطيين والجمهوريين عليه.

يكفي ان اشير أيضاً، ان الولايات المتحدة، قدمت ومنذ العام 1951، اكثر من 20 مليار دولار أمريكي كمساعدات للأردن، شملت مجالات: الاقتصاد، الصحة، التعليم ، المياه والامن وغيرها من المجالات الحيوية الاخرى.

ما تم أمس،هو استثمار من الدولة الاقوى في العالم في مستقبل الاردن وازدهاره.

mudeirs@yahoo.com

Back to top button