جوردن ديلي – وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، خلال لقائه عددا من وجهاء وأهالي محافظة العقبة وممثلين عن قطاعات مختلفة فيها، الحكومة إلى تجميد الضريبة على الكاز خلال فصل الشتاء، لتخفيف الأعباء عن المواطنين، خصوصا ذوي الدخل المحدود.
وأكد جلالة الملك أن هنالك عملا جادا على الصعيد الوطني لإيجاد حلول اقتصادية، من خلال البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي الهادف إلى التخفيف عن المواطنين.
وبين جلالته أهمية العمل بجدية لتنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري خلال عام 2023، لافتا إلى أنه سيكون عام التنفيذ.
وأشار جلالة الملك إلى ضرورة تعزيز مكانة الأردن على الخارطة السياحية والاستثمارية، مؤكدا وجود اهتمام محلي وعربي ودولي للاستثمار بالجنوب وبالعقبة بشكل خاص، ولا بد من العمل بشفافية والتعاون مع القطاع الخاص ووضع الأولويات بما يعود بالنفع على المواطنين وأوضاعهم الاقتصادية.
وتحدث جلالته عن مشروعات كبيرة ستقام في مدينة العقبة وتشمل إنشاء أكبر محطة تحلية للمياه في الأردن وتطوير المطار والميناء، كما أشار إلى أهمية تعزيز القطاع الزراعي للاستفادة من المناخ الموجود بالمحافظة، فضلا عن الاستثمار بالطاقة الشمسية.
ولفت جلالة الملك إلى أهمية بناء قدرات أبناء المدينة وتمكينهم من خلال تطوير المدارس وإنشاء الجامعة الطبية وتوسيع تخصصات الجامعة الأردنية في العقبة.
وتطرق جلالته إلى اختيار شركة غوغل العالمية للعقبة كنقطة تلاق للمسارات الخاصة بمشروع كوابل الإنترنت البحرية لربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، لافتا إلى الفرص في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المرتبطة بذلك.
وفي رده على مداخلات الحضور، أكد جلالة الملك أهمية إنشاء مجلس استشاري من المختصين من أبناء محافظة العقبة ليكون رديفا لمجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بما يعود بالفائدة على التنمية والازدهار بالمدينة.
كما أشار جلالته إلى ضرورة استفادة مدينة العقبة من عوائد منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لتنعكس إيجابيا على تطوير الخدمات فيها، مؤكدا أهمية تعزيز اللامركزية في العقبة.
وكان جلالة الملك استذكر في مستهل حديثه الأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقة الحسينية بمحافظة معان، وأدت إلى استشهاد كوكبة من أبناء الأمن العام، إذ ترحم جلالته على أرواح الشهداء الأبطال الذين طالتهم يد الغدر، معربا عن تمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.
وأكد المتحدثون وقوفهم خلف قيادة جلالة الملك في مواصلة تنفيذ مسارات التحديث، وصون مقدرات الوطن، مثمنين مواقف جلالته والهاشميين تجاه القضية الفلسطينية والقدس.
وعرضوا جملة من المطالب، تركزت على توفير فرص العمل ودعم إنشاء المشاريع المنتجة وجذب المزيد من الاستثمارات وتطوير مدينة العقبة وتحسين واقع الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية فيها.
ولفت النائب الأسبق الدكتور محمد البدري إلى المواقف الراسخة للهاشميين تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وجهودهم الكبيرة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وبين أن تطوير العقبة بجميع القطاعات يتطلب تعاون الجميع من أجل مواصلة تحقيق التقدم، وإقامة المشاريع السياحية والاستثمارية، مطالبا بإنشاء مجلس استشاري من أبناء المحافظة لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وأشار النائب السابق إبراهيم أبو العز إلى أهمية التحديث، وتوسيع المشاركة السياسية، وضمان مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية العامة، وأن تتوافق مسارات التحديث مع خصوصية الأردن وإمكاناته.
وبين أن الدول لا ترتقي إلا بمواكبة التطور المستمر، لافتا إلى الدور الأساسي للمجتمع بجميع مكوناته في التحديث والعمل من أجل الارتقاء بالوطن ليكون دوما في مصاف الدول المتقدمة.
ولفت النائب الأسبق الدكتور أحمد حرارة إلى أهمية التركيز على استقطاب الاستثمارات المتوسطة والصغيرة، وتفعيل وتشجيع المستثمر المحلي لإقامة المشاريع التي توفر فرص العمل لأبناء العقبة.
وطالب بإنشاء مجلس استشاري من المختصين من أبناء العقبة وبناتها ليكون رديفا لمجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ومراعاة خصوصية العقبة سياحيا من حيث ضرورة تخفيض كلف الطاقة والمياه لتعزيز تنافسيتها، وتوفير البنية التحتية الكافية للمشاريع الاستثمارية، وضمان سرعة إنجاز المشاريع.
وبين المقدم المتقاعد عبدالله الشهبان أن أبناء العقبة حريصون على أمن الوطن واستقراره وصون مقدراته، معربا عن اعتزازه بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الأردن وأبنائه.
وأكد الوقوف إلى جانب كل مسؤول يقوم بمهامه على أكمل وجه، ويعمل من أجل مصلحة الوطن.
وأشار رئيس مجلس المحافظة عماد عمرو إلى أن مجلس محافظة العقبة عمل على تنفيذ التوجيهات الملكية بخصوص دعم الشباب وتدريبهم وتأهيلهم وانخراطهم في الحياة السياسية، ورفع وعيهم حول آفة المخدرات.
وعرض جملة من المطالب، أبرزها تحويل مستشفى العقبة الميداني إلى مستشفى حكومي، وإنشاء مركز لعلاج الإدمان، واستحداث تخصصات جامعية في العقبة تتعلق بالغوص وحماية البيئة والسلامة المهنية، والتوسع في المسار السياحي، وزيادة الوحدات الزراعية لأبناء العقبة.
ولفتت التربوية كريمة الضابط إلى مكانة المرأة الأردنية وما حققته من إنجازات وحضور في مختلف المواقع.
وبينت أهمية تعزيز تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا، والاستفادة من قدراتها وخبراتها لتصبح شريكة للرجل في التنمية المستدامة، لافتة إلى دور القطاع الخاص والمجتمع المحلي بهذا الخصوص.
وأعرب منسق هيئة شباب كلنا الأردن في العقبة عمر العشوش عن تقديره للدعم الملكي للشباب وتأهيلهم وتمكينهم.
وأبرز عددا من المطالب ركزت على أهمية إلزام الشركات الكبرى في العقبة بتوظيف أبناء المحافظة من الشباب، وربط التخصصات الجامعية والتقنية باحتياجات سوق العمل، وترخيص الأعمال المنزلية بالعقبة ودعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، والاستمرار في تدريب الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية، وزيادة الأنشطة اللامنهجية في المؤسسات التعليمية.
وفي مداخلة للشابة نانسي السيوري، مؤسس مؤسسة أنامل لبناء القدرات، طالبت بزيادة الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وتطبيق التعليم الدامج، وإنشاء ناد للصم.
وتحدثت عن النجاح الذي حققته خمس سيدات من العقبة في إنشاء مشاريع صغيرة منتجة.
بدوره، قال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إن الحكومة ستباشر فورا بتجميد الضريبة المفروضة على الكاز وحتى نهاية فصل الشتاء وفقا للتوجيه الملكي السامي، كما ستنفذ الحكومة توجيهات جلالة الملك بألا يتم رفع سعر الكاز حتى لو ارتفع سعره عالميا إلى نهاية فصل الشتاء، فيما ستلتزم الحكومة بتخفيضه إذا انخفضت الأسعار العالمية.
وفيما يتعلق بمداخلات الحضور، بين رئيس الوزراء أن كل القرارات المتعلقة بسلطة العقبة تصدر من قبل السلطة فهنالك مرونة في هذا الأمر، ولم يتبق للحكومة من القرارات المركزية إلا المتعلقة بنقل الملكيات.
وأشار الخصاونة إلى أن الحكومة تدرس فكرة توسيع تخصصات الجامعة الأردنية/ فرع العقبة لتشمل العلوم البحرية، كما أعاد التذكير بأن الحكومة ستعمل على تحويل المستشفى الميداني بالعقبة إلى مستشفى حكومي.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن هنالك مشروعات ستنجز في مدينة العقبة خلال العام الحالي.
من جهته، أكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي أن مشروعات عدة جرى تنفيذها في محافظة العقبة من خلال المبادرات الملكية تجاوزت كلفتها 20 مليون دينار، منها 10 ملايين دينار في مدينة العقبة.
وبين أن المبادرات الملكية مستمرة في جميع محافظات المملكة، لافتا إلى أن التركيز سيكون على المشروعات الإنتاجية والتشغيلية التي توفر فرص عمل للشباب والشابات من أبناء المجتمع المحلي.
وأعلن رئيس الديوان الملكي أنه وبناء على مداخلة إحدى الشابات خلال اللقاء فقد وجه جلالة الملك بإنشاء مركز للصم في مدينة العقبة ضمن مشاريع المبادرات الملكية.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا، ووزير الداخلية مازن الفراية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، ومدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة، ورئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، ومحافظ العقبة خالد الحجاج.