جوردن ديلي – تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن الضمور البقعي الذي يصيب العين، ويعد سببا رئيسا لفقدان البصر عند كبار السن.
وتوضح نشرة المعهد ماهية هذه الحالة المرضية، وأنواعها، وأعراضها، وأسبابها، وإجراءات التشخيص والعلاج، وطرق الوقاية، إضافة إلى إجراءات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد يصابون بها مع التقدم بالعمر.
ما هو الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر؟
هي حالة مرضية تصيب العين، وقد تزداد سوءًا بمرور الوقت، وهي السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ستين عاماً.
يحدث الضمور البقعي في منطقة في الشبكية تسمى البُقعة (Macula) حيث يحدث فيها تآكل وهي منطقة صغيرة قريبة من مركز شبكية العين وتتكون من ملايين الخلايا التي تستشعر الضوء، وهي الجزء الأكثر حساسية من شبكية العين ومسؤولة عن الرؤية. ومع تطور المرض تتراجع قدرة العين على الرؤية وقد تصيب العين او كلتيهما.
يستطيع العديد من الأشخاص المصابين بالضمور البقعي أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا، خاصةً إذا كانت هناك عين واحدة فقط مصابة. ومع ذلك، عندما تتأثر كلتا العينين بشدة، قد لا يتمكن المريض من رؤية ما يكفي للقيادة أو القيام بعمل دقيق فتصبح معيقة لأداء الحياة اليومية.
هناك نوعان رئيسيان من الضمور البقعي المرتبط بالعمر:
– الضمور البقعي الجاف: يُعد التنكس البقعي الجاف اضطرابًا شائعًا في العين بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وهو يتسبب في عدم وضوح الرؤية المركزية أو ضعفها بسبب ترقق البقعةMacula) ). أحد الأسباب لترقق البقعة هو الرواسب الصغيرة البيضاء أو الصفراء التي تتراكم على شبكية العين تحت البقعة، ويعاني بعض الأشخاص في هذا الشكل من الضمور من فقدان بسيط في الرؤية المركزية، بينما قد يكون لدى البعض الآخر فقدان أكثر حدة.
– الضمور البقعي الرطب: تنمو الأوعية الدموية من تحت البقعة. تقوم هذه الأوعية الدموية بتسريب الدم والسوائل إلى شبكية العين، فتكون الرؤية مشوهة بحيث تبدو الخطوط المستقيمة متموجة. قد تظهر أيضًا نقاط عمياء ويحدث فقدان في الرؤية المركزية. تشكل هذه الأوعية الدموية ونزيفها في النهاية ندبة تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية المركزية.
تعد نسبة حدوث الضمور البقعي الجاف المرتبط بالتقدم في العمر أعلى من النوع الرطب ويشكل نسبة ٨٥% من جميع الحالات، ويعد أقل شدة من النوع الرطب ذلك انه يتطور ويسوء مع مر السنين، ومع أن الرؤية المركزية تتأثر سلباً، لكن الشخص المصاب بالضمور البقعي الجاف غالباً ما يتسطيع القيام بالعديد من الأنشطة اليومية العادية. أما الشكل الرطب من الضمور البقعي فهو سبب رئيسي لفقدان البصر الدائم.
عوامل الخطورة:
تزيد العوامل التالية من خطر الإصابة بالضمور البقعي:
– ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
– الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والعيون الفاتحة.
– التقدم في العمر.
– التدخين.
– وجود تاريخ عائلي للمرض.
– العامل الوراثي.
– السمنة.
– أمراض القلب.
الأعراض:
في وقت مبكر من المرض، قد لا يكون لدى المريض أي علامات ملحوظة للتنكس البقعي. قد لا يتم تشخيصه إلى أن يزداد سوءًا أو يؤثر على كلتا العينين.قد تشمل أعراض التنكس البقعي ما يلي:
– عيب في المجال البصري (Visual field defect): الزاوية الواسعة للرؤية التي يمكن للعين السليمة رؤيتها تسمى “المجال البصري”. مع تقدم الضمور البقعي قد يحدث هناك ضعف في الرؤية المركزية في إحدى العينين او كلتيهما: فيحدث هناك رؤية أسوأ أو أقل وضوحًا. وقد تكون الرؤية ضبابية، فيكون من الصعب قراءة الطباعة الدقيقة، كما قد تبدو هناك مناطق ضبابية داكنة في مركز الرؤية، ويسبب هذا العيب مشاكل في القراءة والقيادة ومشاهدة التلفزيون والتعرف على الوجوه.
– حساسية التباين(Contrast sensitivity) : حيث يصبح من الصعب رؤية طبيعة الاشياء والتغيرات الطفيفة في البيئة. فقد يصبح الشخص غير قادر على رؤية التناقضات البسيطة والقوام في الأرصفة أو السلالم، ويؤدي إلى زيادة خطر السقوط. كما قد يجد صعوبة في التمييز بين درجتين من نفس اللون عند وضعهما جنبًا إلى جنب.
– ضعف إدراك العمق: حيث يمكن أن يؤدي عدم القدرة على الحكم بشكل صحيح على المسافات إلى زيادة صعوبة المشي، مما قد يؤدي إلى التعثر والسقوط.
– الحاجة إلى مستويات إضاءة أعلى Need for higher light levels)): فيكون هناك صعوبة قراءة التفاصيل أو رؤيتها في مستويات الإضاءة المنخفضة، فيكون هناك حاجة الى إضاءة أكبر عند القراءة للتدقيق أكثر.
الإجراءات التشخيصية:
لتشخيص الضمور البقعي سيقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية، وإجراء فحص كامل للعين، ومن ثم تصويرها، وتصوير الاوعية الدموية، وتصوير الشبكية، وقد يحتاج إلى عمل صورة طبقية.
العلاج:
لا يوجد علاج للضمور البقعي. قد يبطئ العلاج من سرعته أو يمنع من فقدان الكثير من الرؤية. قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
– الأدوية المضادة لتكوين الأوعية الدموية: تمنع تكوين الأوعية الدموية التي تسبب التنكس البقعي الرطب.
– العلاج بالليزر: يمكن لضوء الليزر عالي الطاقة أن يدمر الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تنمو في العين.
– العلاج بالليزر الضوئي: حيث يحقن الطبيب دواءً حساسًا للضوء في مجرى الدم، وتمتصه الأوعية الدموية غير الطبيعية، ثم تسليط الليزر على العين لتحفيز الدواء لإتلاف تلك الأوعية الدموية.
– الأدوات المساعدة لضعف البصر: هي الأجهزة التي تحتوي على عدسات خاصة أو أنظمة إلكترونية لإنشاء صور أكبر للأشياء القريبة.
الوقاية:
للوقاية ننصحك بما يلي:
– إجراء فحوصات روتينية مبكرة.
– تجنب التدخين.
– تناول الغذاء الصحي الغني بالفواكه والخضروات الورقية والأسماك.
– الحفاظ على وزن صحي.
– ممارسة الرياضة بانتظام.
– الحفاظ على مستويات ضغط الدم والكوليسترول.
– الالتزام بالعلاج في حال الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب.
الضمور البقعي عند الأشخاص من ذوي الإعاقة والطرق التكيفية:
قد يصاب الأشخاص ذوي الإعاقة بالضمور البقعي مع التقدم في العمر، فلا بد من تقديم الإجراءات المناسبة لمنع تطور هذه الحالة، وتشمل:
– إدارة الإضاءة للأفراد الذين يعانون من الضمور البقعي: فغالبا ما يحتاج المصابون الى مستويات أعلى من الإضاءة حتى يستطيعوا تحديد الحواجز والسلالم والعثور على الأشياء.
– التضخيم: يعد التكبير وسيلة أساسية لتحسين الرؤية عن طريق جعل الجسم أكبر وأكثر وضوحاً، كما يمكن استخدام العناصر ذات الطباعة الكبيرة.
– استخدام الأجهزة البصرية: قد تكون هناك أيضا حاجة الى الأجهزة البصرية المتنوعة كالنظارات (المجاهر).
– الإستبدال الحسي: وذلك باستخدام اللمس والسمع حيث يسهل دمجها في العديد من الأنشطة.
الاستراتيجيات التنظيمية والتي تعد امراً مهما لذوي الاعاقة البصرية وتشمل:
– الإتساق: وهي المحافظة على ممرات خالية من الفوضى.
– ترتيب العناصر حيث يتم ترتيب مثلا العناوين والنقود في محفظة مرتبة أبجدياً حسب الفئة.
– إقران العناصر المتشابهة: كوضع الجوارب مع الاحذية.
– العمل مع العائلة أو مقدم الرعاية لوضع إجراءات روتينية حتى تقلل من تعرض أولئك الذين يعانون من الإعاقة البصرية للإحباط ، وتوعية الأسرة والمريض بحالة العين.