جوردن ديلي – على عكس ما أورده البعض سابقا ، ألتزمت الدولة بما أعلنت عنه في بداية جائحة كورونا من أنها ستقوم بإستئناف صرف العلاوات لموظفي القطاع الحكومي على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن والعالم بشكل اجمع بسبب جائحة كورونا ، حيث لاقى القرار ارتياحاً واستحسانا كبيرا لدى المواطنين .
الاردن أدرك ومنذ البداية ان أمد الازمة سيطول وبناءاً عليه قام بالعديد من الاجراءات الحمائية والتحفيزية للحفاظ على القطاعات الاكثر تضررا بالجائحة من خلال إطلاقه لحزم إقتربت كلفتها من 350 مليون دينار إستهدفت القطاعات الحيوية ، ما كان له الاثر الاكبر في التخفيف من حدة ووطأة الجائحة على الاسر الفقيرة وعمال المياومة .
جلالة الملك وفي اكثر من مناسبة شدد على ضرورة إيلاء الفئات الاشد تضررا وموظفي القطاع العام والخاص الاولوية القصوى لجهة حمايتهم من تداعيات هذه الازمة العالمية والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم ، وهو ما تم فعلا ، حيث صدعت هذه الحكومة للامر والتوجيهات الملكية ، حيث شكل قرار الحكومة الاخير بإستئناف صرف العلاوات دليلا واضحا على مصداقية ومتانة تلك الاجراءات المتخذة .
ولا يخفى على أحد ، ان هذا العام كان كابوسا لكل دول العالم دون استثناء ، حتى الدول المتقدمة لم تسلم من هذا الوبال، على الرغم من ميزانياتها الضخمة ، ففضلا عن الارواح التي قضت ، فقد شلت كورونا الكثير من الانظمة الصحية العالمية المتقدمة وافرغت خزائن عديد الشركات الضخمة وأفلست البعض الآخر على الرغم من خطط التحفيز الاقتصادية التي أطلقتها تلك الدول لحماية وانعاش اقتصادياتها .
الاردن ، ليس إستثناءاً ولا يعيش بمعزل عن العالم ، فالنهج الاقتصادي المنفتح والشفاف الذي إخطته الاردن منذ نشأته وقدره في ان يكون على الدوام ملاذا لكل من قصده ، سواءاً فارا بنفسه واهله من ويلات حرب او قاصدا الامن والامان والاستثمار. والحال كذلك ، فإن ميزانية العام لن تكون كسابقاتها ، حيث انه من المتوقع أن تتراجع الايرادات العامة بما يقرب من 1.5 مليار دينار نهاية هذا العام ، فضلا عن ارتفاع المديونية العامة للدولة لاكثر من 100 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي .
وعلى الرغم من سوداوية الواقع وضبابية المستقبل ، الا ان الامل يحدو الاردنيين جميعا بإن يكون العام القادم عام عمل وانجاز وتعلم من دروس الماضي والاعتماد على النفس وهو اثبته الواقع العملي خلال جائحة كورونا .
الاردن قادر بعون الله وبإرادة الاردنيين جميعا وبحكمة جلالة الملك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة وغيرالمسبوقة في التاريخ البشري ليبقى آمنا ، مستقراً ومزدهراً وليزداد عزيمة وإصراراً على تخطي الصعاب والتحديات وهو يستشرف مئوية تأسيسه الاولى .