جوردن ديلي – قالت منظمة الصحة العالمية إنها تتطلع إلى الجيل التالي من اللقاحات التي ستكون جرعة واحدة، يمكن تخزينها في درجة حرارة الغرفة، وهي آمنة للاستخدام للنساء الحوامل، وستوفر مناعة طويلة الأمد، ويمكن تناولها عن طريق رذاذ الأنف، أو عن طريق الفم.
وترجم معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، المقابلة التي أدارتها جابي ستيرن، في برنامج (Science and 5)، مع كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية الدكتوره سمية سواميناثن، لاطلاع المجتمع على آخر التطورات بشأن الفيروس واللقاحات.
وقدمت سواميناثن إجابات لأسئلة مهمة تتعلق بضرورة أخذ اللقاح، ونسبة المناعة الموجودة لدى سكان الأرض ضد الفيروس.
السؤال الأول: مع ظهور سلالات متحورة جديدة ومع تعلمنا المزيد حول مقدار الحماية التي توفرها الدفعة الحالية من اللقاحات، يسأل الناس عما إذا كان ينبغي عليهم الانتظار حتى يتوفر لقاح أكثر فعالية، أم يجب المضي قدمًا والحصول على مطعوم الآن؟
الإجابة: الشيء الجيد هو أن هناك الكثير من اللقاحات قيد التطوير، ولكن حاليًا لا يوجد سوى عدد قليل منها أكمل التجارب السريرية وحصل على الموافقة الرسمية للاستخدام في الدول، والشيء الجيد في كل هذه اللقاحات التي تمت الموافقة عليها، هو أنها تقدم الكثير من الحماية ضد الإصابة بالمرض بشدة والدخول للمستشفىء والوفاة. وهذا ما نريده.
نريد تقليل الوفيات، نريد أن نمنع الناس من الإصابة بالمرض والذهاب إلى المستشفى. وما زلنا نتعلم مدى فعالية هذه اللقاحات في الحماية من الأمراض الخفيفة أو الالتهابات اللاعرضية مع السلالات المتحورة التي تم وصفها من بلدان مختلفة.
يطرح الناس هذه الأسئلة لأن هناك بعض البيانات الصادرة التي تُظهر أن اللقاحات ربما تكون أقل فعالية في الوقاية من بعض هذه السلالات. ولكن حتى في هذه البلدان، فإن جميع اللقاحات التي تمت الموافقة عليها لا تزال على الأرجح تحمي من الأمراض الشديدة والرقود بالمستشفى والموت. لذا فإن المهم حقًا الآن هو بالنسبة للناس في البلدان التي حددت أولوياتها: من هم الأشخاص الذين سيتلقون التطعيم والذين هم في هذه الفئات المعرضة للخطر. يجب أن يحصل العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية، وكبار السن، وغيرهم ممن تم منحهم الأولوية على لقاحاتهم، لأن ما نريده هو منع الناس من الإصابة بالمرض حقًا أو الموت بسبب كوفيد -19.
السؤال الثاني: ما الذي يمكن أن نتوقعه من البحث وتطويراللقاحات؟ كيف سيبدو اللقاح في المستقبل؟
الإجابة: المدهش حقًا هنا هو مقدار الابتكار العلمي والتكنولوجي الذي حدث في فترة زمنية قصيرة. لذلك، بينما لدينا الآن عدد قليل من اللقاحات التي تمت الموافقة عليها للاستخدام، نتطلع إلى الجيل التالي من اللقاحات التي ستكون جرعة واحدة، يمكن تخزينها في درجة حرارة الغرفة وهي آمنة للاستخدام للنساء الحوامل ويمكن تناولها إما عن طريق رذاذ الأنف أو حتى عن طريق الفم وستوفر مناعة طويلة الأمد.
لذلك كل هذه اللقاحات قيد التطوير مع الأخبار حول السلالات المتحورة وحقيقة أن بعض الطفرات في هذه السلالات يبدو أنها تمنع ارتباط الجسم المضاد بالفيروس مقارنة بالفيروس من النوع البري/السابق.
ما يحدث الآن أيضًا هو أن مصنعي اللقاحات والمطورين يعملون على الجيل التالي من اللقاحات باستخدام نفس النظام الأساسي ولكن مع دمج المستضد الجديد (البروتين الجديد) الذي يحتوي على الطفرات التي تم دمجها بحيث يتم الآن تطوير الأجسام المضادة لهذا الشكل الجديد، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع المنظمين في جميع أنحاء العالم، أولاً وقبل كل شيء، لمحاولة تحديد متى ستكون هناك حاجة إلى تغيير اللقاح، وثانيًا، ما هي البيانات السريرية والمناعية التي سيحتاج المطورون إلى توفيرها حتى يتم اعتماد اللقاحات للاستخدام.
السؤال الثالث: كشفت الدراسات السيرولوجية في بعض المدن أن حوالي نصف الناس لديهم أجسام مضادة، فهل هذا يعني أن هذه الأماكن تقترب من مناعة القطيع، وهل يجب على الناس التخفيف من الاحتياطات في هذه الأماكن؟
الإجابة: كانت منظمة الصحة العالمية تتعقب هذه الدراسات الوبائية المصليّة، وفي آخر إحصاء كان هناك ما يقرب من 500 منها، وإذا أخذتها كلها معًا، فإن أقل من 10 في المائة من سكان العالم لديهم بالفعل أجسام مضادة لهذا الفيروس. في بعض الأماكن بشكل خاص في حالة التجمعات الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، هناك مناطق تعرّض 50-60 في المائة من السكان للفيروس ولديهم أجسام مضادة، ولكن هذا لا يعني أن المدينة بأكملها أو المقاطعة بأكملها أو الولاية أو الدولة تحقق الآن مناعة القطيع.
وفي اللحظة التي يخرج فيها هؤلاء الأفراد الذين يعيشون في هذا المجتمع إلى مكان آخر تقل فيه مناعة القطيع، ولم يكن لديهم أجسام مضادة فسيصبحون عرضة للإصابة.
الطريقة الوحيدة لتحقيق مناعة القطيع على مدى واسع هي من خلال التطعيم، وهذا ما نركز عليه من خلال (COVAX) لإيصال اللقاحات إلى جميع البلدان، لتطعيم السكان في أقرب وقت ممكن. وإلى أن يحدث ذلك، نحتاج إلى الاستمرار في اتخاذ جميع الإجراءات المسبقة التي نُصحنا بها، والتي كنا نقوم بها طوال هذه الأشهر، ولابد من الإستمرار باتخاذ كافة الإجراءات من أجل الحفاظ على انخفاض إنتقال العدوى عند أدنى مستوى ممكن.