جوردن ديلي – أعلنت منظمة السياحة العالمية من خلال رئيسها زوراب بولوليكاشفيلي اليوم الخميس الأردن مركزا ومقصدا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في افتتاح اعمال مؤتمر السياحة العلاجية والاستشفائية الذي نظمته منظمة السياحة العالمية في منطقة البحر الميت بمناسبة (اعلان الأردن مركزا ومقصدا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط).
وقال وزير السياحة والاثار مكرم القيسي في كلمة في الافتتاح ان الإعلان يعد شهادة فخر ووساما نضعه على صدورنا، إقرارا بمكانة مملكتنا الطبية الراسخة على خارطة المنطقة والعالم. مشيدا بجهود منظمة السياحة العالمية.
واستعرض الوزير القيسي ميزات أسهمت في نجاح الأردن مقصدا إقليميا للسياحة العلاجية الاستشفائية ابرزها توفر الكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا في تخصصات الطب والتمريض والصيدلة، لافتا الى ان عدد الأطباء وصل إلى ما يقرب من 30 ألف طبيب ممن يتمتعون بتعليم أكاديمي وتدريب مميز من أفضل الجامعات والمستشفيات والمراكز العالمية.
وبهذا الخصوص قال الوزير القيسي ان المملكة تتمتع بنسبة أطباء إلى عدد السكان هي من أعلى المعدلات في العالم. حيث بلغت حوالي 6ر26 طبيبًا لكل 10 الاف نسمة في عام 2021، وهذا يفوق المتوسط العالمي البالغ 2ر17 طبيبا لكل 10 الاف نسمة.
وأضاف ان الامر نفسه ينطبق على الكادر التمريضي، حيث بلغ عدد الممرضات والممرضين حوالي 2ر35 لكل 10 الاف نسمة في الأردن في العام ذاته، وهذا أعلى بشكل ملحوظ من المتوسط العالمي البالغ 7ر28 لكل 10 الاف نسمة.
واكد الوزير القيسي تميز الأردن في مجال البنية التحتية وقال “لدينا بنية تحتية طبية متطورة، من مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، والتي تعمل في المملكة وفق أعلى المعايير العالمية وتتمتع بالاعتماد الدولي.
كما اكد تميز الأردن بانخفاض التكلفة العلاجية مقارنة بالعديد من دول العالم، وتميزه بجودة الخدمات المقدمة، ووجود أنظمة تأمين صحي وفق أفضل المعايير المهنية، ووسائل رقابة صارمة للحفاظ على مستوى الرعاية الطبية التي يتلقاها السائح في بلدنا، “لنكون بكل ذلك خير مضيف لزوارنا الذين آمنوا بنا وبقدراتنا”.
وقال ان الأردن اطلق خلال عام 2020، منصة “سلامتك” المتخصصة في استقبال طلبات الراغبين بالسفر إلى الأردن، لتلقي العلاج من دول المنطقة مستعرضا ابرز الإنجازات التي حققها القطاع الطبي الأردني وتشمل اجراء أول عملية قلب مفتوح قبل 53 سنة، وأول عملية زراعة كلى كانت في عام 1972 وأول عملية زراعة قلب عام 1985 وأول زراعة للخلايا الجذعية في العام نفسه.
وبعدها بسنتين تحققت أول ولادة طفل أنابيب، ثم بعد أقل من عقد نجح أطباء أردنيون في أول عملية زراعة نخاع عظمي، وذلك عام 1995 وبعد ثلاث سنوات حصلت أول عملية زراعة قوقعة للأذن. وفي عام 2004 نجحت أول عملية زراعة كبد. وتقدم الطب في المملكة حتى حقق أطباء أردنيون أول زراعة صمام أبهري عبر القسطرة العلاجية، وذلك عام 2009. وتوجت هذه النجاحات النادرة عالميا عام 2021 بإجراء أول عملية فصل توأم سيامي.
وأشار الوزير القيسي الى وجود منتجعات استشفائية خلابة كالبحر الميت وحمامات ماعين والحمّة الأردنية ووادي رم وغيرها، وتوفر الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة من مراكز الأشعة والمختبرات ومراكز علاج الأورام والطب النووي وغيرها.
وقال ان الأردن يحظى بموقع جغرافي مميز، وبطبيعة ساحرة، وسهولة الدخول الى المملكة ومنح التأشيرات، والأمن والاستقرار، والتشريعات الخاصة بالقطاع الصحي، والحرص الرسمي على تقديم المزيد من الحوافز عبر تسهيل إجراءات السفر ومتطلبات التأشيرة وغير ذلك.
واكد الوزير القيسي ان الوزارة تعمل على تشجيع وتسهيل فتح خطوط طيران مباشرة أكثر مع الدول التي يتوافد منها أعداد كبيرة بغرض السياحة العلاجية، خصوصا وأن الأردن يحظى بموقع جغرافي مميز يتوسط ثلاث قارات وهي آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وأشار الى جهود الوزارة وهيئة تنشيط السياحة واثر هذا التعاون عبر وحدة السياحة العلاجية والاستشفائية فيها – في تنفيذ حملات تسويقية وتوعوية للترويج للمنتج العلاجي والصحي والاستشفائي الأردني، وبما يتوافق مع أعلى الممارسات العالمية وبالتناغم مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام 2021 -2025، والتي ركزت على أهمية تعزيز السياحة العلاجية، والترويج لترسيخ سمعة الأردن الطبية المميزة على مستوى العالم.
وقال ان الأردن استقبل ما يقرب من مليون مريض من 71 دولة خلال الأعوام الخمس الماضية، مع استثناء عام 2020، وهو عام جائحة كورونا.
وجدد الوزير القيسي التأكيد على إن إعلان الأردن مركزا ومقصدا للسياحة العلاجية يضع على كاهلنا مسؤولية كبيرة للعمل أكثر لتحقيق قفزات نوعية في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية، من حيث زيادة وتعزيز منظومة عمل المستشفيات والمراكز والعيادات الطبية ومواقع الاستشفاء الطبيعية.
واكد أهمية التعاون الوثيق بين أصحاب المصلحة من مؤسسات طبية خاصة ومؤسسات حكومية معنية، وكذلك مساهمات وسائل الإعلام ومنصاتها في إنجاح مساعي والبناء على ما نحظى به من بنية طبية تحتية متميزة، بما نمتلكه من إمكانات.
وقال يوجد حاليا في المملكة 121 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين. ويشكل عدد المستشفيات الخاصة 71 مستشفى، أما المستشفيات الحكومية فيبلغ عددها 33 والعسكرية 15 مستشفى إلى جانب مستشفيين جامعيين. وتوفر هذه المستشفيات، التي تضم حوالي 16 ألف سرير، مختلف الاختصاصات الطبية التي تجذب السائح العربي والدولي.
وأشاد القيسي بمنظمة السياحة العالمية على دعمنا لتحقيق هذا الإنجاز الرائد. مثنيا على كل شركاء وزارة السياحة والآثار، خاصة وزارة الصحة ووزارة الداخلية وجمعية المستشفيات الخاصة لافتا الى ان سوق السياحة العلاجية عالميا،يقدر بما يزيد على 100 مليار دولار سنويا، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف خلال العقد القادم.
من جانبه قال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري في الافتتاح ان الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أولويات النمو الاقتصادي التي نصت عليها رؤية التحديث الاقتصادي، ولدينا العديد من الفرص الواعدة لاقتصادنا الأردني في قطاع السياحة العلاجية، وتعمل الحكومة على استغلال الإمكانات والقدرات والمميزات التي تتوفر في هذا القطاع من وجهات علاجية متعددة كالمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
وأشار الى تشكيل لجنة عليا لإعداد وتطوير تعليمات لتجهيز حزم خدمات شاملة ومسعرة مسبقا لعروض السياحة العلاجية للمرضى ومرافقيهم، “وهذه الحزم حاليا هي طور الإعداد”.
وأضاف ان العمل جار على إعداد مبادرة جديدة للترويج والتسويق للسياحة العلاجية من خلال إطلاق برنامج اعتماد متخصص في السياحة العلاجية، وتعليمات وأسس للطب الاستشفائي، كما تم تحديث وتفعيل النافذة الإلكترونية الشاملة للسياحة العلاجية والتي تعرف بمنصة سلامتك، هذا بالإضافة إلى عقد ثلاثة مؤتمرات للترويج للسياحة العلاجية والاستشفائية خلال العام الماضي.
وقال الوزير الهواري ان هذا التواجد الإقليمي والعالمي لإعلان الأردن من قبل منظمة السياحة العالمية وجهة للسياحة العلاجية والاستشفائية على مستوى الإقليم، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن الأردن قد أتم بنجاح مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا ليعود مرة أخرى على طريق النمو والازدهار في السياحة العلاجية.