جوردن ديلي– هي ذي شخصية جلالة الملك عبدالله الثاني، وكرم أخلاقة وتميّز إدارته لأي حالٍ حتى وإن حمل ما هو «مؤلم» للوطن ولقيادته، هي ذي حكمة جلالته بتفاصيلها التي تفاجئ الجميع في كلّ مرة بمكرمة تضع الوطن والمواطن في مكان أكثر منعة وقوّة ومجد، هي ذي بشائر سيد البلاد وعطاءاته التي يمنحها جلالته دوما بقلب وعقل الأب والأخ، ليجعل من كلّ التحديات وحتى الأزمات فرصا للبدء من جديد لحال أفضل.
بالأمس، وردا على مناشدة عدد من الشخصيات من عدة محافظات، الصفح عن أبنائهم الذين انقادوا وراء هذه الفتنة، بعد أن رفعوا عريضة لجلالته موقعة من شخصيات عشائرية، مستذكرين قيم الهاشميين في التسامح والعفو، خلال لقاء عقد في قصر الحسينية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، قال جلالته: «كأب وأخ لكل الأردنيين، وبهذا الشهر الفضيل، شهر التسامح والتراحم، الذي نريد فيه جميعا أن نكون محاطين بعائلاتنا، أطلب من الإخوان المعنيين النظر في الآلية المناسبة، ليكون كل واحد من أهلنا، اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجر وراء هذه الفتنة، عند أهله بأسرع وقت».
ليضع جلالته بذلك، شكلا مختلفا للمرحلة عقب أزمة ليست سهلة، ولم يأخذ بها أي عقل أردني على أنها حدثا عابرا، إنما تركت ألما في قلوب كافة المواطنين، لكن جلالته حسم هذه القضية وأنهى أي جدل بشأنها، من خلال حديث صريح مع شخصيات مثلت أفراد المجتمع كافة، مسامحا كل من تم تضليله وانجر وراء الفتنة، عافيا عنهم، مؤسسا لحالة من التسامح والعفو، وفي الوقت ذاته معززا النهج الهاشمي الذي لم يشهد تاريخه إلاّ أرقى وأعظم أشكال التسامح وكرم الأخلاق.
ورغم ان جلالته لم يمض عن ما حدث وكأنه لم يكن، أو أنه عادي، حيث استهل حديثه حول قضية الفتنة، قائلا: «ما جرى كان مؤلما، ليس لأنه كان هناك خطر مباشر على البلد، فالفتنة كما تحدثت أوقفناها، لكن لو لم تتوقف من بدايتها، كان من الممكن أن تأخذ البلد باتجاهات صعبة، لا سمح الله»، واصفا ما حدث بالمؤلم لوطن، لكن جلالته بنفس الوقت قال «من البداية قررت أن نتعامل مع الموضوع بهدوء»، ففي الهدوء والحكمة تعامل جلالته مع فتنة وئدت في مهدها، وقبل حتى أن تجد لها مكانا في الشارع المحلي، بفضل قيادة جلالة الملك.
غيّرت كلمات جلالة الملك أمس من شكل القضية التي أشغلت الشارع المحلي، وأعادت ترتيب أولويات الوطن، بإشارات واضحة من جلالته للتحديات التي تواجه المملكة والتي تستحق اليوم الإهتمام الأكبر، والمتابعة والعمل لتجاوزها والتي بطبيعة الحال تتسيّدها جائحة كورونا وآثارها السلبية على غالبية القطاعات.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول أهمية حديث جلالة الملك ودعوته للمعنيين بسرعة الإفراج عن عدد من معتقلي قضية اثارة الفتنة ضمن إطار القانون، أكد سياسيون أن في حديث جلالته اهمية كبيرة تعكس أخلاق الهاشميين الذيم لم يسجل التاريخ لهم سوى صفحات بيضاء خالية من أي عنف ومليئة بالعطاء والتسامح.
واعتبر متحدثو «الدستور» أن في الصفح الملكي عن موقوفي قضية «الفتنة»، درس في المثالية والحكمة، وإدارة الشأن المحلي من أب وأخ جعل من بيوت الأردنيين أمس تعبق فرحا، عندما جعل من رمضان أسر الموقوفين بنكهة السعادة والراحة أمس، وفي عفوه عنهم انهى هذا الملف وأي جدل يدور في فلكه.
دكتور جواد العناني
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني قال أن جلالة الملك أمس طمأن الناس، إذ حمل حديثه رسائل اطمئنان واضحة وصلت لكافة المواطنين، وبأن هذه القضية تسير في الطريق الصحيح.
وأضاف دكتور العناني وبطبيعة الحال الصفح الملكي الذي تحدث عنه جلالة الملك يأتي انسجاما مع النهج الهاشمي الذي لا يوجد به جرائم، بل تاريخ مليء بالتسامح والعطاء.
ولفت د.العناني إلى أن جلالة الملك حصر الموضوع وأنهى أي جدل بشأنه، كما كان في كل عهد هاشمي وها نحن نبقى على العهد فجلالة الملك يعفو عن الأشخاص الذين ساعدتهم اليقظة الأمنية لعدم ارتكاب أي أذى بحق أنفسهم قبل أن يكون بحق الوطن.
دكتور محمد أبو رمان
من جانبه، قال الوزير الأسبق الدكتور محمد أبو رمّان أن ما قاله جلالة الملك تكريس وانعكاس حقيقي لنشأته الهاشمية التي اعتاد بها على أن القيادة مع المجتمع يقفان معا لصالح الوطن، وهذا معروف بالتقاليد السياسية الاردنية والقيم التي اشار لها جلالته من التسامح والعفو يذكرنا بالملك الراحل الحسين رحمه الله، الذي كان يسامح ويعفو رغم ما يتعرض له من مؤمرات وصلت في بعض الأحيان لتشكيل خطر على حياته، لكنه عفا وسامح.
وشدد أبو رمّان أن الأردن بقيادته يتجاوز الصعاب والتحديات وفي النهاية ما يميز الاردن التسامح السياسي، فلم نعهد أن القيادة تتعامل بعنف ودموية مع أي حدث، وهذه هي سمة النظام السياسي الاردني والتاريخ السياسي يحكي ذلك بوضوح.
وبين أبو رمّان أن جلالة الملك قطع الفتنة الحقيقية التي كان يمكن ان تطال الوطن في حالة الانقسام وحالة الاستقطاب في المجتمع التي لحقت بهذه الأزمة، وما ترتب على قضية في نوع من الحملة الاعلامية، ليأتي جلالته وينهي الامور بشكل كامل وحاسم ونقل القضية لمكان آخر في مواجهة التحديات الحقيقية ودمج جيل الشباب في مئوية الدولة، بشكل جعل من القضية تذهب لمكان مختلف فيه تفاصيل واقع الحال نقلها الى الموضوعات التي تمثل تحديات حقيقية وتتطلب عملا وجهدا لمواجهتها.
دينا الصبّاغ
الاعلامية والناشطة دينا الصبّاغ قالت هكذا هم الهاشميون عبر التاريخ يمثلون الحكمة والتسامح بالتعامل مع أي حدث فعلاقة الهاشميين مع الأردنيين علاقة قريبة دوما مع نبض الشارع.
وأكدت الصبّاغ أن سيد البلاد قدّم درسا كبيرا لنا جميعا في التسامح والعفو، اللهم احمي سيدنا.
ناديا العالول
فيما رأت الوزير الأسبق ناديا هاشم العالول أن حديث جلالة الملك حمل الكثير من العمق توّجه عفو وتسامح جلالته، واغلاق الباب على قضية أثارت الرأي العام، وكعادة الملك والأسرة الهاشمية في تعاملم مع التحديات يجعلون منها دوما فرصا للبدء بمرحلة أكثر عملا وسعي نحو الأفضل، وهو ما قاله جلالته عندما وضع التحديات أمام الجميع وجعلها اليوم أولوية على أي أمر آخر.
الدستور – نيفين عبد الهادي