كتب منذر الفاعوري
جوردن ديلي – هنأ سمو الأمير الحسن من خلال مقال بمناسبة مئوية الدولة الأردنية والتي تتزامن مع عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هذا العام، حيث قدم سموه رؤية ثاقبة من مواكبته لمسيرة الدولة وخبراته السياسية على مدى القرن الماضي المليء بالأحداث المصيرية منذ عام (1921-2021).
وهنا نقتبس من مقدمة مقال سموه :” نقفُ على عتبة المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، وهو حدث استثنائي لا يمر في حياتنا أكثر من مرة، فقد مرت عشرة عقود طويلة على تكوين إمارة الشرق العربي، وهي مدة كافية تعطينا فرصة القراءة الواعية لمفاصلها، لتقييمها أولا، والتخطيط الواعي لتثبيت أقدامنا في المئوية الجديدة للدولة، ونحن في إقليم مضطرب، وعالم سريع التغير، ليكون عبورنا إلى هذا الزمن الجديد آمنا، ولنعيد تعزيز دعائم الدولة بمعايير الحداثة والأصالة معا”، إنتهى الإقتباس.
وأشار سمو الأمير الحسن بن طلال أنه يحق لنا كشعب أن نحتفل ونبارك مسيرة وطننا وقيادتنا الهاشمية، فدولة نشأت قبل 100 عام بدأت بركائز العروبة والتاريخ وتعاليم الإسلام لتبني دعائم التنمية والتطور لنصل الى ما نحن عليه الآن من مؤسسات وطنية وثروة إنسانية عززت مفهوم المواطنة وقبول الآخر بإنسانيته ومحاربة أي فكر ضال يستبيح حق العيش والمشاركة والتعبير، فقد تعلمنا من الملك عبدالله المؤسس أن “الوطن للجميع”، وتعلمنا من الملك الحسين الراحل أن “الإنسان أغلى ما نملك”، وتعلمنا من الملك عبدالله الثاني “أننا أردنيين بفطرتنا ملجئ للملهوف وعون للاجئ” و “نشامى نتحدى الصعاب ونجتاز المِحن مهما إشتدت بنا “،وعلى هذه الأسس والقيم العظيمة نشأت دولتنا وإستمرت مسيرتنا .
ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، مر الأردن بمراحل وأحداث كثيرة جلها كان صعبا، وكان الرهان دوما على أننا بحنكة قيادتنا وإلتفافنا حول رايتنا نجتاز كل مرحلة ونعبر الى بر الأمان بحمد الله ، لنخرج أقوى من ذي قبل بل وإن لحمتنا تتأصل وتشتد لنبرهن أننا لسنا دولة قوية تعبر من خلال التاريخ والمجد لتسطر إسم الأردن في كل محفل وكل مكان، على الرغم من شح إماكنياتنا إلا أننا إستطعنا أن نبرهن أن الإنسان ثروة حقيقية يبني ويعلم ويبتكر ويشق الى المستقبل حاضنة فكر مجيد يخلد من خلالها بارقة أمل لكل شعب تألم ولكل بلد عانى من ويلات الحروب وهجر شعبه وتكالبت عليه المؤامرات ليقف بعد سنوات طويلة دون حرية أو إستقرار .
وعاد سمو الأمير المفكر، ليشير إلى أن مئوية دولتنا ليست ذكرى، بل هي تاريخ نهضة على مدى قرن من الزمن مليء بالأحداث المصيرية، وهو تاريخ استثنائي لمن يقرأ التاريخ ولمن عاش في هذا الوطن الكبير بأهله والجميل بترابه والشامخ بجباله، عشرة عقود خلت ونحن في منطقة قلب الشرق الأوسط “المضطرب” وفيه ما فيه من صراع على الأرض وأهمها الصراع المصيري على الأرض المقدسة والقضية الفلسطينية التي حماها الله ورفع رايتها الهاشميون دفاعا عن فلسطين، فجلالة الملك عبدالله الثاني حمل رؤية واضحة للعالم بأننا دولة تدافع عن حقها وقضايا الأمة بعيدا عن أي تحالفات وإستقطابات إقليمية أو تجاذبات سياسية، حيث إتسمت سياسة دولتنا بالوسطية وبناء علاقات مميزة على مستوى المنطقة والعالم حتى وصلنا الى مرتبة عالية ومتقدمة بين الدول ميزتها حنكة سياسية أردنية هاشمية، ولنعيد تعزيز دعائم الدولة بمعايير الحداثة والأصالة والعروبة، وليكون خطابنا التسامح والسلام لكل دول العالم ولجميع الأديان.
ونختم هنا كما ختم سموه، بالدعاء لله تعالى بأن يحفظ هذا البلد آمنا مستقرا، مترحمين ومستذكرين شهدائنا وكل ومن قضى في حب الوطن ورحل وهو يقدم شيئا لرفعته ونهضته بين الأمم.