جوردن ديلي – خصّص معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، نشرة اليوم الخميس، لتسليط الضوء على حقائق طبية مذهلة تتعلق بالتأثيرات الإيجابية للصيام على جسم الإنسان.
وفنّدت نشرة المعهد خرافات يجري تداولها أحيانا تتعلق بفوائد أو تأثيرات معينة للصيام على الجسم، ولا تستند إلى دراسات وأبحاث علمية محكمة.
سواء كان الشخص صائماً أم لا، فإن الجسم لا يزال بحاجة إلى الطاقة. مصدر الطاقة الأساسي هو السكر المسمى الجلوكوز والذي يأتي عادةً من الكربوهيدرات، بما في ذلك الحبوب ومنتجات الألبان والفواكه وبعض الخضروات والفاصوليا والحلويات.
يقوم الكبد والعضلات بتخزين الجلوكوز وإطلاقه في مجرى الدم كلما احتاجه الجسم. أثناء الصيام، تتغير هذه العملية. بعد حوالي 8 ساعات من الصيام، يستنفد الكبد آخر احتياطياته من الجلوكوز، عند هذه النقطة يدخل الجسم في حالة تسمى بناء السكر (Gluconeogenesis)، مما يشير إلى انتقال الجسم إلى وضع الصيام.
أظهرت الدراسات أن استحداث السكر يزيد من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. مع عدم وجود الكربوهيدرات، ينتج الجسم الجلوكوز الخاص به باستخدام الدهون بشكل أساسي. في النهاية، تنفد مصادر الطاقة هذه من الجسم أيضًا. ثم يؤدي الصوم طويل الأمد إلى وضع الجوع الأكثر خطورة (Starvation). في هذه المرحلة، يتباطأ التمثيل الغذائي للشخص، ويبدأ الجسم في حرق البروتينات في العضلات للحصول على الطاقة، ووضع الجوع الحقيقي لا يحدث إلا بعد عدة أيام متتالية أو حتى أسابيع بدون طعام.
وفيما يلي بعض التأثيرات للصيام:
– زيادة فقدان الوزن: تشير الدراسات إلى أنه بغض النظر عن أسلوبك في الصيام، فمن المحتمل أن تفقد بعض الوزن عند القيام بذلك. لكن الفائدة الأكبر التي يجب ملاحظتها هي أن الصيام يعمل أيضًا على التخلص من دهون البطن.
** يزيد حمل الكثير من الوزن حول الوسط من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا فإن فقدانه يمكن أن يعزز صحتك.
– انخفاض ضغط الدم: تشير الأبحاث إلى أن هناك أدلة جيدة فيما يتعلق بالتأثير الإيجابي للصيام على ضغط الدم لديك. ستلاحظ انخفاضًا عندما تلتزم به لفترة طويلة من الزمن. ولكن بمجرد أن تتوقف، تعود قراءاتك إلى ما كانت عليه قبل أن تبدأ.
– تخفيف الالتهاب: تحفز البروتينات الصغيرة (التي تسمى السيتوكينات الالتهابية) عملية الالتهاب في جسمك. أظهرت الدراسات التي أجريت على الرجال والنساء الذين صاموا خلال شهر رمضان المبارك أن عدد هذه البروتينات ينخفض بعد 3 أسابيع من الصيام. وأظهرت دراسات مماثلة على البالغين المصابين بالربو نفس النتيجة: كما أن الصيام يحسن الأعراض ووظيفة الرئة.
– انخفاض نسبة الكوليسترول: لا يوجد دليل قوي حتى الآن، ولكن تُظهر بعض الدراسات أن الصيام يمكن أن يخفض نسبة الكوليسترول الضار. هذا هو النوع الذي يمكن أن يتراكم في شرايينك. لا يبدو أن الصيام يؤثر على كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة.
– تعزيز وظيفة الدماغ: حتى الآن، تأتي معظم المعلومات حول الصيام ووظيفة الدماغ من أبحاث غير بشرية. تظهر الدراسات التي أجريت على الفئران الصائمة تحسنًا في كل من بنية الدماغ ونمو الخلايا العصبية التي تعمل على تحسين وظائف المخ. يدرس الخبراء كيف يمكن أن يساعد ذلك في إبطاء حالات مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
– خفض مخاطر الاصابة بالسرطان: تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات والخلايا أن الصيام قد يساعد في منع نمو الورم ويساعد العلاج الكيميائي على العمل بشكل أفضل لدى الأشخاص المصابين بالسرطان. لا توجد أبحاث كافية حتى الآن على البشر لمعرفة مدى تأثير الصيام على خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر.
– تحسين مقاومة الإنسولين: تشير الدراسات الحديثة التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين إلى أن الصيام يمكن أن يحسن كفاءة عمل الإنسولين في الجسم، والبحث لا يزال جاريا.
– نوم أفضل: تقول بعض الدراسات إن الصيام يمكن أن يقلل من فترة نوم حركة العين السريعة (REM)، يؤدي الصيام المتقطع إلى ارتفاع مستويات الميلاتونين وهو الهرمون الأساسي المعزز للنوم في الجسم، ويمكن أن يساعدك على النوم بشكل أسرع والاستمرار في النوم لفترة أطول. يعزز الصيام أيضًا إفراز هرمون النمو البشري، وهو أحد موارد جسمك الحيوية للإصلاح أثناء نومك، وتشير دراسات أخرى إلى أن الصيام قد يرفع مستويات المواد الكيميائية التي تجعلك تشعر بمزيد من اليقظة أثناء النهار.
– حياة أطول: يقول العلماء إننا بحاجة إلى مزيد من البحث عن البشر لنقول على وجه اليقين إذا ما كان الصيام يضيف سنوات إلى حياتك. ولكن حتى الآن، تظهر الدراسات أنه يحسن الصحة بطرق تساعدك على العيش لفترة أطول، مثل تقليل تلف الخلايا مع التقدم في العمر.
– جهاز مناعي أقوى: يمكن أن يساعد الصيام في تعزيز المناعة، ولكن لا يوجد الكثير من الأبحاث حول البشر حتى الآن. أظهرت الدراسات التي أُجريت على الفئران ومجموعة صغيرة من الأشخاص في تجربة إكلينيكية أن الصيام أثناء العلاج الكيميائي يساعد على حماية خلايا الدم البيضاء وكذلك يساعد على نمو خلايا جديدة.
– صفاء الجلد: هناك الكثير من المزاعم بأن الصيام يساعد في إزالة حب الشباب وتحسين البشرة، ولكن لا يوجد الكثير من العلم لدعمه. لم يتم إجراء العديد من الدراسات حتى الآن لمعرفة تأثير الصيام على صحة الجلد.
– نتائج أفضل للسكتة الدماغية: أظهرت الدراسات في الحيوانات أن الصيام يحمي الدماغ من التلف بعد السكتة الدماغية ويسرع من الشفاء. لكن لا توجد أي دراسات تثبت ذلك على البشر حتى الآن.