جوردن ديلي – تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن مشكلة ضعف السمع، وتوضح أسبابا عدة قد تؤدي إلى فقدانه.
وتذكر نشرة المعهد، التي جاءت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسمع، الذي يصادف في الثالث من آذار كل عام، إجراءات وخطوات وقائية تحافظ على حاسة السمع، وتحميها من المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى فقدانها.
يُعرّف السمع بأنه إحدى حواس الإنسان الخمس، التي يستطيع من خلالها تمييز وإدراك الموجات الصوتية، كما تعد حاسة السمع من أهم حواس الإنسان لأنه من خلالها يستطيع التواصل مع الأفراد والبيئة المحيطة.
تمثل الأذن العضو المسؤول عن السمع وهي مقسمة لثلات اجزاء، وكل من هذه الأجزاء يلعب دوراً مهماً لوصول الصوت للدماغ.
الجزء الأول هو الأذن الخارجية، التي بدورها تجمع الأصوات من الخارج وتنقلها عن طريق القناة السمعية للطبلة، ومن ثم للأذن الوسطى والتي يوجد بها أصغر عظيمات في جسم الانسان. كما يتم هنا تحويل الموجات الصوتية إلى اهتزازات ويتم توصيلها للأذن الداخلية والتي تتكون من القوقعة (العضو الحسي للسمع) والدهليز والقنوات الهلالية (العضو المسؤول عن التوازن)، ثم تصل الاهتزازات للقوقعة والتي بدورها تقوم بتحويل تلك الاهتزازات إلى إشارات عصبية تنتقل بواسطة العصب السمعي إلى مراكز إدراك السمع في الدماغ، ليقوم الدماغ بفهم الكلام وإدراكه.
تقدر منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 460 مليون شخص في العالم يعانون من ضعف السمع، 90 % منهم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في العالم.
ومعاناة الكثير من الأشخاص من ضعف في السمع، غالبا ما تسبب صعوبات بالتكيف مع البيئة المحيطة والتواصل مع الآخرين في أماكن التعليم والعمل، وغالبًا ما يشعر الأشخاص ضعاف السمع بأنهم مستبعدون من الحياة الاجتماعية والعائلية، لذا ينصح الأطباء وإختصاصيو السمع بضرورة الكشف المبكر عن مشاكل السمع، وكلما كان الإكتشاف مبكرا كانت النتيجة أفضل.
الأسباب الشائعة لضعف السمع أو فقدانه:
– قد يحدث فقدان السمع المفاجئ في أذن واحدة بسبب تراكم شمع الأذن أو التهاب الأذن أو طبلة الأذن المثقوبة أو مرض منيير (Meniere disease)، وهو من الإضطرابات التي تصيب الأذن الداخلية المسؤولة عن السمع والتوازن.
– قد يكون فقدان السمع المفاجئ في كلتا الأذنين ناتجًا عن ضرر ناتج عن ضوضاء عالية جدًا، أو تناول بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر على السمع.
– قد يكون فقدان السمع التدريجي في أذن واحدة ناتجًا عن شيء ما داخل الأذن، مثل تراكم السوائل (الأذن اللاصقة)، أو النمو العظمي (تصلب الأذن) أو تراكم خلايا الجلد ( مثل الأورام).
– يحدث فقدان السمع التدريجي في كلتا الأذنين عادةً بسبب الشيخوخة أو التعرض للضوضاء الصاخبة على مدار سنوات عديدة.
الأشخاصُ الأكثر عرضة لمشاكل السمع هم الأشخاص الذين يتعرضون لصوت الموسيقى الصاخبة أو من يعملون في مصانع أو ورشات صاخبة أو يستخدمون أدوية مضرة للسمع (مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، بما في ذلك الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، وبعض المضادات الحيوية مثل الأمينوغليكوزيدات، بعض أدوية للسرطان، ومدرات البول)، أو من هم اكبر من 60 عاماً.
كيف يمكنني منع ضعف السمع أو فقدانه؟
لا يمكن الوقاية من جميع حالات ضعف السمع. ومع ذلك، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لحماية سمعك:
1. استخدم معدات السلامة إذا كنت تعمل في مناطق بها ضوضاء عالية، وقم بارتداء سدادات أذن عند السباحة والذهاب إلى الحفلات الموسيقية. تشير الأبحاث إلى أن 15 بالمائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 69 عامًا يعانون من فقدان السمع بسبب الضوضاء العالية.
2. قم بإجراء اختبارات سمع منتظمة إذا كنت تعمل في بيئة ذات ضوضاء عالية أو تسبح كثيرًا أو تذهب إلى الحفلات الموسيقية بشكل منتظم.
3. اتخاذ تدابير وقائية والتي قد تخفف من أعراض (منيير) مثل تقليل الملح في نظامك الغذائي لتقليل الضغط في الأذن، وتجنب التدخين والكافيين والكحول لأنها قد تفاقم الأعراض، واحصل على قسط وافر من النوم واتخذ خطوات لتقليل التوتر.
4. اطلب المساعدة في حالات التهابات الأذن، فقد تسبب ضررًا دائمًا للأذن إذا تُركت دون علاج.
5. قم بإزالة شمع الأذن بشكل صحيح: لا تستخدم قطعة قطن لتنظيفها – يمكن أن تدفع الشمع إلى عمق أكبر، يمكنك استخدام ملين شمع الأذن لتليين شمع الأذن لإزالته بسهولة أو الذهاب للطبيب لإزالته.
6. تحقق من الأدوية لمخاطر السمع: إذا كنت تتناول دواءً بوصفة طبية، فاستشر طبيبك للتأكد من أنه لن يكون له أي تأثير. وإذا كان يجب عليك تناول دواء قد يؤذي أذنيك، فتأكد من أن طبيبك يفحص سمعك وتوازنك قبل وأثناء العلاج.
في اليوم العالمي للسمع ننصحكم أن تقوموا بعمل فحص سمع دوري للتحقق من سلامة آذانكم وسمعكم.