كتب:نضال الزبيدي
جوردن ديلي – ما قاله الوزير الصهيوني العنصري بتساليئيل سموتريتش في باريس يجب ان لا يتوقف عند حدود البيان الشاجب الذي أصدرته وزارة الخارجية، انما يجب الضغط وبكافة السبل لإقالة ذلك الوزير وتقديم إعتذار رسمي للدولة الاردنية والسلطة الفلسطينية ،من قبل حكومة المأزومين المتطرفين في اسرائيل، عما بدر من حماقات وتخرصات لا يمكن أن تخرج من شخص أحمق، فما بالكم أن ينطق بها مسؤول في الحكومة الاسرائيلية.
يُجمع العالم كله ان هذه الحكومة تضم غلاة المتطرفين، ومع ذلك يتعامل معها. الولايات المتحدة ،الدولة الراعية لأسرائيل وضعت “فيتو” على بعض اعضاء الحكومة،عند تشكيلها ومنهم هذا الوزير المأفون، ثم ما لبثت وعادت الى التعامل معها ، لا بل وتتوسط من اجل انهاء الاضطرابات والمسيرات التي تنضم يومياَ من قبل ناشطين مدنيين اسرائيليين للاطاحة بهذه الحكومة المتطرفة ورئيسها المتعجرف، احتجاجاً على خطته لاصلاح القضاء.
اوروبا ، كعادتها دائماً، لا تغرد خارج سرب الولايات المتحدة ولا تقوى على المواجهة والمجابهة وتمارس نوعاً من النفاق السياسي في كثير من الاحيان.
الاتحاد الاوروبي وصف تصريحات الوزير الصهيوني بـإنها تصريحات ” خطيرة وغير محترمة”، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بضرورة التنصل من هذه التصريحات، والعمل على نزع فتيل التوترات. “التنصل”، هل هذا هو المطلوب من الحكومة الاسرائيلية؟!، والاتحاد الاوروبي ، المدافع عن حقوق الانسان والحريات و احترام سيادة الدول واستقلالها، لم يجرؤ ان يدعو الى اقالة ذلك الوزير وتقديم اعتذار رسمي للاردن والسلطة الفلسطينية. موقف امريكا لن يكون بإحسن حال من الموقف الاوروبي الباهت.
عندما يقف ذلك الوزير على منصة وُضع عليها خارطة “لإسرائيل المزعومة”، تضم الاردن وفلسطين ، في نسف لإبسط قواعد الاعراف السياسية والدبلوماسية، فضلاً عن اللياقة والكياسة السياسية، ليتحدث امام مجموعة من غلاة الصهاينة، نافياً وجود الشعب الفلسطيني، قائلاً” لا يوجد شيء أسمه الشعب الفلسطيني”، ثم يقابل بالتصفيق الحار.وكل المشكلة في التصفيق الحار، وأين؟! في باريس، عاصمة، وصاحبة مبادئ : الحرية، والمساواة، والإخاء.باريس صامتة، كعادتها، لم يرف لها جفن، عندما يتعلق الأمر، بقضايا العالم الثالث،وقضايا العرب والمسلمين،تحديداً.
أي سلام هذا مع دولة لا تتوقف عن ممارسة أبشع الاعتداءات العنصرية من قتل وتشريد وبناء المستوطنات ،ناهيك ، وهذا الأهم، عن عدم الاعتراف بشعب موجود على هذه الارض منذ الآف السنين، وليس طارئا. هم الطارئون.
وفي الوقت الذي يبذل فيه الاردن، صوت الاعتدال وعامل الاستقرار في المنطقة ،أقصى الجهود من أجل تهدئة الاوضاع الميدانية في الضفة وفي القدس،والعمل مع كافة الاشقاء والاصدقاء للوصول الى تفاهمات وأرضية مشتركة للتخفيف من حالة الاحتقان السياسي السائدة، يفاجأ بهكذا تصريحات ومواقف عنصرية، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها”استفزازية” وتزيد من وتيرة الاحداث وتصب زيت الحقد على نار الكراهية المتأججة.
في ظني، لم يعد مقبولاً بعد اليوم الاكتفاء بالبيانات الشاجبة والمنددة ولا بإستدعاء السفير ، كلها أمور لا تكفي أمام هذا الاعتداء الصارخ على سيادة الدول واستقلالها. الاردن، دولة راسخة، وليست بحاجة لأعتراف من هذه الدولة او تلك، وعمرها أكبر من ذلك الكيان المسخ، ومن رئيس وزرائه الذي يرسل رسائل مباشرة وعبر وسطاء، ظاهرها ودي، وباطنها عدائي، وإذا لم يعد بمقدروه السيطرة على تصرفات وزرائه وتصريحاتهم ، فما جدوى التعامل معه أساساً؟!
تخيلوا، لو ان مسؤولاً أردنياً شكك، مجرد تشكيك بإعداد من قضوا في “الهولوكوست”، هل سنرى هذا الموقف المعيب والمخجل من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية؟!