أبو حمور يدعو إلى ضرورة تطوير خطاب إعلامي يلامس واقع العالم العربي والتجسير مع صانعي القرار
جوردن ديلي— دعا الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمّور في كلمته بافتتاح الورشة المتخصصة حول “الإعلام العربي… بين مواكبة التحول الرقمي والحفاظ على خطابه في ظل التنافسية”، التي نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية في جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء الماضي إلى ضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع والابتكارات التقنية الجديدة من قبل الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، والاهتمام بالتقنيات التي من شأنها أن تعزّز جودة العمل الإعلامي دون التأثير على قيمه المهنية، وتطوير خطاب إعلامي يلامس واقع العالم العربي، والتجسير مع صانعي القرار لتنفيذه، وتوحيد لغة الإعلام الإلكتروني وتعزيز المحتوى باللغة العربية، وكذلك توحيد مصطلحات الخطاب الإعلامي، وتأهيل الكوادر العاملة في المؤسسات الإعلامية من خلال برامج متخصصة.
وأضاف في كلمته الافتتاحية عبر تقنية الاتصال المرئي : إن التحول الرقمي أصبح ضرورة حتمية واتجاهاً عصرياً يتوافق مع ما يشهده العالم من متغيرات نتيجة دخول التكنولوجيا إلى المجالات كافة، من حيث الانتقال إلى الاتجاهات والأنماط المستقبلية، التي تتعلق بإنتاج المعرفة وابتكارها والانفتاح على الثقافة العالمية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والقيمية.
وأكد د. أبو حمّور ضرورة انخراط مؤسسات الإعلام في التطورات التكنولوجية الحديثة مع الحفاظ على المعايير والقيم المهنية، وعلى خطابها الإعلامي الرصين ومراعاة احتياجات المتلقي، نظراً لدورها المهم في مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والتأثير الكبير للإعلام على ميول الأفراد وأفكارهم، بوصفه الوسيلة الأولى في تشكيل مواقفهم واتجاهاتهم إزاء المواقف اليومية والقضايا التي تعيشها المجتمعات العربية.
وأشار د. أبو حمّور إلى قلة الدراسات العربية المتعلقة بالرقمنة مقارنة بالدراسات الغربية، بالرغم من الحديث عن التوجه نحو الرقمنة، مؤكداً ضرورة تسريع العمل في هذا الاتجاه للحاق بالتطورات العالمية . وقال : إن جائحة كورونا أسهمت في تغيير أنماط الحياة اليومية في العالم، كما أسهمت بشكل كبير في تسريع توجهات وسائل الإعلام التقليدية نحو التحول الرقمي، والاعتماد على نظم وأساليب تكنولوجية متطورة للتغلب على حالة الإغلاقات التي فُرِضَت على الكثير من المجتمعات، مما زاد عدد الساعات التي يقضيها الفرد أمام شاشات التلفاز ومنصات الإعلام البديل، ونشطت الشركات والمؤسسات المتخصصة في إنتاج الأفلام والمسلسلات وقدمتها من خلال منصات رقمية بدلاً من شاشات العرض التقليدية.
يذكر أن الورشة هدفت إلى دراسة تداعيات التحول الرقمي على المشهد الإعلامي، وما يفرضه ذلك من تبعات على رسالة الإعلام، ورصد أهم التحولات التي طرأت على شكل ومضمون الإعلام والصحافة العربية بفعل التطوّر التقني، ومستقبل صناعة الصحافة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي الرابعة، وما يواكب النمو المتسارع من تطور في المشهد الإعلامي العربي والدولي، ومدى صمود الإعلام التقليدي أمام الإعلام التكنولوجي، والحد من السلبيات التي يفرضها هذا التطور. وشارك في الورشة التي عقدت عبر نظام الفيديو كونفرانس عدد من المراكز المعنية بالبحوث والدراسات الإعلامية من عدة دول عربية، وشخصيات فكرية وأكاديمية وإعلامية.