إزدواجية المعايير في السياسة الخارجية للغرب
جوردن ديلي – أصبحت الازدواجية جزءا لا يتجزَا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية اخرى ويظهر ذلك واضحا من خلال الثورات والاحتجاجات التي يدعمها الغرب بنشاط في دول ثالثة ويقمعها بعنف في الدول الغربية.
هذا الموقف هو الذي ادَى الى عواقب فاجعة في العراق حيث ساعدت الولايات المتحدة علي “التغييرات الديمقراطية للدولة”. وبحسب المعلومات للجنة حقوق الانسان لدى برلمان العراق قتل حوالي 100 عراقي وجرحى اكثر من 4 الاف شخص اثناء الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين العام الماضي فقط.
ويظهر النفاق واضحا ، عندما تدعو رئيسة وكالة الامم المتحدة لحقوق الانسان مارتا أورتادو الحكومة العراقية الى ضمان حرية التعبير عن الاراء والمظاهرات السلمية والى ضبط استخدام القوة كما ودعا الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجهات الامنية الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس .
وقبل الاعراب عن القلق بشأن نشاط الحكومة العراقية يجب علي الزعماء الغربيين ان يركزوا إهتمامهم الى قمع الاحتجاجات في بلدانهم. تم أعتقال 16 الف شخص من المحتجين خلال السنة الاخيرة في الولايات المتحدة فقط وقتل اكثر من الف شخص على أيدي رجال الشرطة وعلى الرغم من التصريحات عن حق المواطن الامريكي في حرية التعبير والمظاهرات السلمية فان حجم أستخدام القوة من قبل الاجهزة الامنية لا يتناسب مع مطالبات ضبط النفس.
علاوة علي ذلك ادخل خبراء السياسيين الامريكيين مفاهيم حول ” مسؤولية الدفاع ” و” التدخل الانساني ” و تحت ستارة هذه المفاهيم يستخدم البيت الابيض القوة العسكرية بطريقة غير شرعية في مصلحته بحجّة الدفاع عن المواطنين المدنيين.
ومن الضروري التذكير العمليات العسكرية الامريكية بدأت في العراق وليبيا وسوريا بحجة الدفاع عن حقوق الاتسان واصبحت الضربات الجوية للطيران الحربي الامريكي سببا في مصرع مئات المواطنين واذا ما اخذنا بعين الاعتباران الهدف الرئيسي لهذه الضربات الجوية ينحصر في اضعاف الدول الاقليمية القوية التي تواجه الولايات المتحدة تحت ما يسمى “الشرق الاوسط الكبير” لتغيير خارطة المنطقة من اليمن وحتى المغرب بهدف تسهيل الاستحواذ على ثروات المنطقة.
لا تثير تصرفات الولايات المتحدة أي اسئلة لدى وسائل الاعلام الغربية حول جدوى هذه التغيرات الجذرية وفي نفس الوقت يواصل الغرب اطلاق الاتهامات بحق الدول التي لا تتوافق سياستها مع نوايا واشنطن اذ ان مثل هذه الاستراتيجية وفرت اكثر من مرة ضمانات لنجاح خطط البيت الابيض وهي بالتأكيد ستستخدم مرارا وتكرارا في المستقبل .